مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: الكلام على حديث : ( إن لكل شيء سناما ، وإن سنام القرآن البقرة )

الكلام على حديث : ( إن لكل شيء سناما ، وإن سنام القرآن البقرة )



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

                   
قال ابن الضريس في فضائل القرآن 171 : أخبرنا أبو الربيع الزهراني ، أخبرنا حماد ، حدثنا عاصم ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله ، قال :
 إن لكل شيء سناما  ، وإن سنام القرآن البقرة ، وإن الشيطان يخرج من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة ، وأصفر البيوت الجوف  الذي ليس فيه من كتاب الله شيء .
      
عاصم بن بهدلة له أخطاء قال في التقريب (صدوق له أوهام ) وقال الدارقطني ( في حفظه شيء ) وقد خالفه جمع فرووا الخبر عن أبي الأحوص بدون زيادة (إن لكل شيء سناما  ، وإن سنام القرآن البقرة )

وهم

1- سلمة بن كهيل
قال الفريابي في فضائل القرآن 37 : حدثنا أحمد بن إبراهيم ، نا حجاج بن محمد ، حدثني شعبة ، عن سلمة بن كهيل قال : سمعت أبا الأحوص ، عن عبد الله ، أنه قال :
 جردوا القرآن ليربو فيه صغيركم ، ولا ينأى عنه كبيركم ، فإن الشيطان يفر من البيت يسمع تقرأ فيه سورة البقرة .
 قال شعبة : فحدثت به أبا التياح ، وكان عربيا ، فقال : نعم ، أمروا أن يجردوا القرآن .
 قلت له : ما جردوا القرآن ؟ قال : لا يخلطوا به غيره

2- أبو إسحاق السبيعي
قال ابن الضريس في فضائل القرآن 169 : أخبرنا أبو عمر ، أخبرنا شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن أبي الأحوص ، قال : كان عبد الله يقول :
 لا ألفين أحدكم يتعشى ، ثم يضطجع فيضع رجلا على رجل ، ويتغنى ، ويدع سورة البقرة أن يقرأها ، فإن الشيطان ليفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة .

3- إبراهيم التيمي
قال ابن الضريس في فضائل القرآن 159 : أخبرنا أبو غسان ، حدثنا جرير ، عن إبراهيم التيمي ، عن أبي الأحوص ، قال : سمعت عبد الله ، يقول :
 إن أصغر البيوت ، الجوف الصفر من كتاب الله ، ولا ألفين أحدكم يضع إحدى رجليه على الأخرى ، ثم يتغنى ، ويدع أن يقرأ سورة البقرة ، فإن الشيطان يفر ، ويخرج من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة .

وأما الرواية المرفوعة التي ذكرها الحاكم في مستدركه
2113 - أَخْبَرْنَاهُ أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّشْتَكِيُّ ، ثنا أَبِي ، ثنا عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فذكره

فهذه الرواية خطأ تخالف جميع الروايات السابقة الموقوفة
والمحفوظ على عاصم الوقف هذا الموجود في عامة المصادر فقد رواه عنه موقوفاً عنه  .
  ومع كون المحفوظ عنه الموقوف فإن زيادة (إن لكل شيء سناما) شاذة لا تصح
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي