مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: سلف الدعاة إلى ( تجديد الخطاب الديني ) أو تغيير المناهج

سلف الدعاة إلى ( تجديد الخطاب الديني ) أو تغيير المناهج



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

قال الطبري في تفسيره حدثنا الحسين بن الحريث [أبو عمار المَرْوزِيّ] قال: ثنا الفضل بن موسى، عن سفيان، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: كانت ملوك بعد عيسى بدّلوا التوراة والإنجيل، وكان فيهم مؤمنون يقرءون التوراة والإنجيل، فقيل لملكهم: ما نجد شيئا أشدّ علينا من شتم يشتُمناه هؤلاء، أنهم يقرءون (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) هؤلاء الآيات، مع ما يعيبوننا به في قراءتهم، فادعهم فليقرءوا كما نقرأ، وليؤمنوا كما آمنا به، قال: فدعاهم فجمعهم وعرض عليهم القتل، أو يتركوا قراءة التوراة والإنجيل، إلا ما بدّلوا منها، فقالوا: ما تريدون إلى ذلك فدعونا؛ قال: فقالت طائفة منهم: ابنوا لنا اسطوانة، ثم ارفعونا إليها، ثم أعطونا شيئا نرفع به طعامنا وشرابنا، فلا نردّ عليكم، وقالت طائفة منهم: دعونا نسيح في الأرض، ونهيم ونشرب كما تشرب الوحوش، فإن قدرتم علينا بأرضكم فاقتلونا، وقالت طائفة: ابنوا لنا دورا في الفيافي، ونحتفر الآبار، ونحترث البقول، فلا نردّ عليكم، ولا نمرّ بكم، وليس أحد من أولئك إلا وله حميم فيهم؛ قال: ففعلوا ذلك، فأنزل الله جلّ ثناؤه (وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا) ، الآخرون قالوا: نتعبد كما تعبد فلان، ونسيح كما ساح فلان، ونتخذ دورًا كما اتخذ فلان، وهم على شركهم لا علم لهم بإيمان الذين اقتدوا بهم؛ قال: فلما بعث النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم ولم يبق منهم إلا قليل، انحطّ رجل من صومعته، وجاء سائح من سياحته، وجاء صاحب الدار من داره، وآمنوا به وصدّقوه، فقال الله جلّ ثناؤه (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ) قال: أجرين لإيمانهم بعيسى، وتصديقهم بالتوراة والإنجيل، وإيمانهم بمحمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، وتصديقهم به. قال: (وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ) : القرآن، وإتباعهم النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم وقال (لِئَلا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)

أقول : هذا إسناد صحيح فسفيان الثوري سمع من عطاء بن السائب قبل الاختلاط

وأثر عبد الله بن عباس يبين المرحلة التي تم تحريف التوراة والانجيل بها وأن الملوك هم من قام بهذا وقاموا بقتل المخالفين وإعدام الأصول وهذا يحل إشكالاً عظيماً يواجه الباحثين في أمور الديانات

وتأمل تلك الآية التي أرهبت أولئك الطغاة وهي ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون )

وهذه وإن كان من الناس من فسرها على غير وجهها وذهب إلى غلو ومن فسرها على غير وجهها فآل إلى جفاء إلا أنها بيان إلهي خالد أنه لا بد أن تكون كلمة الله هي العليا وسلطة شريعته هي الغالبة

واليوم بعد تلك الدساتير الخبيثة التي تنص على أن كلمة الشعب هي العليا وإن خالفوا الشرع جاء من يدعو إلى تغيير المناهج وتحريفها ويريدون إخلاءها من كل ما معاني الولاء والبراء والجهاد والتوحيد والشرك وأن تصير محض فضائل وتنظيرات أخلاقية عامة ككلام الفلاسفة أو ما آلت إليه النصرانية

ومن أعجب الكلام الذي سمعته قول أحدهم أنه لا يعقل أن مليار ونصف يريدون قتل العالم كله ويدعي أن هذا موجود في النصوص

وهذا كلام مخبول لا يعرف شيئاً عن النصوص

فلو كان ما يقوله صحيحاً ما بال نصارى مصر والشام ويهود اليمن ونصارى الأندلس وافريقيا والعراق  ويهودهم ومجوس فارس لا زالوا أحياء ولا يفعل بهم كما فعلت محاكم التفتيش في الأندلس ولا كما فعل الأمريكان مع الهنود

فجهاد الطلب الذي فرضه رب العالمين وإن رغمت أنوف يخير الناس _ على الصحيح كلهم ومنهم يخصهم بأهل الكتاب والمجوس _ بين الجزية والقتال والإسلام وهذا في حال القدرة وفي غير القدرة يجنح للسلم أو يحصل الصلح وقد حكم المسلمون أكثر من نصف الكرة الأرضية قروناً طويلة وما قتلوا كل الناس هكذا بدون تفصيل

قال ابن قدامة في المغني :" (7617) فَصْلٌ فَأَمَّا الْفَلَّاحُ الَّذِي لَا يُقَاتِلُ، فَيَنْبَغِي أَنْ لَا يُقْتَلَ، لِمَا رُوِيَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّهُ قَالَ: اتَّقُوا اللَّهَ فِي الْفَلَّاحِينَ، الَّذِينَ لَا يَنْصِبُونَ لَكُمْ الْحَرْبَ وَقَالَ الْأَوْزَاعِيُّ لَا يُقْتَلُ الْحَرَّاثُ، إذَا عُلِمَ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ الْمُقَاتِلَةِ، وَقَالَ الشَّافِعِيُّ يُقْتَلُ، إلَّا أَنْ يُؤَدِّيَ الْجِزْيَةَ، لِدُخُولِهِ فِي عُمُومِ الْمُشْرِكِينَ، وَلَنَا قَوْلُ عُمَرَ وَأَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمْ يَقْتُلُوهُمْ حِينَ فَتَحُوا الْبِلَادَ، وَلِأَنَّهُمْ لَا يُقَاتِلُونَ، فَأَشْبَهُوا الشُّيُوخَ وَالرُّهْبَانَ."

فالشيوخ والرهبان ومن لا يقاتل في قول أحمد لا يقتل ولا يؤخذ منه الجزية حتى في مذهبه

قال ابن قدامة في المغني :" (7661) مَسْأَلَةٌ؛ قَالَ: وَلَا شَيْخٍ فَانٍ، وَلَا زَمِنٍ، وَلَا أَعْمَى هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةُ وَمَنْ فِي مَعْنَاهُمْ مِمَّنْ بِهِ دَاءٌ لَا يَسْتَطِيعُ مَعَهُ الْقِتَالَ، وَلَا يُرْجَى بُرْؤُهُ، لَا جِزْيَةَ عَلَيْهِمْ. وَهُوَ قَوْلُ أَصْحَابِ الرَّأْيِ. وَقَالَ الشَّافِعِيُّ، فِي أَحَدِ قَوْلَيْهِ: عَلَيْهِمْ الْجِزْيَةُ بِنَاءً عَلَى قَتْلِهِمْ. وَقَدْ سَبَقَ قَوْلُنَا فِي أَنَّهُمْ لَا يُقْتَلُونَ، فَلَا تَجِبُ عَلَيْهِمْ الْجِزْيَةُ، كَالنِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ."

والجزية على تجب على النساء قولاً واحداً

قال ابن قدامة في المغني :" (7656) مَسْأَلَةٌ؛ قَالَ: (وَلَا جِزْيَةَ عَلَى صَبِيٍّ، وَلَا زَائِلِ الْعَقْلِ، وَلَا امْرَأَةٍ) لَا نَعْلَمُ بَيْنَ أَهْلِ الْعِلْمِ خِلَافًا فِي هَذَا وَبِهِ قَالَ مَالِكٌ وَأَبُو حَنِيفَةَ أَصْحَابُهُ وَالشَّافِعِيُّ وَأَبُو ثَوْرٍ وَقَالَ ابْنُ الْمُنْذِرِ: وَلَا أَعْلَمُ عَنْ غَيْرِهِمْ خِلَافَهُمْ وَقَدْ دَلَّ عَلَى صِحَّةِ هَذَا أَنَّ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - كَتَبَ إلَى أُمَرَاءِ الْأَجْنَادِ، أَنْ اضْرِبُوا الْجِزْيَةَ، وَلَا تَضْرِبُوهَا عَلَى النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ، وَلَا تَضْرِبُوهَا إلَّا عَلَى مَنْ جَرَتْ عَلَيْهِ الْمَوَاسِي رَوَاهُ سَعِيدٌ وَأَبُو عُبَيْدٍ وَالْأَثْرَمُ وَقَوْلُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِمُعَاذٍ: «خُذْ مِنْ كُلِّ حَالِمٍ دِينَارًا» دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهَا لَا تَجِبُ عَلَى غَيْرِ بَالِغٍ، وَلِأَنَّ الدِّيَةَ تُؤْخَذُ لِحَقْنِ الدَّمِ، وَهَؤُلَاءِ دِمَاؤُهُمْ مَحْقُونَةٌ بِدُونِهَا"

والضرائب الفظيعة لا تستثني النساء وليست بمقدار يخالف بين الغني والمتوسط والفقير كما الجزية

بل اليوم تؤخذ جزية تسمى ( رسوم إقامة ) على المسلم في بلاد المسلمين وإنا لله وإنا إليه راجعون ، بل لا بد من كفيل ثم يتذمرون من الجزية والله المستعان

والعجيب أن نصرانياً تفاعل مع هذا التصريح الأحمق وخرج على قناة الجزيرة يقول ( هناك عشرات النصوص في القرآن تدعو إلى قتل غير المسلمين كما قال الرئيس ) !

ولو فهم المسكين لعلم أن حياته ينبغي أن يشكر فيها المسلمون الذين ما قتلوا أسلافه عملاً بأوامر الله عز وجل بأخذ الجزية منهم والاكتفاء بذلك والذين ما ردوا على مجازر الصليبيين بالمسلمين بقتل النصارى تحت إمرتهم

ولكن الكلب يبقى كلباً

عفوا الكلب وفي لا كهؤلاء الضباع

ثم ألا يقرأ ما في كتابه المقدس سفر صموئيل :" وقال صموئيل لشاول.اياي ارسل الرب لمسحك ملكا على شعبه اسرائيل.والان فاسمع صوت كلام الرب. 2 هكذا يقول رب الجنود.اني قد افتقدت ما عمل عماليق باسرائيل حين وقف له في الطريق عند صعوده من مصر. 3 فالان اذهب واضرب عماليق وحرموا كل ما له ولا تعف عنهم بل اقتل رجلا وامراة.طفلا ورضيعا.بقرا وغنما.جملا وحمارا"

فهذا الكتاب المقدس الذي نور حياتهم ، وفي الإسلام لا يجوز قتل رضيع ولا شيخ فان ولا راهب ولا امرأة غير مقاتلة ولا دابة بغير حاجة

والنصوص في هذا كثيرة جداً في الكتاب المقدس عندهم

وفي سفر يشوع :" ففعل يشوع بهم كما قال له الرب.عرقب خيلهم واحرق مركباتهم بالنار 10 ثم رجع يشوع في ذلك الوقت واخذ حاصور وضرب ملكها بالسيف.لان حاصور كانت قبلا راس جميع تلك الممالك. 11 وضربوا كل نفس بها بحد السيف.حرموهم.ولم تبق نسمة.واحرق حاصور بالنار. 12 فاخذ يشوع كل مدن اولئك الملوك وجميع ملوكها وضربهم بحد السيف.حرمهم كما امر موسى عبد الرب. 13 غير ان المدن القائمة على تلالها لم يحرقها اسرائيل ما عدا حاصور وحدها احرقها يشوع"

فيشوع النبي أحرق رجلاً حياً بنص الكتاب المقدس

وفي أخبار الأيام :" وتركوا هناك الهتهم فامر داود فاحرقت بالنار"

فهنا داود يحطم الأصنام ويحرقها وهذا فعل يليق بنبي كما فعل موسى بالعجل عندنا في القرآن أنه نسفه

وفي إنجيل متى يقول المسيح حسب دعواهم :" لا تظنوا اني جئت لانقض الناموس او الانبياء. ما جئت لانقض بل لاكمل. 18 فاني الحق اقول لكم: الى ان تزول السماء والارض لا يزول حرف واحد او نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل. 19 فمن نقض احدى هذه الوصايا الصغرى وعلم الناس هكذا يدعى اصغر في ملكوت السماوات. واما من عمل وعلم فهذا يدعى عظيما في ملكوت السماوات"

وهذه شهادة على نبيهم المزعوم بولس بأنه صغير لأنه نقض الوصايا وأزال عنهم حكم الختان وغيرها من الأحكام

بل قال في رسائله :" لمسيح افتدانا من لعنة الناموس، اذ صار لعنة لاجلنا، لانه مكتوب: «ملعون كل من علق على خشبة»."

أعوذ بالله من هذا الكلام وعلى العموم يسمي أوامر الله ( الناموس ) لعنة والعياذ بالله

وقد قال السمرقندي الماتردي في تفسيره بحر العلوم :" ويقال: إن أصل العداوة التي كانت بينهم ألقاها إنسان يقال له «بولس» ، كان بينه وبين النصارى قتال، وكان يهودياً فقتل منهم خلقاً كثيراً، فأراد أن يحتال بحيلة يلقي بينهم القتال ليقتل بعضهم بعضاً، فجاء إلى النصارى، وجعل نفسه، أعور وقال لهم: أتعرفوني؟ فقالوا: أنت الذي قتلت منا وفعلت ما فعلت، فقال: قد فعلت ذلك كله وأنا تائب، لأني رأيت عيسى ابن مريم في المنام نزل من السماء، فلطم وجهي لطمة وفقأ عيني. فقال: أي شيء تريد من قومي؟ فتبت على يده، وإنما جئتكم لأكون بين ظهرانيكم، وأعلمكم شرائع دينكم، كما علمني عيسى في المنام فاتخذوا له غرفة، فصعد تلك الغرفة وفتح كوة إلى الناس في الحائط، وكان يتعبد في الغرفة، وربما كانوا يجتمعون إليه ويسألونه ويجيبهم من تلك الكوة، وربما يأمرهم حتى يجتمعوا ويناديهم من تلك الكوة، ويقول لهم بقول كان في الظاهر منكراً وينكرون عليه، فكان يفسر ذلك القول بتفسير يعجبهم ذلك، فانقادوا كلهم له وكانوا يقبلون قوله بما يأمرهم به. فقال لهم يوماً من الأيام:
اجتمعوا قد حضرني علم، فاجتمعوا، فقال لهم: أليس قد خلق الله تعالى هذه الأشياء في الدنيا كلها لمنفعة بني آدم؟ قالوا: نعم، فقال لم تحرمون على أنفسكم هذه الأشياء؟ يعني الخمر والخنزير وقد خلق لكم مَّا فِى الارض جميعاً، فأخذوا بقوله واستحلوا الخمر والخنزير، فلما مضى على ذلك أيام دعاهم وقال: حضرني علم. فاجتمعوا وقال لهم: من أي ناحية تطلع الشمس؟ فقالوا: من قبل المشرق. فقال: ومن أي ناحية يطلع القمر والنجوم؟ فقالوا: من قبل المشرق. فقال: ومن يرسلهم من قبل المشرق؟ قالوا: الله تعالى: فقال: فاعلموا أنه من قبل المشرق فإن صليتم له فصلوا إليه، فحول صلاتهم إلى المشرق، فلما مضى على ذلك أيام دعا طائفةً منهم وأمرهم بأن يدخلوا عليه في الغرفة. وقال لهم: إني أريد أن أجعل نفسي الليلة قرباناً لأجل عيسى، وقد حضرني علم وأريد أن أخبركم في السر لتحفظوا عني وتدعوا الناس إلى ذلك. ويقال أيضاً إنه أصبح يوماً وفتح عينه الأخرى ثم دعاهم وقال لهم: جاءني عيسى الليلة، وقال: قد رضيت عنك، فمسح يده على عيني فبرئت، فالآن أريد أن أجعل نفسي قرباناً. ثم قال لهم: هل يستطيع أحد أن يحيي الموتى ويبرئ الأكمه والأبرص إلا الله تعالى؟
فقالوا: لا. فقال: إن عيسى قد فعل هذه الأشياء، فاعلموا بأنه هو الله. فخرجوا من عنده. ثم دعا طائفة أخرى فأخبرهم بذلك أيضاً، وقال: إنه كان ابنه ثم دعا بطائفة ثالثة وأخبرهم بأنه ثالث ثلاثة، وأخبرهم بأنه يريد أن يجعل نفسه الليلة قرباناً، فلما كان في بعض الليل خرج من بين ظهرانيهم، فأصبحوا وجعلوا كل فريق منهم يقول: قد علمني كذا وكذا. وقال الفريق الآخر: أنت كاذب بل علمني كذا وكذا، فوقع بينهم القتال فاقتتلوا وقتلوا خلقاً كثيراً وبقيت العداوة بينهم إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ وَهُمْ ثلاث فرق، فرقة بينهم النسطورية قالوا المسيح ابن الله"

ذكرت كلام السمرقندي لأنه أقدم من رأيته يتكلم عن بولس وما ذكره عنه في أمر الشرائع كثير منه سليم ، وحتى أوامر بولس ( شاول اليهودي ) تركوها وجاءوا بملة شيطانية ، وكما كان اليهودي يصف أوامر الله بأنها لعنة يرى كثير من المنتسبين لهذه الملة زوراً أو المنافقين الشريعة لعنة والعياذ بالله ويسعون للتخلص منها بكل ما أوتوا من قوة ويسلطون أقلامهم القذرة ووسائل إعلامهم لمحاربتها وتبغيضها لعوام الناس وأخبث وسائلهم دعوى محاكمة التراث وتنقيته من الفساد الذي فيه ثم يأتون لأمور قطعية ويريدون نقضها حتى إذا فرغت عقول الناس ولم يعد لها اتصال بالوحي أفرغوا فيها زبالات الإباحيين، فلا تغرنك كلمة تجديد الخطاب الديني فغالباً تطلق ويراد بها نسف الخطاب الديني واستبداله بخطاب إباحي متصالح مع مواثيق الأمم المتحدة التي لا تناقض الإسلام فحسب بل تناقض الأديان بشكل واضح ومعلن ، وإلا فكاتب السطور من أوائل الدعاة إلى تجديد الخطاب الديني ولكن لا ليكون منبطحاً بل ليكون سلفياً خالصاً إذ لو ترك الأمر لتفاسيرنا المحدثة الناشئة عن أهوائنا المختلفة فلن نستقر على شيء أبداً فلا بد من اتباع العلماء فيما أجمعوا عليه من تفسير النصوص وحصول الاختلاف في ضوء البحث الشرعي المنضبط بين أهل العلم فالدين يلفظ بحث الأجنبيين عنه فكل تخصص في الدنيا كذلك فكيف بالأمر الذي فيه سعادة الدنيا والآخرة 
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي