مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون يا أهل التمييع ؟

هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون يا أهل التمييع ؟



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

فقال الله تعالى : (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ)

هذه الآية يقرأها كثيرون ويخالفون دلالتها مخالفة صريحة ، ومن أولئك أهل التمييع

الذين يأتون لرجل ينكر علو الله عز وجل على خلقه فيصفونه ب( العالم ) و ( الإمام ) ويجعلونه محنة ، ويأتون إلى موحد يؤمن بهذه الصفة ويستسلم لدلالة النصوص عليها فيسبونه ويلحقون به كل نقيصة من أجل ذلك الجهمي الأشعري

فليس هذه تسوية بين الذي لا يعلم والذي لا يعلم فحسب بل رفع للجاهل بالتوحيد على الموحد العالم

وليت الأمر يقف عند هذا بل تجد هذا الجهمي ينكر عامة الصفات بالتحريف أو التفويض ولا يثبت إلا بعضها بطريقة بدعية ، ويجنح للجبر والإرجاء وغيرها من مقالات الأشعرية ويعظم علماء الكلام كما هو شأن الكثير من شراح الحديث الذين يكفيهم جرماً تحريفهم لنصوص الصفات ، فمن ضلل الأمة في أعظم أبواب الدين لن يغني عنه أن يكون أرشدها فيما هو دونه

فهل يستوي هذا الأشعري الضال في عامة أبواب العقيدة الذي وقع في بدع لم يختلف السلف في تكفير من لم يكفر الواقع بها فضلاً عن تكفير المتلبس بها نفسه ، مع الموحد الذي عرف عقيدة السلف في جميع أبواب الدين بأدلتها وتبرأ من أهل البدع وعظم علماء التوحيد وعظم السلف الكرام وعنى بعلمهم ؟

أفيقال لهذا الموحد ( ماذا قدمت أنت للإسلام ) في مقابل الدفاع عن رجل جهمي

وحق للموحد أن يقول : ( وهل كان هذا الجهمي يعرف عقيدة الإسلام في باب الصفات والإيمان والقدر والنبوات ؟ ، يكفيني أنني ما نشرت البدع في أمة الإسلام وحرفت النصوص والسلامة أولى من الغنيمة )

بل إن من سوى بين الموحد الذي يدافع عن التوحيد ويعظم أهله والموحد الذي لا يدافع عن التوحيد يكون ظالماً جاهلاً وترد عليه الآية فكيف بمن يفضل الجهمي على السني وهذا التفضيل ظاهر

بل من العجائب أن يشهد لرجل ينكر العلو ويقول بالمولد وينكر الصفات وغيرها من الضلالات العظيمة بأنه من أهل السنة وأن من الظلم تبديعه ثم يؤتى لشخص ينصر عقيدة أهل السنة في جميع هذه الأبواب ويقال ( مبتدع خبيث أشر من اليهود والنصارى )

جاء في الرسائل الشخصية للإمام محمد بن عبد الوهاب ص183:" وأعجب من ذلك: من عرفها من وجه، وعاداها وأهلها من وجه. وأعجب منه: من أحبها، وانتسب إلى أهلها، ولم يفرق بين أوليائها وأعدائها. يا سبحان الله العظيم! أتكون طائفتان مختلفتين في دين واحد، وكلهم على الحق؟! كلا والله! فماذا بعد الحق إلا الضلال"

وأقول أفيكون من ينكر الصفات ومنها صفة العلو والسلف يكفرون من هذا حاله ومن يبثت العلو وبقية الصفات على طريقة السلف وينتصر لهذه الطريقة ويعظمها ويدرأ الشبهات عنها ويعادي من خالفها كلهم من أهل السنة

ومذهب الفجرة اليوم أن الأول من أهل السنة وخدم الإسلام والثاني مبتدع ضال وماذا قدم للإسلام حتى يتكلم في أئمة الإسلام ؟!

وكذلك عندهم صاحب الرأي الذي يرد الأحاديث برأيه ولا يحفظ الحديث ويلجأ للحيل في منزلة الإمام أحمد الذي يحفظ ألف ألف حديث وينصر السنة ويظهر الاتباع فكلهم أئمة إسلام الطاعن فيهم مبتدع

فهل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون

ومن ولغ في أعراض الصحابة خصوصاً معاوية وأظهر التشيع وقال بالوقف في القرآن خير عندهم ممن تكلم فيه وأغلظ حمية لله ورسوله
فهل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون
قال الله تعالى : (أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ)


هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي