مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: تنبيه هام حول أثر ( العراق جمجمة العرب )

تنبيه هام حول أثر ( العراق جمجمة العرب )



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

قال ابن أبي خيثمة في تاريخه 3517- حَدَّثَنا الْوَلِيدُ بن شجاع، قال: حدثنا أبو مُعَاوِيَة، قال: حدثنا الأَعْمَشِ، عَنْ شِمْر بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، قَالَ: ذَكَرَ عُمَر أهلَ الْكُوفَةِ، فَقَالَ: جُمجُمة الْعَرَبِ، وَكَنْزُ الإِيمَانِ، وَرُمْحُ اللَّهِ فِي الأَرْضِ، ومادَّة الأَمْصَارِ.
كَذَا قَالَ أَبُو مُعَاوِيَة قَدْ بَيَّنَ الْحَدِيْثين جَمِيعًا فِي إِسْنَادٍ وَاحِدٍ

هذا الأثر فيه انقطاع بين الأعمش وشمر إذ طعنوا في سماعه وإبهام في السند ربما احتمل في الموقوف

غير أنني أود التنبيه على أمر مهم وهو أن بعض الناس حرف الأثر فجعله ( العراق جمجمة العرب ) وهذا غلط فالأثر وارد في أهل الكوفة أي أن البصرة لا يدخلون في ذلك ولا يدخل أهل بغداد ولا أهل واسط مثلاً إذ أن هذه المدن لم تكن موجودة على زمن عمر بن الخطاب _ رضي الله عنه _

فاستبدال هذا لفظ ( الكوفة ) بلفظ العراق خطأ يغير المعنى ويجعله أعم مما هو عليه أصالةً 

وأما الرواية التي في تاريخ بغداد 

قال الخطيب  (24) أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ النَّحْوِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ: أَهْلُ الْعِرَاقِ: كَنْزُ الإِيمَانِ، وَجُمْجُمَةُ الْعَرَبِ، وَهُمْ رُمْحُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يُحْرِزُونَ ثُغُورَهُمْ وَيَمُدُّونَ الأَمْصَارَ

فهذه منكرة بمرة 

قبيصة بن عقبة ضعيف الرواية عن سفيان 

قال حنبل بن إسحاق : قال أبو عبد الله : كان يحيى بن آدم أصغر من سمع من سفيان عندنا .
قال : و قال يحيى : قبيصة أصغر منى بسنتين . قلت له : فما قصة قبيصة فى سفيان فقال أبو عبد الله : كان كثير الغلط . قلت له : فغير هذا ؟ قال : كان صغيرا لا يضبط . قلت له : فغير سفيان ؟ قال : كان قبيصة رجلا صالحا ثقة لا بأس به فى بدنه ، و أى شىء لم يكن عنده ؟ يذكر أنه كثير الحديث . 


وقال ابن رجب في شرح العلل :" وضعف ابن معين قبيصة في سفيان .
وقال في محمد بن عبيد الطنافسي : ( هو كثير الخطأ عن سفيان الثوري )) .
وأما أبو حذيفة فضعفه جماعة في سفيان .
قال عبد الله بن أحمد عن أبيه : (( قبيصة أثبت حديثاً في سفيان من أبي حذيفة ، وأبو حذيفة شبه لا شئ )) .
وقال الجوزجاني سمعت أحمد يقول : (( كأن سفيان الذي يحدث عنه أبو حذيفة ليس هو سفيان الثوري الذي يحدث عنه الناس )) .
قال العقيلي : (( جاء عن سفيان بأحاديث لم يحدث بها عن سفيان غيره )) .
وقال ابن معين : (( أبو داود الحفري ، والفريابي ، وقبيصة ، وأبو حذيفة ، حديثهم بعضه قريب من بعض في الضعف )) "


وقد خالفت روايته رواية أبي معاوية وهو من أثبت الناس في الأعمش

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي