مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: براءة ياقوت الحموي من تهمة النصب

براءة ياقوت الحموي من تهمة النصب



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

لا يجهل أحدٌ من طلبة العلم ياقوت الحموي ، تلك المعلمة المعرفية المتنقلة ، صاحب معجم الأدباء ومعجم البلدان وغيرها من المصنفات العجيبة _ على هناتٍ عظيمة فيها _

وقد اتهم ياقوت الحموي بالإنحراف عن علي بن أبي طالب _ رضي الله عنه _

ولهذا أورده  ابن حجر في لسان الميزان

نقل ابن حجر في لسان الميزان (7/307) عن ابن خلكان قوله (( ووقع بينه _ يعني ياقوت _ وبين شخص بغدادي في دمشق منازعة في علي بن أبي طالب _ رضي الله عنه _ ، فبدت من ياقوت ما لزم منه أنه نسب إلى رأي الخوارج في علي ))

وقال ابن خلكان في وفيات الأعيان (3/267) (( وكان متعصباً على علي ))

غير أن ابن حجر لم يقتنع بهذه الدعوى فقال (( ولم أرَ في شيء من تصانيفه التصريح بالنصب بل يحكي فضائل علي على ما يتفق ))

قلت بل إنه صرح بلعن ابن ملجم في معجم البلدان (1/83) طبعة دار احياء التراث العربي

وقال في (2/245) (( فيها قبر موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ))

فوصفه بالإمامة وترضى عليه وعلى أبنائه

وقال في (3/183) (( ومن عجيب ما تأملته في أمر حمص فساد هوائها وترتبها اللذين يفسدان العقل حتى يضرب بحماقتهم المثل ، إن أشد على علي رضي الله عنه مع معاوية كان أهل حمص وأكثرهم تحريضاً عليه وجداً في حربه فلما انقضت تلك الحروب ومضى ذلك صاروا من غلاة الشيعة حتى إن( في) أهلها كثيراً ممن رأى مذهب النصيرية وأصلهم الإمامية الذين يسبون السلف فقد التزموا الضلال أولاً وأخيراً ))

قلت في المقوسمة كان مكانها بعض ولم يستقم المعنى عندي فغيرتها وليعذرنا اخواننا أهل السنة من أهل حمص على نقل هذا النص فنحن لا نوافق ياقوت على ذم أهل حمص مطلقاً

وبهذا تظهر براءة ياقوت من تهمة النصب إلى أنه بقي عندنا القصة التي أوردها ابن خلكان

وهي في الواقع منقطعة لأن ابن خلكان لم يلتق ياقوتاً كما صرح بذلك في وفيات الأعيان (3/273) حيث قال (( ولم يقدر لي الإجتماع به ))

وابن خلكان متشيع فهو كابن النديم واسع الخطو في اتهام العباد بالنصب 
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي