مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: الكلام على حديث : ( ما من أمتي من أحد يكون له ثلاث بنات أو أخوات يعولهن حتى يبن إلا كان معي في الجنة هكذا )

الكلام على حديث : ( ما من أمتي من أحد يكون له ثلاث بنات أو أخوات يعولهن حتى يبن إلا كان معي في الجنة هكذا )



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

                   
قال الطبراني في الأوسط 5590 : حدثنا محمد بن جعفر الرازي قال : نا الوليد بن شجاع قال : نا أبي ، عن زياد بن خيثمة ، عن ثابت البناني ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
 ما من أمتي من أحد يكون له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات يعولهن حتى يبن  إلا كان معي في الجنة هكذا . وجمع بين أصبعيه السبابة والوسطى .
 لم يرو هذا الحديث عن زياد بن خيثمة إلا شجاع بن الوليد .
      
أقول : اختلف فيه على زياد بن خيثمة في سنده ومتنه

قال الطبراني في الأوسط 5591 : حدثنا محمد بن جعفر الرازي قال : ثنا الوليد بن شجاع قال : نا أبي قال : نا زياد بن خيثمة ، عن عبد الله بن عيسى ، عن زيد بن علي ، عن عروة ، عن عائشة ، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
 ما من أمتي أحد يكون له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات ، فيحسن صحبتهن إلا كن له سترا من النار .
 لم يرو هذا الحديث عن زيد بن علي إلا عبد الله بن عيسى ، ولا رواه عن عبد الله بن عيسى إلا زياد بن خيثمة ، تفرد به : شجاع بن الوليد .

وقال البيهقي في الشعب  11023 : أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنا إسماعيل بن محمد الصفار نا أحمد بن عبد الله الحداد نا أبو همام نا أبي نا زياد بن خيثمة عن زيد بن علي عن عروة عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
 ليس أحد من أمتي يعول ثلاث بنات أو ثلاث إخوات فيحسن إليهن إلا كن له سترا من النار

فقال : ستراً من النار ولم يذكر القرب من النبي صلى الله عليه وسلم والمحفوظ عنه عن ثابت والله أعلم

قال البخاري في التاريخ الكبير
227 : مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الْبُرْجُمِيُّ سَمِعَ ثَابِتًا عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ كُنَّ  لَهُ ثَلاثُ بَنَاتٍ كَانَ مَعِي فِي الْجَنَّةِ، وَقَالَ لِي الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ خيثمة عن ثابت عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ.
 وقَالَ حماد بْن سلمة أَخْبَرَنَا ثابت عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهذا.

هنا خالفه حماد بن سلمة وقد رجح أبو حاتم رواية حماد بن سلمة

قال ابن أبي حاتم في العلل :" 1212- وسألتُ أبِي عن حدِيثٍ : ، رواهُ مُوسى بنُ خلفٍ ، وحمّادُ بنُ زيدٍ ، عن ثابِتٍ :
قال حمّادُ بنُ زيدٍ : وأحسبُهُ عن أنسٍ وقال : مُوسى ، عن أنسٍ ، عنِ النّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قال : من كان لهُ ابنتانِ ، أو ثلاثةٌ ، كُنتُ أنا ، وهُو كهاتينِ الحدِيث.
قال أبِي : رواهُ حمّادُ بنُ سلمة ، عن ثابِتٍ ، عن عائِشة ، عنِ النّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، وهُو أشبهُ بِالصّوابِ ، وحمّادُ بنُ سلمة أثبتُ النّاسِ فِي ثابِتٍ ، وعلِيِّ بنِ زيدٍ."

وثابت لم يسمع عائشة

وقال أحمد في مسنده 12498 : حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ أَوْ غَيْرِهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
 مَنْ عَالَ ابْنَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثَ بَنَاتٍ، أَوْ أُخْتَيْنِ أَوْ ثَلَاثَ أَخَوَاتٍ، حَتَّى يَبِنَّ  أَوْ يَمُوتَ عَنْهُنَّ، كُنْتُ أَنَا وَهُوَ كَهَاتَيْنِ " وَأَشَارَ بِأُصْبُعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى

وما أحسن المعلقون على المسند حين قالوا أن جهالة الصحابي لا تضر إذ أن الجواب عليه من وجهين

أولها : من أين لكم أن هذا المجهول صحابي فقد يكون تابعياً وثابت كثير الرواية عن التابعين إذ أنه من صغارهم

ثانيها : أنه لو كان صحابياً لضر ذلك الحديث لاحتمال أن يكون ثابت لم يسمع من ذاك الصحابي وقد تقدم أن حماد بن سلمة رواه عن ثابت عن عائشة وهو لم يسمعها

وهذه من حماد بن زيد مخالفة لزياد بن خيثمة في السند

وخالفهم جميعاً في المتن محمد بن زياد البرجمي.

قال أحمد في مسنده 12593 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الْبُرْجُمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ ثَابِتًا الْبُنَانِيَّ يُحَدِّثُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَانَ لَهُ ثَلَاثُ بَنَاتٍ، أَوْ ثَلَاثُ أَخَوَاتٍ، اتَّقَى اللهَ وَأَقَامَ عَلَيْهِنَّ، كَانَ مَعِي فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا " وَأَشَارَ بِأَصَابِعِهِ الْأَرْبَعِ
   
فكلهم لا يذكرون إلا الإشارة بأصبعين وهذا زاد ذكر الأربع


ومحمد بن زياد البُرْجُمي روى عنه يونس بن محمد وشيبان بن فروخ وعبدان الأهوازي، وذكره ابن حبان في "ثقاته" 7/399، وذكر ابن عدي في ترجمة إسماعيل بن عمرو البجلي من "الكامل" 1/316 عن عبدان أنه قال: سألتُ الفضلَ بن سهل الأعرج وابن إشكاب عن محمد بن زياد البرجمي هذا فقالا: هو من ثقات أصحابنا. قلنا: لكن جهَّله أبو حاتم 7/258، والذهبي في "الميزان" 3/554

والفضل وإشكاب ليسا من أئمة الجرح والتعديل المعروفين ومحمد هذا خالفه في السند والمتن من هو أوثق منه

والخلاصة أن الراجح في الخبر أنه مرسل كما رجح أبو حاتم ، ومال إليه البيهقي في الشعب ، 

وقد صح الحديث عن أنس وعائشة بدون ذكر الأخوات

قال مسلم في صحيحه 6788- [149-2631] حَدَّثَنِي عَمْرٌو النَّاقِدُ ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ عَالَ جَارِيَتَيْنِ حَتَّى تَبْلُغَا ، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَا وَهُوَ وَضَمَّ أَصَابِعَهُ.

واستدركه الحاكم في مستدركه فلم يحسن ، إذ أنه في صحيح مسلم

وصح أيضاً من حديث عائشة بدون ذكر الأخوات

قال مسلم في صحيحه 6786- [147-2629] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُهْزَاذَ ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ (ح) وحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بِهْرَامَ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ، وَاللَّفْظُ لَهُمَا ، قَالاَ : أَخْبَرَنَا أَبُو الْيَمَانِ ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ، أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ ، أَخْبَرَهُ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَتْ : جَاءَتْنِي امْرَأَةٌ ، وَمَعَهَا ابْنَتَانِ لَهَا ، فَسَأَلَتْنِي فَلَمْ تَجِدْ عِنْدِي شَيْئًا غَيْرَ تَمْرَةٍ وَاحِدَةٍ ، فَأَعْطَيْتُهَا إِيَّاهَا ، فَأَخَذَتْهَا فَقَسَمَتْهَا بَيْنَ ابْنَتَيْهَا ، وَلَمْ تَأْكُلْ مِنْهَا شَيْئًا ، ثُمَّ قَامَتْ فَخَرَجَتْ وَابْنَتَاهَا ، فَدَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَدَّثْتُهُ حَدِيثَهَا ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنِ ابْتُلِيَ مِنَ الْبَنَاتِ بِشَيْءٍ ، فَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنَ النَّارِ.


وقال الترمذي في جامعه 1912 : حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يَكُونُ لِأَحَدِكُمْ ثَلَاثُ بَنَاتٍ أَوْ ثَلَاثُ أَخَوَاتٍ فَيُحْسِنُ إِلَيْهِنَّ إِلَّا دَخَلَ الجَنَّةَ»

وهذا ليس فيه إلا دخول الجنة وليس فيه ذكر القرب من النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة ، وقد خولف الدراوردي في سند الحديث فزاد غيره في السند رجلاً  ، وسعيد بن عبد الرحمن هو ابن مكمل  هذا مجهول روى عنه ثقتان ولم يوثقه معتبر

 

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي