مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: الكلام على حديث عمرو بن عبسة في وفوده على النبي صلى الله عليه وسلم وفيه ( الإيمان :الصبر والسماحة )

الكلام على حديث عمرو بن عبسة في وفوده على النبي صلى الله عليه وسلم وفيه ( الإيمان :الصبر والسماحة )



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
 
                  
قال أحمد في مسنده 19435 : حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ يَعْنِي ابْنَ دِينَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ قَالَ:
أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ مَعَكَ  عَلَى هَذَا الْأَمْرِ ؟
 قَالَ: " حُرٌّ وَعَبْدٌ " قُلْتُ: مَا الْإِسْلَامُ ؟ قَالَ: " طِيبُ الْكَلَامِ، وَإِطْعَامُ الطَّعَامِ " .
 قُلْتُ: مَا الْإِيمَانُ ؟ قَالَ: " الصَّبْرُ وَالسَّمَاحَةُ " .
 قَالَ: قُلْتُ: أَيُّ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ: " مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ " .
 قَالَ: قُلْتُ: أَيُّ الْإِيمَانِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ: " خُلُقٌ حَسَنٌ " .
قَالَ: قُلْتُ: أَيُّ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ: " طُولُ الْقُنُوتِ " .
 قَالَ: قُلْتُ: أَيُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ: " أَنْ تَهْجُرَ مَا كَرِهَ رَبُّكَ عَزَّ وَجَلَّ " .
قَالَ: قُلْتُ: فَأَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ: " مَنْ عُقِرَ جَوَادُهُ وَأُهْرِيقَ دَمُهُ " .
 قَالَ: قُلْتُ: أَيُّ السَّاعَاتِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ: " جَوْفُ اللَّيْلِ الْآخِرُ، ثُمَّ الصَّلَاةُ مَكْتُوبَةٌ مَشْهُودَةٌ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ، فَإِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ، فَلَا صَلَاةَ إِلَّا الرَّكْعَتَيْنِ حَتَّى تُصَلِّيَ الْفَجْرَ، فَإِذَا صَلَّيْتَ صَلَاةَ الصُّبْحِ، فَأَمْسِكْ  عَنِ الصَّلَاةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَإِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ  ، فَإِنَّهَا تَطْلُعُ فِي قَرْنَيْ شَيْطَانٍ ، وَإِنَّ الْكُفَّارَ يُصَلُّونَ لَهَا، فَأَمْسِكْ عَنِ الصَّلَاةِ حَتَّى تَرْتَفِعَ، فَإِذَا ارْتَفَعَتْ فَالصَّلَاةُ مَكْتُوبَةٌ مَشْهُودَةٌ حَتَّى يَقُومَ الظِّلُّ قِيَامَ الرُّمْحِ، فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَأَمْسِكْ عَنِ الصَّلَاةِ حَتَّى تَمِيلَ، فَإِذَا مَالَتْ فَالصَّلَاةُ مَكْتُوبَةٌ مَشْهُودَةٌ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، فَإِذَا كَانَ عِنْدَ غُرُوبِهَا فَأَمْسِكْ عَنِ الصَّلَاةِ، فَإِنَّهَا تَغْرُبُ أَوْ تَغِيبُ فِي قَرْنَيْ شَيْطَانٍ، وَإِنَّ الْكُفَّارَ يُصَلُّونَ لَهَا "
      
محمد بن ذكوان ضعفه البخاري جداً فقال ( منكر الحديث ) وضعفه كذلك النسائي جداً فقال :" ليس بثقة " ونصوا على أن له مناكير وحديثه هذا يخالف حديث وفود عمرو بن عبسة على النبي صلى الله عليه وسلم الذي في صحيح مسلم فهو من مناكيره

قال مسلم في صحيحه 1882- [294-832] حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَعْقِرِيُّ ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ ، حَدَّثَنَا شَدَّادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ أَبُو عَمَّارٍ ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، قَالَ عِكْرِمَةُ ، وَلَقِيَ شَدَّادٌ أَبَا أُمَامَةَ ، وَوَاثِلَةَ ، وَصَحِبَ أَنَسًا إِلَى الشَّامِ وَأَثْنَى عَلَيْهِ فَضْلاً وَخَيْرًا ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، قَالَ : قَالَ عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ السُّلَمِيُّ :
 كُنْتُ وَأَنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَظُنُّ أَنَّ النَّاسَ عَلَى ضَلاَلَةٍ ، وَأَنَّهُمْ لَيْسُوا عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَعْبُدُونَ الأَوْثَانَ ، فَسَمِعْتُ بِرَجُلٍ بِمَكَّةَ يُخْبِرُ أَخْبَارًا ، فَقَعَدْتُ عَلَى رَاحِلَتِي ، فَقَدِمْتُ عَلَيْهِ ، فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْتَخْفِيًا جُرَءَاءُ عَلَيْهِ قَوْمُهُ ، فَتَلَطَّفْتُ حَتَّى دَخَلْتُ عَلَيْهِ بِمَكَّةَ ، فَقُلْتُ لَهُ : مَا أَنْتَ ؟ قَالَ : أَنَا نَبِيٌّ ، فَقُلْتُ : وَمَا نَبِيٌّ ؟ قَالَ : أَرْسَلَنِي اللَّهُ ، فَقُلْتُ : وَبِأَيِّ شَيْءٍ أَرْسَلَكَ ، قَالَ : أَرْسَلَنِي بِصِلَةِ الأَرْحَامِ ، وَكَسْرِ الأَوْثَانِ ، وَأَنْ يُوَحَّدَ اللَّهُ لاَ يُشْرَكُ بِهِ شَيْءٌ ، قُلْتُ لَهُ : فَمَنْ مَعَكَ عَلَى هَذَا ؟ قَالَ : حُرٌّ ، وَعَبْدٌ ، قَالَ : وَمَعَهُ يَوْمَئِذٍ أَبُو بَكْرٍ ، وَبِلاَلٌ مِمَّنْ آمَنَ بِهِ ، فَقُلْتُ : إِنِّي مُتَّبِعُكَ ، قَالَ : إِنَّكَ لاَ تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ يَوْمَكَ هَذَا ، أَلاَ تَرَى حَالِي وَحَالَ النَّاسِ ، وَلَكِنِ ارْجِعْ إِلَى أَهْلِكَ فَإِذَا سَمِعْتَ بِي قَدْ ظَهَرْتُ فَأْتِنِي .
 ثم ذكر حديثاً مختلفاً تماماً عن حديث محمد بن ذكوان

وبالنسبة لفقرة الإيمان الصبر والسماحة
فهذا الخبر  بهذا السياق منكر

فقال ابن أبي شيبة في المصنف 31032: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ زَائِدَةَ ، عَنْ هِشَامٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، أَنَّهُ قَالَ : قيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ ، قَالَ : الصَّبْرُ وَالسَّمَاحَةُ ، قِيلَ : أَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَكْمَلُ إيمَانًا ، قَالَ أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا.

وقد خولف زائدة فروي الخبر مرسلاً

قال عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد 53- حَدَّثَنِي بَيَانُ بْنُ الْحَكَمِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ ، حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ ، أَنْبَأَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ ، عَنْ هِشَامٍ ، عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : أَيُّ الإِيمَانِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : الصَّبْرُ وَالسَّمَاحَةُ.


قال الطبراني في الكبير  105 : حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح ثنا عمرو بن خالد الحراني ثنا محمد بن سلمة الحراني عن بكر بن خنيس عن أبي بدر عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه عن جده قال : كانت في نفسي مسألة قد أحزنتني لم اسأل رسول الله صلى الله عليه و سلم عنها و لم أسمع أحدا يسأله عنها فكنت أتحينه فدخلت ذات يوم و هو يتوضأ فوافقته على حالين كنت أحب أن أوافقه عليهما وجدته فارغا طيب النفس فقلت يا رسول الله ائذن لي فأسألك قال : ( نعم سل عما بدا لك ) قلت يا رسول الله ما الايمان ؟ قال : ( السماحة و الصبر ) قلت و أي المؤمنين أفضلهم ايمانا ؟ قال : ( أحسنهم خلقا ) قلت فأي المسلمين أفضل اسلاما ؟ قال : ( من سلم المسلمون يده و لسانه ) قلت فأي الجهاد أفضل ؟ فطأطأ رأسه فصمت طويلا حتى خفت أن أكون قد شققت عليه و تمنيت أن لم أكن سألته و قد سمعته بالأمس يقول : ( ان أعظم الناس في المسلمين جرما لمن سأل عن شيء لم يحرم عليهم فحرم من أجل مسألته ) فقلت أعوذ بالله من غضب الله و غضب رسوله فرفع رأسه فقال : ( كيف قلت ؟ ) قلت أي الجهاد أفضل ؟ قال : ( كلمة عدل عند امام جائر )

وقال البيهقي في الشعب  10838 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو الطيب محمد بن أحمد الحيري نا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب نا الحسين بن الوليد نا إبراهيم بن أدهم نا هشام بن حسان عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أفضل الإيمان الصبر و السماحة
فالصواب فيه الإرسال
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي