مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: فكيف لو أدرك ضرار بن مرة زماننا ؟

فكيف لو أدرك ضرار بن مرة زماننا ؟



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

قال البغوي في الجعديات 600 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، نا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ لَيْثٍ قَالَ: مَرَرْتُ بِأَبِي سِنَانٍ ضِرَارِ بْنِ مُرَّةَ، وَمَعَهُ عَصًا، وَهُوَ عَلَى قَبْرِ مُجَصَّصٍ، فَقَالَ لِي: «انْزِلْ. فَنَزَلَتْ، فَكَسَرْنَاهُ»

فهذا ضرار بن مرة وهو رجل من أفاضل صالحي السلف ومعه ليث بن أبي سليم المعروف بصلاحه ولا يضر ضعفه هنا فهو يتكلم عن حادثة حصلت معه يسعيان في تكسير قبر مجصص

فكيف لو أدرك ضرار بن مرة الأضرحة التي ملأت البلدان وفتنت العوام حتى عبدها كثير منهم من دون الله ، حتى إذا جاء من يهدمها وينصر الله ورسوله اعترض عليه الجهلة

وقال ابن الحاج المالكي في المدخل وهو يتكلم عن القبور :" وَأَمَّا تَعْلِيَةُ الْبِنَاءِ الْكَثِيرِ عَلَى نَحْوِ مَا كَانَتْ الْجَاهِلِيَّةُ تَفْعَلُهُ تَفْخِيمًا وَتَعْظِيمًا، فَذَلِكَ يُهْدَمُ وَيُزَالُ، فَإِنَّ فِيهِ اسْتِعْمَالَ زِينَةِ الدُّنْيَا فِي أَوَّلِ مَنَازِلِ الْآخِرَةِ وَتَشْبِيهًا بِمَنْ كَانَ يُعَظِّمُ الْقُبُورَ وَيَعْبُدُهَا"

أما أنهم قد عبدوها حقاً

وضرار بن مرة لمن لا يعرفه

قال المزي في تهذيب الكمال :" و قال أحمد بن عبد الله بن يونس ، عن أبى بكر بن عياش : حدثنا أبو سنان ضرار بن
مرة ، و كان من خيار الناس .
و قال إسماعيل بن بهرام ، عن أبى بكر بن عياش : كنت إذا رأيت عطاء بن السائب ،
و ضرار بن مرة ، رأيت أثر البكاء على خدودهما .
و قال أبو سعيد الأشج ، عن المحاربى : كان محمد بن سوقة ، و ضرار بن مرة ، يطلب
كل واحد منهما صاحبه يوم الجمعة ، فيجلسان و يتحدثان و يبكيان"

وقال ابن عبد البر :" أجمعوا على أنه ثقة ثبت"

فرحمه الله من زاهد ثقة آمر بالمعروف ناه عن المنكر
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي