مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: بيان كذب قصة طالب العلم المصري مع الأعمش التي ينشرها العريفي

بيان كذب قصة طالب العلم المصري مع الأعمش التي ينشرها العريفي



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

فينشر محمد العريفي قصة طالب علم مصري مع الأعمش !

كان قد ذكرها في رحلته إلى مصر رحل إلى الأعمش فوجد الأعمش قد حلف ألا يحدث الطلبة شهراً غضباً منهم  فطلب منه المصري أن يحدثه وأنه لا ذنب لي في إغضاب الطلبة له فقال الأعمش قد أقسمت

ثم أخذ هذا الطالب المصري الأعمش إلى منزله في زعمه ثم خدعه وسار به إلى صحراء وهدده أنه سيتركه إن لم يحدثه بمائة حديث فحدثه الأعمش وكتبها المصري في ألواحه

ثم أخذه إلى بيته وقبل الوصول دفع بالألواح إلى صاحب دكان فلما وصل الأعمش إلى البيت أمر الناس أن يمسكوا به ويأخذوا الألواح منه فقال لهم ليس عندي ألواح وأخبر الأعمش بأنه دفعها إلى صاحب له

فقال له الأعمش فكل الأحاديث ضعيفة فقال له أنت أجل من أن تكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم

وزاد العريفي فيها زيادات أخرى من أرادها فليراجع مقطعه

أقول : هذه القصة لا وجود لها إلا في مخيلة العريفي

فذكره للطالب المصري وطول المسافة وقصة الأعمش في ترك التحديث شهراً من أجل قسمه وتعيين المائة حديث كلها من زيادات العريفي وإنما القصة ما ذكره الخطيب في شرف أصحاب الحديث

قال الخطيب في شرف أصحاب الحديث أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ، قَالَ قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ الْكُرَاعِيِّ، أَخْبَرَكُمْ أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْكُشْمَيْهَنِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ خَشْرَمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عِيسَى بْنَ يُونُسَ، يَقُولُ: خَرَجْنَا فِي جَنَازَةٍ، وَرَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ يَقُودُ الْأَعْمَشَ. فَلَمَّا رَجَعْنَا مِنَ الْجَنَازَةِ، عَدْلَ بِهِ عَنِ الطَّرِيقِ. فَلَمَّا أَصْحَرَ، قَالَ لَهُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ أَتَدْرِي أَيْنَ أَنْتَ؟ أَنْتَ فِي جَبَّانَةِ كَذَا. لَا وَاللَّهِ لَا أُرُدُّكَ حَتَّى تَمْلَأَ أَلْوَاحِي حَدِيثًا. قَالَ: اكْتُبْ. فَلَمَّا مَلَأَ الْأَلْوَاحَ، وَضَعَهَا فِي حِجْرِهِ، وَأَخَذَ بِيَدِ الْأَعْمَشِ، يَقُودُهُ. فَلَمَّا دَخَلَ الْكُوفَةَ، لَقِيَهُ بَعْضُ مَعَارِفِهِ، فَدَفَعَ الْأَلْوَاحَ إِلَيْهِ، فَلَمَّا انْتَهَى الْأَعْمَشُ إِلَى بَابِهِ، تَعَلَّقَ بِهِ، وَقَالَ: " خُذُوا الْأَلْوَاحَ مِنَ الْفَاسِقِ. قَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ قَدْ فَاتَتْ. فَلَمَّا أَيِسَ مِنْهُ، قَالَ: كُلُّ مَا حَدَّثْتُكَ كَذِبٌ. قَالَ الْفَتَى: أَنْتَ أَعْلَمُ بِاللَّهِ مِنْ أَنْ تَكْذِبَ "

وهذا السند فيه مجاهيل وعيسى بن يونس كوفي وليس مصرياً ولم يعين الطالب مصرياً وما ذكر قصة حلف الأعمش ولا تعيين المائة حديث ولا صاحب الدكان ولا غيرها من الأمور

والعريفي إنما ساق القصة للتدليل على ذكاء المصريين وحرصهم على الطلب !

والقصة في شرف أصحاب الحديث فيها مجاهيل وفي متنها غرابة

وأما ما اخترعه العريفي فلا أصل له هداه الله فما رأيت أحداً في المعاصرين خريجي الجامعات السعودية أقل تحريا منه بل تجد عنده كثيراً ما لا يوجد إلا عنده لأنه لا أصل له
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي