مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: أين الأئمة من سنة الإبراد في صلاة الظهر ؟

أين الأئمة من سنة الإبراد في صلاة الظهر ؟



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

فيلاحظ في هذه الأيام ما يلاقيه المصلون من شدة الحر عند صلاة الظهر في بعض البلدان الحارة ، خصوصاً في شهر رمضان في حال الصيام ، وقد جاءت بما يخفف هذه الشدة على المصلين

قال البخاري في صحيحه 534- حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَنْ سُلَيْمَانَ قَالَ صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ حَدَّثَنَا الْأَعْرَجُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَغَيْرُهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَنَافِعٌ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُمَا حَدَّثَاهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ إِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ فَأَبْرِدُوا عَنْ الصَّلَاةِ فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ

قوله ( فأبردوا عن الصلاة ) معناه أخروا صلاة الظهر حتى ينكسر الحر

وقال البخاري في صحيحه 535 - حَدَّثَنَا ابنُ بَشَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ الْمُهَاجِرِ أَبِي الْحَسَنِ سَمِعَ زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ أَذَّنَ مُؤَذِّنُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظُّهْرَ فَقَالَ أَبْرِدْ أَبْرِدْ أَوْ قَالَ انْتَظِرْ انْتَظِرْ وَقَالَ شِدَّةُ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ فَإِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ فَأَبْرِدُوا عَنْ الصَّلَاةِ حَتَّى رَأَيْنَا فَيْءَ التُّلُولِ . ورواه مسلم أيضاً

وقوله ( حتى رأينا فيء التلول ) معناه حتى رأينا لها ظلاً ظاهراً ، ومعنى هذا أن الشمس بعدت عن وسط السماء

وهذا الحديث فيه تأخير الأذان في حال الإبراد ، وما يفعله كثيرٌ من الأئمة والمؤذنين من جعل وقت الظهر والمهلة بين الأذان والإقامة واحدة في الصيف والشتاء يخالف هذا التيسير الوارد في الشرع

وقد يتعلل البعض بأن الناس لم يعتادوا على هذا ، فيقال : هنا يأتي دور طالب العلم يفقه الناس في أمر دينهم ويعلمهم بما فيه من السماحة ، ولا بأس من وضع إعلان في المسجد يبين أننا سنؤخر صلاة الظهر إلى الساعة الفلانية عملاً بالسنة فتصلى الواحدة ظهراً بل لا بأس بتأخيرها عن ذلك قليلاً ، وإنما منع بعض الفقهاء من التأخير النصف الآخر من الوقت

ومن كان عنده إفادة أو توجيه في هذه المسألة فلا يبخل علينا ، والعجب من الحرص على كثير من المحدثات ثم ترك هذه السنة وفيها تيسير

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي