الحمد
لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما
بعد :
فهذا مما فاتني ذكره في مقالي ( براءة
السلف من عقيدة التفويض )
قال الزجاج في كتابه معاني القرآن : وجاء
في التفسير عن عبد الله بن أحمد بن حَنْبَل قال ثنا أبي.
قال ثنا محمد بن جَعْفَرٍ يعني غندر، عن
شعبة عن مغيرة عن إبراهيم قال.
قال ابن عباس في قوله: (يُكْشَفُ عَنْ
سَاقٍ) عن الأمر الشديد.
وقال ابنُ مَسْعُودٍ: يكشف الرحمن عن ساقه.
فأما المؤمنون فيخرون له سُجَّدا"
أقول : الزجاج أخذ كتاب التفسير إجازة عن
عبد الله بن أحمد عن أبيه
قال الزجاج :" وجميع ما ذكرناه في
هذه القِصةِ مِما رواه عبد اللَّه بن أحمد بن
حَنْبَل عَنْ أَبيه، وكذلك أكثر ما
رَوَيْتُ في هذا الكتاب من التفسير.
فهو من كتاب التفسير عن أحمد بن حنبل."
وقال أيضاً :" : روينا عَنْ أَحْمَدَ
بنِ حَنْبل رحمه الله في كتابه " كتاب
التفسير "، وهو ما أجازه لي عبد الله
ابنه"
والزجاج لمن لا يعرفه على عقيدة الجهمية
في عموم مسائل الصفات غير أنه يثبت الرؤية لله عز وجل
قال الزجاج في معاني القرآن :" وقوله:
(لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ
وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (26)
الحسنى الجنة، و " زِيَادَةٌ" في
التفسير النظر إلى وجه اللَّه - جلَّ وعزَّ.
ويجوز أن تكون الزيادة تضعيف الحسنات لأنه
قال - جلَّ وعزَّ:
(مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ
أَمْثَالِهَا).
والقول في النظر إلى وجه الله كثير في
التفسير
وهو مرويٌّبا بالأسانيد الصحاح)، لا يشك
في ذلك"
لذا يبعد عندي أنه معتزلي وتفسيره لآيات
مسائل الإيمان والقدر تخالف مذهب الأشاعرة فيبعد عندي كلابيته ولكن يبدو أنه نسيج
وحده وكتابه فقير جداً بالآثار بل لا يعرفها ولا يسند شيئاً
وهو في النبوات يخالف الأشاعرة
قال الزجاج في كتابه معاني القرآن :"
ومعنى خطيئتي أن الأنبياء بَشَر، وقد يجوز أن يقع عليهم
الخطيئة إلا أنهم صلوات الله عليهم لا
تكون منهم الكبيرة لأنهم
مَعْصُومون مُخْتَارُون على العالمين كل
نبي هو أفضل من عالم أهل
دَهْرِه كُلِّهِمْ"
وهذا يخالف عقيدة الأشاعرة المتأخرين
كما أنه يثبت نور الله عز وجل الذي ينكره
فقط متأخري الجهمية
قال الزجاج في معاني القرآن :" وجاء
في التفسير أَن (مَنْ في النار) ههنا نور اللَّه - عزَّ وجلَّ -
(ومَن حولها) قيل الملائِكَة وقيل نور
اللَّه"
وما ذكره الزجاج إجماع السلف وإن رغمت
أنوف
وله موافقات لهم في بعض الأمور وكلامه ظاهر
في إثبات الحكمة والتعليل وعموماً الرجل ليس أثرياً وتلبس ببدعة الجهمية النكراء
وأهل الحديث لا يعتدون كثيراً به لذا لا كلام لهم فيه وقد اختار العديد من الأقوال الشاذة التي بين الطبري شذوذها في تفسيره لذا من نظر فيه ينصح بمراجعة تفسير الطبري ليقف على بطلان العديد من مقالاته ولكنه هنا مجرد ناقل وهو
معتمد عند الخصوم
ورواية إبراهيم عن عبد الله كما هو معلوم
ومعتمدة خصوصاً في الموقوف وهذا السياق واضح في إثبات الساق كما ورد في وهذا أولى
من تفسيره بالشدة فالشدة ظاهرة من أول يوم القيامة لا اختصاص بموقف دون موقف
والشدة تكون على الكفار وكشف الساق ظاهر أنه أمام أهل الإيمان وأهل النفاق ومن فسر
بالشدة رجع للغة ومن فسر بالساق ذكر خبراً فهو إلى التوقيف أقرب فكيف وهناك حديث
مرفوع في الباب
وقال السيوطي في الدر المنثور :" وَأخرج
ابْن مندة فِي الرَّد على الْجَهْمِية عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله
صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: {يَوْم يكْشف عَن سَاق} قَالَ: يكْشف الله عز وَجل عَن
سَاقه وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَعبد بن حميد وَابْن الْمُنْذر وَابْن مَنْدَه عَن
ابْن مَسْعُود فِي قَوْله: {يَوْم يكْشف عَن سَاق} قَالَ: عَن سَاقيه تبَارك
وَتَعَالَى"
وقال البيهقي في الأسمائ والصفات 750 - أَخْبَرَنَا
أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةُ، أنا أَبُو مَنْصُورٍ النَّضْرَوِيُّ، نا أَحْمَدُ
بْنُ نَجْدَةَ، نا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، نا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ
مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: يَكْشِفُ عَنْ
سَاقِهِ، فَيَسْجُدُ كُلُّ مُؤْمِنٍ، وَيَقْسُو ظَهْرَ الْكَافِرِ فَيَصِيرُ
عَظْمًا وَاحِدًا
وهذا إسناد تفسير سعيد بن منصور الذي وجدت
منه قطعة وإسناده كإسناد رواية أحمد لكن رواية أحمد فيها فائدة وهي أنها من طريق
شعبة عن مغيرة فأمنا تدليس مغيرة
قال ابن الجوزي في تحفة الأريب :" {يكشف عن ساق} قال بعض العلماء هذه صفة يجب التسليم لها كما تقول في الوجه وبعضهم يقول الساق الشدة
{ويدعون} يعني المنافقين"
قال ابن الجوزي في تحفة الأريب :" {يكشف عن ساق} قال بعض العلماء هذه صفة يجب التسليم لها كما تقول في الوجه وبعضهم يقول الساق الشدة
{ويدعون} يعني المنافقين"
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه
وسلم