الحمد
لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما
بعد :
قال الواحدي في تفسيره البسيط :" {أَوْ
يَأْتِيَ رَبُّكَ} [الأنعام: 158] قال ابن عباس: يتنزل أمر ربك فيهم بالقتل"
هذا كذب على ابن عباس وما قاله ولكن لما
كان الواحدي مائلاً للتجهم نسب إليه هذا
قال الطبري في تفسيره 14195- حدثني المثنى
قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: {إلا أن تأتيهم
الملائكة} ، يقول: عند الموت حين توفَّاهم ="أو يأتي ربك"، ذلك يوم
القيامة = "أو يأتي بعض آيات ربك"، طلوع الشمس من مغربها.
فأثبت مجاهد المجيء وهو تلميذ ابن عباس
وكذا فسره قتادة وابن جريج
والتفسير الذي ذكره الواحدي ما قال به أحد
من السلف ومقاتل بن حيان
وقال ابن أبي حاتم في تفسيره 8139 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي
الرَّبِيعِ أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ «2» أنا مَعْمَرٌ عَنْ قَتَادَةَ: أَوْ
يَأْتِيَ رَبُّكَ، قَالَ: يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
8140 - قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ
الْفَضْلِ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ عَنْ بُكَيْرِ
بْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ: قَوْلُهُ: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا
أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ، قَالَ: يَوْمُ
الْقِيَامَةِ، فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ.
وما أحسن ما قال الثعلبي في تفسيره :"
أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ بلا كيف لفصل القضاء من خلقه في موقف القيامة"
والثعلبي مائل للكلابية بقوة ولكنه هنا
أحسن
وليست هذه المرة الوحيدة التي يكذب فيها
المعطلة على السلف
قال مكي بن أبي طالب القيسي في تفسيره
الهداية :" وقيل: معنى {والأرض جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ القيامة}، أي: يملكها،
لا مدعي لملكها ذلك اليوم غيره، كما تقول: هذا في قبضتي.
وقال المبرد: بيمينه: بقوته. وهذا القول
هو قول علماء أهل السنة"
المبرد معتزلي وهذا كذب منه فهذا التفسير
ما قال به أحد من علماء أهل السنة
قال الطبري في تفسيره م استأنف الخبر عن
السموات، فقال: (وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ) وهي مرفوعة بمطويات.
ورُوي عن ابن عباس وجماعة غيره أنهم كانوا
يقولون: الأرض والسموات جميعا في يمينه يوم القيامة.
* ذكر الرواية بذلك:
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني
عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن أبن عباس. قوله: (وَالأرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ) يقول: قد قبض الأرضين والسموات جميعا بيمينه. ألم تسمع أنه
قال: (مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِه) يعنى: الأرض والسموات بيمينه جميعا، قال ابن عباس:
وإنما يستعين بشماله المشغولة يمينه.
حدثنا ابن بشار، قال. ثنا معاذ بن هشام. قال:
ثني أبي عن عمرو بن مالك، عن أبي الجوزاء، عن ابن عباس، قال: ما السموات السبع،
والأرضون السبع في يد الله إلا كخردلة في يد أحدكم. قال: ثنا معاذ بن هشام، قال: ثني
أبي، عن قتادة، قال: ثنا النضر بن أنس، عن ربيعة الجُرْسي، قال: (وَالأرْضُ
جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ)
قال: ويده الأخرى خلو ليس فيها شيء.
حدثني عليّ بن الحسن الأزديّ، قال ثنا
يحيى بن يمان، عن عمار بن عمرو، عن الحسن، في قوله: (وَالأرْضُ جَمِيعًا
قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) قال: كأنها جوزة بقضها وقضيضها
حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول:
ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: (وَالأرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ) يقول: السموات والأرض مطويات بيمينه جميعا.
وكان ابن عباس يقول: إنما يستعين بشماله
المشغولة يمينه، وإنما الأرض والسموات كلها بيمينه، وليس في شماله شيء.
بل في الباب حديث مرفوع من حديث ابن عمر
وهذا يدلك بيقين على كذب المبرد
وأوقح من هؤلاء في الكذب الماوردي في
تفسيره ، والذي كان يذكر أقوال الجاحظ ويدلس عليه فيقول ( قال ابن بحر )
قال الماوردي في تفسيره :" {ثُمَّ
اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ} فيه قولان: أحدهما: معناه استوى أمره على العرش , قاله
الحسن"
وقال أيضاً :" {اسْتَوَى إلى
السَّمَاءِ} أي أقبل عليها , وهذا قول الفراء. والثاني: معناه: عمد إليها , وقصد
إلى خلقها. والثالث: أنّ فِعْل الله تحوَّل إلى السماء , وهو قول المفضل. والرابع:
معناه: ثم استوى أمره وصنعه الذي صَنَعَ به الأشياء إلى السماء , وهذا قول الحسن
البصري"
وهذا التفسير الجهمي الذي نسبه للحسن ما
وجدت أحداً سبقه إلى ذلك والمعتزلة ينتحلون الحسن ويفترون عليه
بل المروي عنه خلاف هذا
قال ابن أبي حاتم في تفسيره 308 - حَدَّثَنَا
عِصَامُ بْنُ رَوَّادٍ، ثنا آدَمُ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ
أَبِي الْعَالِيَةِ، فِي قَوْلِهِ: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} [البقرة: 29]
يَقُولُ: «ارْتَفَعَ» وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ، وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ مِثْلُهُ
وروى الحكم بن معبد في كتاب الرؤية عنه تفسير الاستواء بالجلوس كما ذكره الدشتي في
الحد وإسناده قوي
قال الأخ مأمون السوري في مقال له في هذا :"
[معاني الاستواء الواردة عن السلف وبطلان تفسير (استوى) بــ (استولى)]
1-(علا):
أ-مجاهد بن جبر (103هـ) [أخرجه البخاري
معلقاً 4/387 باب وكان عرشه على الماء]
ب-أبو عبيدة معمر بن المثنى (209هـ) [العرش
للذهبي 4 ومجموع الفتاوى 5/520]
جـ-محمد بن جرير الطبري (310هـ) [تفسيره 1/192
و13/94 و19/28 والعرش للذهبي 3]
د-أبو العباس ثعلب أحمد بن يحيى (291هـ) [اللالكائي
668]
2-(ارتفع):
أ-ابن عباس رضي الله عنهما (84هـ) [تفسير
البغوي 1/59]
ب-أبو العالية (93هـ) [أخرجه البخاري
معلقاً 4/387 وتفسير ابن أبي حاتم 308]
جـ- الحسن البصري (110هـ) [تفسير ابن أبي
حاتم 308 والأربعين للذهبي ص37]
د- الربيع بن أنس (140هـ) [تفسير الطبري 1/191
وتفسير ابن أبي حاتم 308]
هـ- الخليل بن أحمد (170هـ) [العرش للذهبي
12]
و-بشر بن عمر الزهراني (207هـ) قال سمعت
غير واحد من المفسرين يقول (الرحمن على العرش استوى) أي: ارتفع [العرش للذهبي 3]
ز-ابن جرير الطبري (310هـ) [العرش للذهبي 3]
حـ-البغوي (516هـ) [تفسيره 1/59 ونسبه إلى
أكثر مفسري السلف]
3-(استقر):
أ-ابن عباس رضي الله عنهما (84هـ) [الأسماء
والصفات للبيهقي 873]
ب-مجاهد (103هـ) [مختصر الصواعق 2/143]
جـ-الكلبي [تفسير البغوي 2/165]
د- مقاتل [تفسير البغوي 2/165]
هـ-عبد الله بن المبارك (181هـ) [مجموع
الفتاوى 5/591 وقال: ومن تابعه من أهل العلم وهم كثير]
و-ابن قتيبة (276هـ) [تأويل مختلف الحديث
ص171]
ز-ابن عبد البر (463هـ) [التمهيد 7/129]
حـ-أبو أحمد القصاب الكرجي في عقيدته التي
كتبها للقادر بالله وجمع الناس عليها وذلك في صدر المائة الخامسة وأمر باستتابة من
خرج عنها من معتزلي ورافضي وخارجي ومما قال فيها: .. خلق العرش لا لحاجة إليه
فاستوى عليه استواء استقرار كيف شاء وأراد لا استقرار راحة كما يستريح الخلق.اهـ [العلو
للذهبي 2/1303]
ط-أبو الحسن محمد بن عبد الملك الكرجي
الشافعي (532هـ) قال في كتابه "الفصول في الأصول عن الأئمة الفحول":
وإذا تقرر أن تأويل الصحابة مقبول فتأويل
ابن عباس أولى بالاتباع والقبول فإنه البحر العباب وبالتأويل أعلم الأصحاب فإذا صح
عنه تأويل الاستواء بالاستقرار وضعنا له الحد بالإيمان والتصديق وعرفنا من
الاستقرار ما عرفناه من الاستواء وقلنا إنه ليس باستقرار يتعقب تعباً واضطراباً بل
هو كيف شاء وكما يشاء والكيف فيه مجهول والإيمان به واجب كما نقول في الاستواء
سواء.اهـ [بيان تلبيس الجهمية 7/403]
4-(صعد):
أ-ابن عباس رضي الله عنهما [العرش للذهبي 5
والأسماء والصفات للبيهقي 2/310]
ب-أبو عبيدة معمر بن المثنى [تفسير البغوي
2/165]
5-(جلس وقعد):
أ-عبد الله بن مسعود رضي الله عنه [رواه
الحكم بن معبد في كتاب الرؤية كما في الحد للدشتي 47]
ب-عبد الله بن عباس رضي الله عنهما [أخرجه
ابن المحب في الصفات 1/ق106 وأقر به التيمي كما في السير 20/87]
جـ-الحسن البصري (110هـ) [رواه الحكم بن
معبد في كتاب الرؤية كما في الحد للدشتي 48 وفتح الحميد 4/1675]
د-عكرمة (106هـ) [رواه الحكم بن معبد في
كتاب الرؤية كما في الحد للدشتي 48 وفتح الحميد 4/1675]
هـ-محمد بن كعب (108هـ) [تفسير الطبري 23/21-22]
و-مجاهد بن جبر (103هـ) [السنة للخلال 248
و264]
ز-خارجة بن مصعب (168هـ) [السنة لعبد الله
10 والسنة للخلال1691]
حـ-الأعمش (148هـ) وسفيان (161هـ) ووكيع (197هـ)
[السنة لعبد الله 587]
ط-الإمام أحمد (241هـ) وابنه عبد الله (290هـ)
[السنة لعبد الله بن أحمد 587]
ي-عبد الوهاب الوراق (251ه) [الحد للدشتي 50
وبيان تلبيس الجهمية 1/453]
ك-عثمان بن سعيد الدارمي (280هـ) [النقض
له ص52]
ل-الدارقطني (385هـ) [الحد للدشتي 55
وإبطال التأويلات 2/492]
م-أبو القاسم إسماعيل بن محمد التيمي (535هـ)
وأبو موسى المديني (581هـ) [السير 20/87]
ن-أبو عبد الله بن حامد الحنبلي (403هـ) [الروايتين
والوجهين ص52]
س-الذهبي (748هـ) [العرش له 2/121]
ع-محمد بن عبد الله بن المحب (789هـ) [الصفات
له 1/90ق]"
ومن هذا الكذب نسبة الكرماني في غرائب التفسير وعجائب التأويل لابن عباس تفسير ( وجاء ربك ) جاء أمر ربك وهذا كذب
ومن الكذب ما قاله ابن عطية في محرره الوجيز :" وقال ابن عباس في هذه الآية، يَداهُ نعمتاه" وهذا كذب على ابن عباس ما سبقه أحد إليه
ومن الكذب الفج ما نسبه ابن عطية لسفيان الثوري في الاستواء عند قوله تعالى في سورة الأعراف إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش
قال سفيان الثوري:(فعل فعلا في العرش سماه أستواء).
ولو كانت هذه الكلمة محفوظة عن سفيان لذكرها المفسرون المشارقة الذين قبله فسفيان إمام كوفي وهذه كلمة هامة في مسألة عقدية خطيرة يذكرها بلا إسناد وما أسندها أحد لا أشعري ولا سني
ومن هذا الكذب نسبة الكرماني في غرائب التفسير وعجائب التأويل لابن عباس تفسير ( وجاء ربك ) جاء أمر ربك وهذا كذب
ومن الكذب ما قاله ابن عطية في محرره الوجيز :" وقال ابن عباس في هذه الآية، يَداهُ نعمتاه" وهذا كذب على ابن عباس ما سبقه أحد إليه
ومن الكذب الفج ما نسبه ابن عطية لسفيان الثوري في الاستواء عند قوله تعالى في سورة الأعراف إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش
قال سفيان الثوري:(فعل فعلا في العرش سماه أستواء).
ولو كانت هذه الكلمة محفوظة عن سفيان لذكرها المفسرون المشارقة الذين قبله فسفيان إمام كوفي وهذه كلمة هامة في مسألة عقدية خطيرة يذكرها بلا إسناد وما أسندها أحد لا أشعري ولا سني
وهذا ليتنبه المرء عند قراءته في تفاسير
هؤلاء حتى المسندة منها
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه
وسلم