مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: فائدة في الرد على منكري السنة ...

فائدة في الرد على منكري السنة ...



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

قال محمد بن الجزري الدمشقي في "منجد المقرئين" (ص62) نقلا عن أحد مشايخه:
"إن القراءات كالحديث، مخرجها كمخرجه. إذا كان مدارها على واحد، كانت أحادية. وخفي عليه (يعني الذي يظن تلك الأسانيد الأحادية تدل على عدم تواتر القراءة) أنها نسبت إلى ذلك الإمام اصطلاحاً. وإلا فكل أهل بلده كانوا يقرؤونها. أخذوها أمماً عن أمم. ولو انفرد واحد بقراءة دون أهل بلده، لم يوافقه على ذلك أحد، بل كانوا يجتنبونها، ويأمرون باجتنابها"

أقول : هذه فائدة نفيسة جداً في الرد على الطاعنين في السنة لمن تأملها

فإن قيل : كيف ذلك ؟

قلت : قد ذكر لك ابن الجزري أن سبب تسميتهم للقراءات السبع متواترة مع كونها تنتهي إلى الواحد بعد الواحد أنها اكتسبت تواترها من كون الناس أقروها وشهدوا لهؤلاء القراء بالكفاءة وكانوا يقرأون بقراءتهم فانتقى القراء أعيان القراء من كل بلد واعتمدوا قراءتهم فكان هذا معنى التواتر

ولو طبقنا هذا على عامة أحاديث السنة في زمن الرواية مما صحح لكانت كلها متواترة بهذا الاعتبار

فالناس كانوا يروونها ولا ينكر ذلك أحد عليهم ( أعني الثقات ) بل الروايات في الغالب تأتي متواطئة

وهذا محمد رشيد رضا على شدة عداوته للسنة كان يعترف بأن السنة العملية ( ويعني بذلك الصلاة والزكاة والحج والصيام وغيرها ) مقبولة بشكل قطعي

ولكنه يشكك في السنة القولية بدعوى أنها رويت بالمعنى

ولا أعلم في ذلك العصر رجلاً نصب العداء للسنة كما فعل رشيد رضا وأبو رية ورشيد رضا من أجهل الخلق بالسنة وبكلام المحدثين

وقد رأيت دراسة عن عقيدته لباحث اسمه تامر متولي وهذا الباحث اعترف بطوام على رشيد رضا وميع في أبواب عديدة ولم يحرر في عدد منها منها ودفع أن يكون رشيد رضا تاب من طعنه في السنن المتواترة

ومن مستحسن كلام هذا الباحث في رسالته قوله في ص153 :" حديث الواهبة نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم: وتقدم رجل بقوله: يا رسول الله: أنكحنيها ولم يكن معه من المهر غير بعض القرآن، فقال له صلى الله عليه وسلم: "أنكحتكها بما معك من القرآن"، وفي رواية: "زوجتكها بما معك من القرآن"، وفي رواية: "زوجتكها على ما معك"، وفي رابعة: "قد ملكتكها بما معك" 3. هذا الاختلاف: زوجتكها، ملكتكها، أنكحتكها، بما معك على ما معك..؟!.
لقد تأسف هؤلاء على أن السنة رويت بالمعنى فأدت الرواية إلى هذا الاختلاف الشنيع، ولم تروَ باللفظ كما روي القرآن بلفظه، كما أنها لم تكتب كما كتب، هذا ما يقولونه ، ولكن القرآن أيضاً وقع فيه مثل ما نقموه على السنة، فمتى جمع القرآن؟. وماذا يقولون في اختلاف القراءات العشر المروية، بل إن القراءات أكثر من عشر بكثير. ما قولهم في قراءة: {فتثبتوا} بدلاً من {فَتَبَيَّنُوا} 1، و {ننسأها} بدلاً من {نُنْسِهَا} ، وقراءة {لا تقتلوهم} و {لا تقاتلوهم} ، و {إِثْمٌ كَبِيرٌ} و {إثم كثير} ، {وَلَوْلا دَفْعُ} {ولولا دفاع الله} ، و {وَسَارِعُوا} مع القراءة من دون الواو 6، وقراءة {لامَسْتُمُ} بالألف والقراءة بدونها 7، وقراءة {هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ} و {هل تستطيع ربَّك} ، و {أنا اخترتك} و {أنّا اخترناك} ، إلى غير ذلك من أوجه الخلاف في القراءة، هل يدل ذلك على الرواية بالمعنى وعلى الاختلاف، وهل يقولون في القرآن مثل ما قالوه في السنة؟"

ومما يؤخذ على الباحث ذكر أن الصحابة أخذوا عن وهب بن منبه ووهب تابعي صغير لم يأخذ عنه أحد من الصحابة بل يروي عن أبي هريرة بواسطة أخيه همام وطعنوا في سماعه من جابر وروايته عن ابن عباس نادرة جداً 

ومثل هذا المثال يدل دلالة واضحة على الجهل والتلاعب عند رشيد رضا 
فهذا مثال واحد بين عشرات الأمثلة التي يروى فيها الحديث بألفاظ متطابقة مع تباين رواته

وحفظ ألفاظ النبي صلى الله عليه وسلم أمر غير مستبعد بل هو المتعين لعوامل عديدة

1_ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان له أصحاب يفدونه بأرواحهم ويتتبعون حديثه وتشرأب أعناقهم إليه

2_ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان رجلاً بليغاً ويختصر الحديث فأحاديثه الطوال نادرة حتى جمعها الطبراني وعامتها قصص كقصة الثلاثة الذين أغلق عليهم الغار وقصة موسى والخضر وغيرها وهذه مظنة حفظ أو أحداث عاشها الصحابة كحادثة الإفك وكحادثة الثلاثة الذين خلفوا وهذه إلى اليوم يسمعها المرء مرة واحدة فيكاد يحفظها لما فيها من تسلسل وتأثير

3_ أن عامة سنته عملية يعني الصحابة كانوا يطبقونها وكذلك التابعون وهذا مظنة حفظ إلى جانب القول

4_ أن اختلاف الصحابة في الرواية قليل فدل على إتقانهم لما رووه

5_ أن العرب كانت عندهم حافظة قوية بسبب قلة الكتابة فيهم وهذا ظاهر من الأشعار التي ينقلونها وكل من كان له عناية بالأدب يدرك قوة الحافظة فيهم ، وكل من رأى الحفاظ الذين تأخروا كأحمد والبخاري وغيرهم ممن أطبق الناس على قوة حفظهم وأنهم يحفظون مئات آلاف الأحاديث علم يقيناً أن حفظ حديث النبي صلى الله عليه وسلم كان متيسراً جداً للصحابة

6_ قد كان منهم من يكتب كعبد الله بن عمرو بن العاص وللنبي صلى الله عليه وسلم كتب معروفة أرسلها إلى أقوام وللصديق كتاب في الصدقات جمعه من السنة ولزيد بن ثابت كتاب في الفرائض

7_ قد رأينا أن مثل الحسن البصري وسفيان الثوري ممن اشتهروا في عصرهم بالعلم والعبادة يقبل الناس عليهم ويروون كلامهم ثم يأتي أناس بعد مائة عام أو دونها أو أكثر منها ويجمع أخبارهم فينظر فيها الناظر فلا يشك أن المتكلم واحد لجزالة العبارة وتشابهها في عامة الأحوال ، واعتناء الناس بأخبار النبي صلى الله عليه وسلم أعظم بكثير من عنايتهم بأخبار الحسن وسفيان

وقد قيض الله أقواماً حفظوا السنة النبوية

ومن المشهور عند الناس أن الزهري أول من جمع السنة يعني صنف أحاديث مجموعة إلى بعضها البعض

والزهري هذا ثقة حتى عند الرافضة فله أحاديث في الكافي للكليني

والزهري تابعي سمع من أنس وسهل بن سعد وغيرهم فليس بعيداً أبداً عن النبي صلى الله عليه وسلم

وزيادة على هذا كله قد توثق من صحة حديثه فلا يكاد يروي خبراً ويشركه فيه غيره من أبناء الصحابة أو الثقات المعتمدين إلا كان الخبران متطابقان


ليعلم طالب العلم أن نصف السنة أو كثر من نصفها من رواية المكثرين من الصحابة وهم أبو هريرة وعائشة وأبو سعيد الخدري وابن عباس وابن عمر وجابر وابن عمرو بن العاص وأنس بن مالك

فهؤلاء الثمانية إذا كان للراوي أسانيد ثابتة يصل بها إليهم فإنه يسمو عند أهل الحديث ويعلو قدره ، خصوصاً إذا جمع إليهم غيرهم من أعيان الصحابة كالراشدين

وقد كان الزهري كذلك

فإنه قد يروي أخبار عائشة من طريق عروة عنها ، ومن طريق عمرة عنها ، ومن طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن عنها

ويروي أخبار أبي هريرة من طريق عطاء الليثي عنه ، ومن طريق أبي سلمة عنه ومن طريق عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عنه ومن طريق سعيد بن المسيب عنه

ويروي أخبار جابر من طريق أبي سلمة عنه ، ومن طريق عطاء بن أبي رباح عنه

ويروي أخبار ابن عمر من طريق ابنه سالم عنه

ويروي أخبار ابن عمرو من طريق أبي سلمة عنه

ويروي أخبار ابن عباس من طريق أبي سلمة عنه ومن طريق عبيد الله بن عبد الله عنه ومن طريق عطاء بن أبي رباح عنه ، ومن طريق علي زين العابدين عنه ومن طريق ابنه محمد عنه

ويروي أخبار أبي سعيد الخدري من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن عنه ومن طريق عطاء الليثي عنه

كما أنه حمل عن سعيد بن المسيب فقه عمر وسعيد سمع الكبار من الصحابة فقد سمع علياً وعائشة

وحمل أخبار الصحابة الشاميين كعبادة بن الصامت وأبي الدرداء وغيرهم من طريق أبي إدريس الخولاني

وقد تتلمذ على أبان بن عثمان فحمل عنه أخبار عثمان ، وسمع الزهري من أنس وسهل بن سعد وأبي الطفيل والسائب بن يزيد وغيرهم من الصحابة مباشرة

وليست هذه فقط طرقه إلى مشاهير الصحابة وليست هذه كل أسانيده وإنما أردت أن أذكر عينة تبين للقاريء مكانة هذا الرجل
والزهري حمل عنه مالك إمام أهل المدينة والأوزاعي إمام أهل الشام والليث بن سعد إمام أهل مصر ومنصور بن المعتمر الكوفي وغيرهم كثير واتفق الناس على الاحتجاج بحديثه المتصل فهذا جزء كبير من السنة محفوظ

ثم إن تلميذه الإمام مالك جمع الموطأ والذي رواه جمع عنه يبلغون التواتر ، ومالك كان يعيش في المدينة حيث تجمع أبناء المهاجرين والأنصار وجمع كتابه على رواية الصحيح وعضده بفتاوى الصحابة والتابعين وعمل أهل المدينة

ولم يتهم أحد مالكاً في صدقه وكان كشيخه الزهري إذا شارك أحداً ثقة في حديث وافقه في المتن تماماً مما يدل على الحفظ والتبثت

وحتى أهل الرأي مع شدة عدائهم مع مالك أقروا بوثاقته فهذا محمد بن الحسن يروي عنه الموطأ ، وهذا أبو حنيفة يأخذ حديث مالك عن إبراهيم بن طهمان كما ذكر ذلك ابن أبي حاتم في التقدمة

فجمع مالك في كتابه أحاديث اتفق الناس على صحتها وهي موافقة لعمل أهل المدينة حيث مات النبي صلى الله عليه وسلم فهذا جزء كبير من السنة حفظ

وكان مالك يروي عن نعيم المجمر عن أبي هريرة

ويروي عن حميد عن أنس

ويروي عن أبي حازم عن سهل بن سعد

ويروي عن نافع عن ابن عمر

والزهري شيخه سمع جماعة من الصحابة

فلاحظ قصر أسانيده وأنه في كثير من الأحيان يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم بواسطتين فقط

ولم يكن مالك وحده المصنف فقد صنف أقوام عدة ولكن كتاب مالك من أشهرها

ومما يدل على صدق مالك أنه كان يفتي في بعض المسائل ولا يروي فيها حديثاً مرفوعاً بل يكتفي بفتيا الصحابي إن وجدت عنده ، ولو شاء لاخترع حديثاً مرفوعاً والعجيب أنه في عدد من المواطن يكون هناك أحاديث مرفوعة ولكنها تكون عراقية لا تكون في مروياته

بل في مسألة المحلل في السباق اكتفى بفتيا سعيد بن المسيب ولم يكن عنده في الباب غيرها

وهذا سفيان الثوري كان قرين مالك ومنافسه في الكوفة وكلاهما أقر بصدق الآخر وما أثر طعن من أحد منهما على الآخر وأضف إليهم الأوزاعي إمام أهل الشام

وقد كان من تدين مالك أنه كان يروي عن جعفر الصادق عن محمد الباقر عن علي فتاويه الفقهية

ومعلوم نفرة الأمويين والعباسيين من العلويين فلم يرفع مالك بذلك رأساً وأظهر الولاء التام لأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم

فهذا جزء من جهد المحدثين وما يخفى على كثيرين ممن يطعن في السنة أو يتشكك بها فكيف إذا نظرنا في كتب العلل والمراسيل والجرح والتعديل وغيرها 

وإذا أضفنا إلى جهد مالك جهد معاصريه في التأليف 

فهذا زميله في التتلمذ على الزهري معمر بن راشد يصنف الجامع 

ومعمر يروي عن أنس بواسطة واحدة هو قتادة 

ويروي عن أبي هريرة بواسطة واحدة وهو همام بن منبه 

وسمع من عمرو بن دينار وقد تتلمذ على ابن عباس وتتلمذ على أعيان تلاميذه 

وسمع من أبي إسحاق السبيعي وأبو إسحاق رأى علياً وتتلمذ على أعيان تلاميذ علي وأبو إسحاق تابعي سمع جمعاً من الصحابة 

ولمعمر سلاسل أخرى اكتفيت بذكر أعلاهما 

وأيضاً هناك ابن جريج وله جزء في الحديث وذكر في أوائل المصنفين 

وابن جريج أخص تلاميذ عطاء بن أبي رباح وعطاء تتملذ على أبي هريرة وابن عباس وأبي سعيد الخدري وغيرهم من الصحابة 

كما أن ابن جريج سمع عمرو بن دينار الذي سمع ابن عباس وغيره 

وسمع من ابن أبي مليكة الذي سمع من عائشة وابن عمر وابن الزبير 

وكذلك من المصنفين سعيد بن أبي عروبة البصري وهو أخص تلاميذ قتادة وقتادة سمع مباشرة من أنس خادم النبي صلى الله عليه وسلم 

وكذلك أبو إسحاق الفزاري له كتاب في السير وأبو إسحاق تتلمذ على حميد الذي يروي عن أنس مباشرة 

وكذلك محمد بن إسحاق بن يسار صاحب السيرة وقد تتلمذ على الزهري وقد بينا لك شأن الزهري وسمع من غير الزهري ولكننا نذكر السلاسل العالية 

وكذلك موسى بن عقبة له مغازي أثنى عليها مالك وقد تتلمذ على نافع مولى ابن عمر وتتلمذ على الزهري 

وهؤلاء المصنفون القدماء لهم سلاسل غير هذه ولكنني أذكر الأعلى منها ومعلوم أنهم كانوا متوافقين في عامة ما يروون 

ومن تناقضات الطاعنين في السنة من أمثال محمد رشيد رضا أنه يقر بالسنة العملية ثم ينكر الرجم والرجم من السنة العملية

الأحاديث في الرجم عدة نكتفي بذكر بعضها

قال مالك في الموطأ 3035/ 623 - عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ؛ أَنَّهُ قَالَ: جَاءَتِ الْيَهُودُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرُوا لَهُ أَنَّ رَجُلاً مِنْهُمْ وَامْرَأَةً زَنَيَا. فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا تَجِدُونَ فِي التَّوْرَاةِ فِي شَأْنِ الرَّجْمِ؟».
فَقَالُوا: نَفْضَحُهُمْ وَيُجْلَدُونَ.
فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَمٍ: كَذَبْتُمْ. إِنَّ فِيهَا الرَّجْمَ. فَأَتَوْا  بِالتَّوْرَاةِ فَنَشَرُوهَا. فَوَضَعَ أَحَدُهُمْ يَدَهُ عَلَى آيَةِ الرَّجْمِ. ثُمَّ قَرَأَ  مَا قَبْلَهَا وَمَا بَعْدَهَا.
فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَمٍ: ارْفَعْ يَدَكَ. فَرَفَعَ يَدَهُ. فَإِذَا فِيهَا آيَةُ الرَّجْمِ.
فَقَالُوا: صَدَقَ يَا مُحَمَّدُ. فِيهَا آيَةُ الرَّجْمِ.
فَأَمَرَ بِهِمَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَرُجِمَا.
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ: فَرَأَيْتُ الرَّجُلَ يَحْنِي عَلَى الْمَرْأَةِ، يَقِيهَا الْحِجَارَةَ.

وهذا الحديث مخرج في الصحيحين

وقال مالك أيضاً 3040/ 628 - مَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ؛ أَنَّهُمَا أَخْبَرَاهُ أَنَّ رَجُلَيْنِ اخْتَصَمَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ أَحَدُهُمَا: يَا رَسُولَ اللهِ، اقْضِ بَيْنَنَا بِكِتَابِ اللهِ.
وَقَالَ الْآخَرُ، وَهُوَ أَفْقَهُهُمَا: أَجَلْ يَا رَسُولَ اللهِ. فَاقْضِ بَيْنَنَا بِكِتَابِ اللهِ. وَائْذَنْ لِي فِي أَنْ أَتَكَلَّمَ.
قَالَ: «تَكَلَّمْ»، فَقَالَ: إِنَّ ابْنِي كَانَ عَسِيفاً عَلَى هذَا. فَزَنَى بِامْرَأَتِهِ. فَأَخْبَرَنِي أَنَّ عَلَى ابْنِي الرَّجْمَ. فَافْتَدَيْتُ مِنْهُ بِمِائَةِ شَاةٍ وَبِجَارِيَةٍ لِي. ثُمَّ إِنِّي سَأَلْتُ أَهْلَ الْعِلْمِ فَأَخْبَرُونِي أَنَّ مَا عَلَى ابْنِي جَلْدُ مِائَةٍ وَتَغْرِيبُ عَامٍ. وَأَخْبَرُونِي أَنَّمَا الرَّجْمُ عَلَى امْرَأَتِهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لِأَقْضِيَنَّ بَيْنَكُمَا بِكِتَابِ اللهِ. أَمَّا غَنَمُكَ وَجَارِيَتُكَ فَرَدٌّ عَلَيْكَ»، وَجَلَدَ ابْنَهُ مَائَةً. وَغَرَّبَهُ عَاماً.
وَأَمَرَ أُنَيْساً الْأَسْلَمِيَّ أَنْ تَأْتِيَ امْرَأَةَ الآخَرِ. فَإِنِ اعْتَرَفَتْ، رَجَمَهَا، فَاعْتَرَفَتْ فَرَجَمَهَا.
قَالَ مَالِكٌ: وَالْعَسِيفُ الْأَجِيرُ.

وهذا أيضاً في الصحيحين

وقال أحمد في مسنده 7849 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي خَالِدٍ يَعْنِي إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَسْلَمِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " رَدَّ مَاعِزَ بْنَ مَالِكٍ ثَلَاثَ مِرَارٍ، فَلَمَّا جَاءَ فِي الرَّابِعَةِ، أَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ "

وقال مسلم في صحيحه 18 - (1692) وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَابْنُ بَشَّارٍ، وَاللَّفْظُ لِابْنِ الْمُثَنَّى، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ، يَقُولُ: أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ قَصِيرٍ، أَشْعَثَ، ذِي عَضَلَاتٍ، عَلَيْهِ إِزَارٌ، وَقَدْ زَنَى، فَرَدَّهُ مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلَّمَا نَفَرْنَا غَازِينَ فِي سَبِيلِ اللهِ، تَخَلَّفَ أَحَدُكُمْ يَنِبُّ نَبِيبَ التَّيْسِ، يَمْنَحُ إِحْدَاهُنَّ الْكُثْبَةَ، إِنَّ اللهَ لَا يُمْكِنِّي مِنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ إِلَّا جَعَلْتُهُ نَكَالًا» أَوْ «نَكَّلْتُهُ»، قَالَ: فَحَدَّثْتُهُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، فَقَالَ: «إِنَّهُ رَدَّهُ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ»،

وقال مسلم أيضاً 20 - (1694) حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا دَاوُدُ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَسْلَمَ، يُقَالُ لَهُ مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ، أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنِّي أَصَبْتُ فَاحِشَةً، فَأَقِمْهُ عَلَيَّ، فَرَدَّهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِرَارًا، قَالَ: ثُمَّ سَأَلَ قَوْمَهُ، فَقَالُوا: مَا نَعْلَمُ بِهِ بَأْسًا إِلَّا أَنَّهُ أَصَابَ شَيْئًا يَرَى أَنَّهُ لَا يُخْرِجُهُ مِنْهُ إِلَّا أَنْ يُقَامَ فِيهِ الْحَدُّ، قَالَ: فَرَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمَرَنَا أَنْ نَرْجُمَهُ، قَالَ: فَانْطَلَقْنَا بِهِ إِلَى بَقِيعِ الْغَرْقَدِ، قَالَ: فَمَا أَوْثَقْنَاهُ، وَلَا حَفَرْنَا لَهُ، قَالَ: فَرَمَيْنَاهُ بِالْعَظْمِ، وَالْمَدَرِ، وَالْخَزَفِ، قَالَ: فَاشْتَدَّ، وَاشْتَدَدْنَا خَلْفَهُ حَتَّى أَتَى عُرْضَ الْحَرَّةِ، فَانْتَصَبَ لَنَا فَرَمَيْنَاهُ بِجَلَامِيدِ الْحَرَّةِ - يَعْنِي الْحِجَارَةَ - حَتَّى سَكَتَ، قَالَ: ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطِيبًا مِنَ الْعَشِيِّ، فَقَالَ: «أَوَ كُلَّمَا انْطَلَقْنَا غُزَاةً فِي سَبِيلِ اللهِ تَخَلَّفَ رَجُلٌ فِي عِيَالِنَا، لَهُ نَبِيبٌ كَنَبِيبِ التَّيْسِ، عَلَيَّ أَنْ لَا أُوتَى بِرَجُلٍ فَعَلَ ذَلِكَ إِلَّا نَكَّلْتُ بِهِ»، قَالَ: فَمَا اسْتَغْفَرَ لَهُ وَلَا سَبَّهُ،

وروى قصة ماعز بريدة أيضاً

وروى قصة اليهود البراء بن عازب في صحيح مسلم من طريق الأعمش

فاجتمع في أحاديث الرجم كل القرائن التي تدل على قطعية الأخبار

القرينة الأولى : رواية علية الرواة لها فمنهم نافع ومنهم الزهري ومنهم الأعمش

الثانية : توارد الرواة عليها ففي طبقة الصحابة قارب رواة الرجم العشرة أنفس وهذا عدد تواتر في قول جميع من يعتد به

الثالثة : تنوع مخارج الخبر فتارة المخرج مدني وتارة بصري وتارة كوفي

الرابعة : أن الرجم حادثة تعلق في الأذهان فلو سمع المرء بحادثة رجم أو شهدها فإنه لا ينساها أبداً لقوة الحادثة في الأنفس

الخامسة : أن الصحابة طبقوا ذلك عملياً ومع هذا يبعد النسيان وقد تعلق بذلك فناء أنفس معروفة منهم الصحابي ماعز بن مالك والذي لا يعرف له سبب وفاة غير الرجم

السادسة : إطباق أهل العلم من الصحابة والتابعين على الإفتاء بالرجم فقد صح ذلك عن عمر وعلي وابن عباس وقد رجم علي شراحة الهمدانية ولا يختلف قولهم في ذلك

السابعة : أن العرب قوم أولو نخوة وهذه قبيلة همدان من أشرف القبائل في الكوفة وكانوا خاصة شيعة علي شهدوا على علي أنه رجم امرأة منهم يقال لها شراحة ولو استطاعوا دفع هذا لدفعوه ومما يدل على أن الناس تلحقهم معرة بظهور زانية محصنة فيهم قول تلك المرأة في حديث الملاعنة ( لا أخزي قومي )

وقد ثبت وجود الرجم في شرائع الأمم الماضية وتشابه شرائع الأنبياء غير مدفوع

ومثل هذا يقال في حد الردة

ثم إن الفقهاء قد اتفقوا على ذلك واتفق الرافضة والسنة على تثبيت الرجم على علي بن أبي طالب

فإن قيل : الأزارقة أنكرت الرجم

فيقال : الأزارقة انقرضوا في زمن مبكر من تاريخ الأمة ولا يعرف عنهم بسند صحيح إنكار الرجم وإنما يذكر ذلك في كتب الفرق وتبعتهم كتب الفقه فيقال لمنكر الرجم وسيلتك لتثبيت هذا القول على الأزارقة المبتدعة الضلال ، يستخدمها خصمك من باب في أولى في إثبات القول بالرجم على الصحابة وأعيان فقهاء الأمة من التابعين وغيرهم 

قال ابن تيمية في الفرقان بين الحق والباطل :"  وأقوال الخوارج إنما عرفناها من نقل الناس عنهم، لم نقف لهم على كتاب مصنف، كما وقفنا على كتب المعتزلة، والرافضة، والزيدية، والكرامية، وا لأشعرية، والسالمية، وأهل المذاهب الأربعة، والظاهرية، ومذاهب أهل الحديث، والفلاسفة والصوفية ونحو هؤلاء"

وقد اختلف الناس في المسح على الخفين واختلفوا في التفضيل بين علي وعثمان واختلفوا في أمور كثيرة ولم يختلفوا في الرجم فدل على قوى ثبوته

ويقال لهم أيضاً : السنة العملية إنما اكتسبت قوتها من تواطؤ الناس عليها وعامة الأخبار المروية من القول أيضاً الناس اتفقوا عليها بل إن اختلاف الفقهاء في مسائل الصلاة والصيام والزكاة وقد أقروا بها جملة أقل من اختلافهم في أحكام الرجم وأحكام الردة

ومن تناقضات منكري السنة أنهم يسوون بين السنة التي وافقت القرآن والتي زادت عليه أحكاماً فينكرون الكل وهذا خلاف ما يدعونه من تعظيم القرآن

ومن تناقضاتهم أنهم يستدلون باختلاف الناس على أن السنة لم تحفظ فإذا أتيتهم بسنة اتفق الناس عليها دفعوها كالرجم وغيره

ومن تناقضاتهم أنهم يتحججون لدفع بعض السنن بأن هناك اختلافاً في ألفاظها فإذا جاءت سنن فيها ألفاظ متفقة ( وغالب السنة كذلك ) دفعوها هي أيضاً

ومن أسخف ما وقع هذه الأيام إحياء عدنان إبراهيم لقول من ينكر زواج عائشة في التاسعة من عمرها

وقد حمل بسخف على هشام بن عروة ، وزعم أن الحديث لم يروه عن هشام إلا العراقيين وأن في رواية العراقيين عن هشام فيها كلام

والكلام في رواية هشام في العراق واختلافها عن روايته في المدينة لا يفهمه عدنان فإنما كان يصل أخباراً كان يرسلها بمعنى أن كلام عروة يجعله عن عائشة

ولو فرضنا أن عروة قال ( دخل النبي بعائشة وهي بنت تسع سنين ) لكان مصدقاً لأن عائشة خالته وهو اعلم الناس بخالته

والواقع أن العراقيين لم ينفردوا عن هشام ولا هشام انفرد عن أبيه ولا أبوه انفرد عن عائشة

قال الشافعي في مسنده أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ: «تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا بِنْتُ سَبْعِ سِنِينَ، وَبَنَى بِي وَأَنَا بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ»

وسفيان بن عيينة مكي حجازي

وقال ابن وهب في جامعه 260-أخبرني سعيد بن عبد الرحمن، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت:
تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا بنت ست سنين متوفى خديجة، وبنى بي وأنا ابنة تسع سنين،

وابن أبي الزناد مدني ، وقد تواتر هذا الخبر عن هشام بن عروة ولو كان تكلم بنفسه ولم يذكر أباه ولا عائشة لكان خبره مصدقاً لأن عائشة خالة أبيه ، ولم يعترض أحد من الرواة ولم يعد أحد من المسلمين هذا الخبر من الأخبار المشكلة كما فعل في عدد من الأحاديث

وقال إسحاق بن راهوية في مسنده 1784 - أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْأَجْلَحُ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَهَا وَهِيَ بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ وَدَخَلَ بِهَا وَهِيَ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ

وهذا إسناد يحتمل في المتابعات في غير الأحكام

وقال أحمد في مسنده 24152 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " تَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ، وَمَاتَ عَنْهَا وَهِيَ بِنْتُ ثَمَانِ عَشْرَةَ "

وهذا إسناد كوفي صحيح

وقال مسلم في صحيحه 71 - (1422) وحَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَهَا وَهِيَ بِنْتُ سَبْعِ سِنِينَ، وَزُفَّتْ إِلَيْهِ وَهِيَ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ، وَلُعَبُهَا مَعَهَا، وَمَاتَ عَنْهَا وَهِيَ بِنْتُ ثَمَانَ عَشْرَةَ»

ومعلوم أن أم المؤمنين كانت شديدة المحبة للنبي صلى الله عليه وسلم شديدة الاحتفاء به والغيرة عليه فلا أدري لماذا يحشر بعضهم أنفه ويحاول التعليق على الفارق السني مع أنه أمر معروف إلى زمن قريب حصول مثل هذا

وكان من غيرتها ما فعلته بإناء ضرتها ومن غيرتها أنها كانت تتبعه إذا خرج ليلاً ولها عليه إدلال حتى كان الناس يتخيرون ليلة عائشة بالهدايا وحتى غارت بقية أمهات المؤمنين منها

وهي القائلة له (لا أهجر إلا اسمك ) ولما هجر نساءه شهراً قالت له ( كنت أعد الأيام والليالي ) يعني حتى تنتهي مدة الهجر ، ولما خيرها بين البقاء معه أو تركه على أن يعطيها مالاً كثيراً وطلب منها استشارة أهلها قالت ( أفيك أستشير ) فاختارته

وأبى الله إلا أن يموت بين ذراعيها وروت ربع الشريعة كما يقول الحاكم

فهل هذه حال مكرهة ! أو حتى حال امرأة تعقدت بسبب زواجها صغيرة

من الوقاحة بمكان أن تأتي لامرأة تزوجت رجلاً كان بينهما انسجام ومحبة هي مضرب للمثل وزوجها أهلها راضين وكان تفخر بهذا الزواج ثم تأتي بعد ألف عام وتتكلم عن أنك لا يعجبك هذا الزواج لأن سنها لا يناسب سنه في نظرك المتأثر بثقافة دخيلة 

وليعلم أن شبهة عدنان حول سن زواج عائشة سبقه إليها بعض الجهلة ورد عليهم أحمد شاكر قديماً 

والذي أريد قوله أن هؤلاء الذين يهونون من شأن جهود علماء السنة في حفظ السنة يفوتهم أمر بديهي ألا وهو دراسة هذه الجهود وما فيها من الدقة والحزم مما يثير الإعجاب ويجعل المرء العاقل والباحث المنصف يقطع بأن كلام النبي صلى الله عليه وسلم حفظ كما لم يحفظ كلام أحد من البشر في التاريخ
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي