مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: الصحيح المسند من آثار : عبد الله بن مسعود الهذلي رضي الله عنه [ ورد - مصور - للشاملة ]

الصحيح المسند من آثار : عبد الله بن مسعود الهذلي رضي الله عنه [ ورد - مصور - للشاملة ]



الصحيح المسند من آثار :
 عبد الله بن مسعود  الهذلي
رضي الله عنه

تصنيف :
 عبد الله بن فهد الخليفي  و عبد الله بن سليمان التميمي 
------------------------------
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
فهذا جمع جديد لآثار عبد الله بن مسعود ، يتميز عن الجمع القديم أنه مادته مضاعفة ثلاثة أضعاف ، وأنه مرتب على الأبواب مع مقدمة ضافية فيها أجوبة على انتقادات توجه لبعض أشهر الأسانيد التي اعتمدنا عليها .
 ومعظم هذا من جهد أخي عبد الله التميمي حيث أنه نظر في جمعي القديم والذي كان قد راجعه آنفاً ، فأخذ يستدرك عليه كل ما وقف عليه من الآثار الثابتة التي على الشرط ثم رتبها موضوعياً بعد دمج الاستدراك مع الجمع القديم   .
 ولا أطالب القاريء بأكثر من أن ينظر في هذا الجمع ليرى عظيم فائدته فإنه جمع لآثار رجل من كبار فقهاء الصحابة .
 ولا شك أن كل قاريء قد يمر عليه في يوم من الأيام شيء من آثار هذا الرجل التي وقعت من قلبه موقعاً واليوم ها هي الآثار الصحيحة بين يديك أكثر من أربعمائة أثر ثابت في أبواب الزهد والرقائق والأدب والفتن

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

كتبه : عبد الله بن فهد الخليفي


* الجواب عن تضعيف رواية أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه للانقطاع :
1- قال ابن المديني في حديث يرويه أبي عبيدة عن أبيه : هو منقطع ، وهو حديث ثبت .
2- وقال يعقوب بن شيبة:  إنما استجاز أصحابنا أن يدخلوا حديث أبي عبيدة عن أبيه في المسند - يعني في الحديث المتصل - لمعرفة أبي عبيدة بحديث أبيه وصحتها، وأنه لم يأت فيها بحديث منكر. اهـ [ ذكره ابن رجب –رحمه الله- في شرح العلل - 1/544 ].
3- وقال النسائي –رحمه الله- عند الحديث رقم (967) من الكبرى : أبو عبيدة لم يسمع من أبيه والحديث جيد.
4- وقال الحافظ الدارقطني في السنن عند الحديث رقم [364] هَذَا حَدِيثٌ ضَعِيفٌ غَيْرُ ثَابِتٍ عِنْدَ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِالْحَدِيثِ , مِنْ وُجُوهٍ عِدَّةٍ أَحَدُهَا:
 أَنَّهُ مُخَالِفٌ لَمَّا رَوَاهُ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ , عَنْ أَبِيهِ , بِالسِّنْدِ الصَّحِيحِ عَنْهُ الَّذِي لَا مَطْعَنَ فِيهِ , وَلَا تَأْوِيلَ عَلَيْهِ , وَأَبُو عُبَيْدَةَ أَعْلَمُ بِحَدِيثِ أَبِيهِ وَبِمَذْهَبِهِ وَفُتْيَاهُ مِنْ خِشْفِ بْنِ مَالِكٍ وَنُظَرَائِهِ.
5- وقال ابن تيمية –رحمه الله- : ويقال إن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه؛ لكن هو عالم بحال أبيه متلق لآثاره من أكابر أصحاب أبيه.
وهذه حال متكررة من عبد الله - رضي الله عنه - فتكون مشهورة عند أصحابه فيكثر المتحدث بها ولم يكن في أصحاب عبد الله من يتهم عليه حتى يخاف أن يكون هو الواسطة فلهذا صار الناس يحتجون برواية ابنه عنه وإن قيل إنه لم يسمع من أبيه . [ مجموع الفتاوى - 6/404 ]
6- وقال ابن رجب–رحمه الله- في [ فتح الباري - 6/24 ]  : وأبو عبيدة ، لم يسمع من أبيه ، لكن رواياته عنه صحيحة .
7- قال ابن رجب  أيضا [ الفتح 6/81 ]  : وأبو عبيدة ، وإن لم يسمع من أبيه ، إلا أن أحاديثه عنه صحيحة ، تلقاها عن أهل بيته الثقات العارفين بحديث أبيه - : قاله ابن المديني وغيره .
8- وقال أيضا (7/4) : وأبو عبيدة ، لم يسمع من أبيه ، لكن رواياته عنه أخذها عن أهل بيته ، فهي صحيحة عندهم .
9- وقال الطحاوي في [ شرح معاني الآثار - 1/95 ]  : فإن قال قائل الآثار الأول أولى من هذا لأنها متصلة وهذا منقطع لأن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه شيئا قيل له ليس من هذه الجهة احتججنا بكلام أبي عبيدة إنما احتججنا به لأن مثله على تقدمه في العلم وموضعه من عبد الله وخلطته لخاصته من بعده لا يخفي عليه مثل هذا من أموره فجعلنا قوله ذلك حجة.
أقول : فالبحث هنا في قبول الرواية أو عدمها لا في البحث أنها متصلة أو منقطعة فتنبه ,  وأنت ترى كبار الحفاظ على قبولها وهم يعلمون جزما بل صرح غالبهم أنه لم يسمع ولكنهم قبلوها للقرائن التالية :
  أنه أخذها عن أهل بيته ، وكبار أصحاب أبيه
وأنه لم يأت بشيء منكر لا يحتمل ,  بل حديثه حديث أهل الصدق ولا شك .
* فائدة في قبول مراسيل إبراهيم النخعي عن عبد الله بن مسعود
قال ابن سعد في الطبقات : [ 10319 ]  أَخبَرنا عَمرو بن الهَيثَم أَبو قَطَنٍ، قالَ: حَدَّثَنا شُعبَةُ، عَن الأَعمَشِ، قالَ: قُلتُ لإِبراهيمَ: إِذا حَدَّثتَني عَن عَبد الله، فَأَسنِد
قالَ: إِذا قُلتُ: قالَ عَبدُ الله فَقَد سَمِعتُهُ مِن غَير واحِدٍ مِن أَصحابِه .
وإِذا قُلتُ: حَدثَني فُلاَنٌ فَحَدثَني فُلاَنٌ .
قال ابن رجب في شرح العلل : وحكاه الترمذي عن بعض أهل العلم ، وذكر كلام إبراهيم النخعي : [  أنه كان إذا أرسل فقد حدثه به غير واحد , وإن أسند لم يكن عنده إلا عمن سماه ]  . وهذا يقتضي ترجيح المرسل على المسند ، لكن عن النخعي خاصة فيما أرسله عن ابن مسعود خاصة . انتهى
وقال العلائي : هو مكثر من الإرسال ، وجماعة من الأئمة صححوا مراسيله ، وخص البيهقي ذلك بما أرسله عن ابن مسعود  . انتهى
أقول : عند جمع الآثار وبحثها ومراجعتها تبين لنا ذلك جلياً فعامة ما رواه إبراهيم عن عبد الله له طرق أخرى عنه ورواه عنه أصحابه
ولهذا اعتمدنا هنا روايات أبي عبيدة عن أبيه وروايات النخعي عن ابن مسعود .
 والله تعالى أعلى وأعلم .


1-  باب : في فضله رضي الله عنه

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي