مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: اعتراف كاتب رافضي بجهد ابن تيمية في نقد المنطق واستفادة الغربيين منه

اعتراف كاتب رافضي بجهد ابن تيمية في نقد المنطق واستفادة الغربيين منه



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

مما يجهله كثيرون أن التقدم في بعض أبواب العلوم التجريبية الذي حصل في الغرب ، كان على أنقاض المنطق الأرسطي إذ لما ظهر فيهم نقاد انتقدوا منطق أرسطو وسقطت هيبته سقطت هيبة نتائجه التجريبية أيضاً وجعلت محلاً للبحث

وقد وقع بين يدي كتاب بعنوان ( المفكرون المسلمون في مواجهة المنطق اليوناني نقد علماء المسلمين لمنطق أرسطو وموازنته بمنطق الفلاسفة الغربيين )

لكاتب شيعي حائز على درجة الاجتهاد اسمه مصطفى طباطبائي وقد صنف الكتاب بالفارسية فترجمه للعربية عبد الرحيم ملارئي البلوشي

وفكرة الكتاب هي إحصاء ما كتب الإسلاميون _ أعني المنتسبين للإسلام _  في نقد منطق أرسطو ثم ذكر ما كتبه الغربيون في هذا الباب وإثبات أنهم مسبوقون من الإسلاميين بل إن كثيراً منها مأخوذ مما كتب المنتسبون للإسلام

وهذا الرافضي لم يستطع إخفاء إعجابه بنقد ابن تيمية للمنطق مع أنه عرض لنقد غيره كابن خلدون والغزالي والنوبختي الشيعي والسيرافي وغيرهم

قال مصطفى طباطبائي في ص89 :" في القرن السابع الهجري نلتقي بمفكر كبير وقد هيأت له آثاره وأفكاره كثيراً من الموافقين والمخالفين ، هذا هو أبو العباس أحمد ابن تيمية الحراني الدمشقي المتوفى 728 وقد كان آية في العلوم الإسلامية المختلفة من تاريخ وأدب ورجال وفقه وحديث وملل ونحل وكلام وحكمة وتفسير وغيرها "

حتى قال في ص91 :" وبرأي المؤلف مع أن مقام ابن تيمية كان رفيعاً في العلوم الإسلامية وفوائد آثاره لا تنكر أما التسليم بأقواله تسليماً مطلقاً فغير جائز "

إلى أن قال :" من الأعمال المتميزة لابن تيمية التي تجب دراستها بعمق هو الجهد الذي بذله في رد المنطق الأرسطي وفلسفته وجهده هذا في آثاره المتعددة واضحاً وخاصة كتابه ( نصيحة أهل الإيمان في الرد منطق اليونان ) والكتاب المذكور طبع في الهند في عام 1368 بعنوان ( الرد على المنطقيين ) "

إلى أن قال :" إن الشيء الذي يثير العجب والحيرة في آثار ابن تيمية هو الإحاطة الغريبة من هذا الرجل بالآراء المختلفة للعلماء في كل فن وعلم ، وخاصة لما يدخل في المنطق أو الفلسفة اليونانيين يذكرنا بقول ابن خلدون في مقدمته حيث قال : ( عكف عليها النظار من أهل الإسلام وحذقوا في فنونها وانتهت إلى الغاية أنظارهم فيها وخالفوا كثيراً من آراء المعلم الأول "

ثم تطرق إلى نقد ابن تيمية للمنطق بعيداً عن بحث الإلهيات في عشرين صحيفة تقريباً وكان تارة يوافق ابن تيمية وأخرى يخالفه وأخرى يوافقه مع تحفظ

حتى قال في ص116 :" في آخر هذا الفصل لا بد من الاعتراف أن فوائد آثار ابن تيمية في ميدان المنطق لا تحد ولا تقتصر على ما أتينا به هنا . ولا سيما كتابه بمنزلة البحر ، حيث على الغواصين الأذكياء ( المتطلعون ) أن يجدوا فيه جواهر قيمة "

ثم تكلم في فصول متأخرة من الكتاب على نقد الغربيين لمنطق أرسطو واقتباسهم من المسلمين

فذكر روجو بيكون وأثبت في ص130 أنه كرر بعض حجج ابن تيمية وكانت طريقة ابن تيمية علمية أكثر

وذكر ديكارت وحقق في ص134 أنه كرر بعض حجج ابن تيمية والسيرافي في نقد المنطق الأرسطي

وذكر جان لوك والذي أثبت أن عامة نقده هو عين نقد ابن تيمية

وذكر بركلي وأثبت أنه كرر بعض حجج ابن تيمية في ص 139

وأخيراً ذكر جان ستوارت

ثم قال في ص148 :" إن القراء الكرام إذا رجعوا إلى فصل نقد ابن تيمية للمنطق في هذا الكتاب سيلاحظون في نقد أبو العباس ابن تيمية عن منطق أرسطو جميع آراء استوارت ميل التي ذكرناها قبله بخمس قرون "

وهذه الحقائق المدهشة تصلح أن تزف هدية للزنديق البهمية محمد آل الشيخ الذي يدافع عن المنطق ولا يعرف عنه إلا القليل وما علم المسكين أن أسياده الذين ينظر إليهم كما تنظر الأمة إلى سيدها هم أيضاً أولعوا بنقد منطق أرسطو وترديد كلام شيخ الإسلام
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي