مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: هل صح عن علي بن أبي طالب أنه قال : ( ما ألهم الله سبحانه عبداً الاستغفار وهو يريد أن يعذبه)؟

هل صح عن علي بن أبي طالب أنه قال : ( ما ألهم الله سبحانه عبداً الاستغفار وهو يريد أن يعذبه)؟



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

فقد نشر في صفحة أحمد ديدات ومشاري العفاسي هذا الأثر عن علي بن أبي طالب

قال علي رضي الله عنه :" ما ألهم الله سبحانه عبداً الاستغفار وهو يريد أن يعذبه"

وهذا الأثر لا أصل له عن علي بن أبي طالب وإنما ذكره الغزالي في كتابه إحياء علوم الدين

والغزالي في هذا الكتاب ذكر الكثير من الأحاديث والآثار التي لا أصل لها ، حتى جمع بعض المتأخرين جزءً في الأحاديث المرفوعة التي لا أصل لها في إحياء علوم الدين

ولا حياة للدين بالأخبار المكذوبة والتي لا أصل لها

ولو أدرك السلف أبا حامد الغزالي لصنفوه في كبار المتروكين أو الوضاعين فحتى لو قلنا أنه لا يتعمد الكذب فإنه يجري على لسانه وهو لا يشعر

وقد فعل الغزالي في الأمة ما لم يفعله مئات الوضاعين من إفشاء الأخبار الباطلة

وذلك أن أهل الحديث في زمن السلف كانوا يأمرون بهجر روايات الكذابين ويفضحونهم ويشردون بهم كل مشرد

ويقولون ( لا تحل الرواية عن فلان ) والرواية عن فلان حرام

وأما في الأزمنة المتأخرة فتجد ابن الصلاح صاحب المقدمة المعروفة في المصطلح يعد الغزالي مع كل ما أفشاه في الأمة من البواطيل من الأئمة المجددين والله المستعان

وهذا إن لم يكن مكراً بالدين فهو جهل بحقيقة الإسلام وبمكانة علم الحديث، وضعف غيرة على سنة سيد المرسلين

قال الصغاني في الموضوعات :" ودين الإسلام أشرف من أن يؤخذ من كل جاهل عامي، أو يثبت بقول كل غافل غبي"

وهو أشرف من أن يجدده جاهل بالأخبار لا يفرق بين أصح الصحيح وأبطل الباطل

فلو أنه صنع هذا الصنيع مع سلامة في المعتقد لكان ذلك في حقه نقيصة عظيمة توجب له الثلب كلما ذكر ، فكيف وهو على اعتقاد فاسد من تصوف وتجهم بل وقبورية ووحدة وجود وفلسفة

وانظر إلى آثار ما أفشاه إلى يومنا هذا حيث تنتشر الآثار التي افترعها الغزالي من رأسه أكثر من الآثار التي صحت عن علي ورواها الثقات والله المستعان
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي