مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: الكلام على أثر ابن عباس ( ليس أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وهو يؤخذ من قوله ويترك)

الكلام على أثر ابن عباس ( ليس أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وهو يؤخذ من قوله ويترك)



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

فنشر القاريء مشاري العفاسي هذا الأثر عن ابن عباس

:" ليس أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وهو يؤخذ من قوله ويترك"

وقال أن الطبراني رواه في الكبير بسند حسن

وهذا وهم من وجهين

الأول : أن الطبراني لم يروه موقوفاً على ابن عباس وإنما رواه مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم


قال الطبراني في الكبير  11941 - حدثنا أحمد بن عمرو البزار ثنا زياد بن أيوب ثنا
 أبو عبيدة الحداد عن مالك بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما رفعه قال : ليس أحد إلا يؤخذ من قوله ويدع غير النبي صلى الله عليه و سلم

فقوله ( رفعه ) يعني إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويحتمل إلى ابن عباس

الثاني : وإن كان ظاهر السند الحسن إلا أنه لا يحكم على الأخبار بهذه الطريقة بالنظر إلى سند واحد في مكان واحد بل لا بد من جمع الطرق حتى تظهر العلة إن كان ثمة علة ، والطبراني في كتبه يتحرى الغرائب وهذا الخبر غير معروف في غير معجم الطبراني وقوله ( رفعه ) إشارة إلى أن غيره لم يرفعه وهذه إشارة إلى علة

والصواب في الخبر أنه من كلام مجاهد كذا رواه عبد الكريم الجزري وهو أوثق من مالك بن دينار على فضل مالك بن دينار   وذكر ابن عباس فيه وهم

قال البخاري في جزء رفع اليدين 103 - حدثنا قتيبة ، حدثنا سفيان ، عن عبد الكريم ، عن مجاهد قال : « ليس أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا يؤخذ من قوله ويترك ، إلا النبي صلى الله عليه وسلم »

وقال ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله 1085 - حدثنا عبد الرحمن بن يحيى ، ثنا علي بن محمد ، ثنا أحمد بن داود ، ثنا سحنون بن سعيد ، ثنا عبد الله بن وهب قال : سمعت سفيان ، يحدث عن عبد الكريم ، عن مجاهد ، أنه قال : « ليس أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وهو يؤخذ من قوله ويترك »

وقد صرح ابن عبد البر أن عبد الكريم هذا هو الجزري الثقة

وقال أبو نعيم في الحلية (3/300) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى الْعَدَوِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَعِيدٍ الْكِسَائِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: «لَيْسَ أَحَدٌ إِلَّا يُؤْخَذُ مِنْ قَوْلِهِ وَيُتْرَكُ إِلَّا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»

والذي ينبغي التأني في الحكم على الأخبار خصوصاً فيما ينشر لآلاف الناس والأئمة إنما رووا بالأسانيد وبينوا أحوال الرواة ليتحاكم إلى ما قرروه في شأن هؤلاء الرواة عند الخلاف ولا يذكر مجزوماً به ولا يصحح إلا ما جرى على قواعدهم رحمهم الله
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي