مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: الكلام على حديث : ( رأيت جعفر بن أبي طالب ملكا يطير في الجنة ذا جناحين ...)

الكلام على حديث : ( رأيت جعفر بن أبي طالب ملكا يطير في الجنة ذا جناحين ...)



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

                   
وقال الطبراني في الكبير  1467 : حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا جبارة بن المغلس ثنا أبو شيبة عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس رضي الله عنهما , قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( رأيت جعفر بن أبي طالب ملكا يطير في الجنة ذا جناحين يطير بهما حيث يشاء مقصوصة قوادمه بالدماء )
      
جبارة متروك له ترجمة حافلة في الميزان وزيادة ( ملكاً ) لا تصح  بل الظاهر أن الحديث كله بهذا اللفظ لا يثبت والله أعلم

وقال ابن سعد 4793: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم :
 رَأَيْتُ جَعْفَرًا مَلَكًا يَطِيرُ فِي الْجَنَّةِ تَدْمَى قَادِمَتَاهُ ، وَرَأَيْتُ زَيْدًا دُونَ ذَلِكَ ، فَقُلْتُ : مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّ زَيْدًا دُونَ جَعْفَرٍ ، فَأَتَاهُ جَبْرَائِيلُ .
 فَقَالَ : إِنَّ زَيْدًا لَيْسَ بِدُونِ جَعْفَرٍ ، وَلَكِنَّا فَضَّلْنَا جَعْفَرًا لِقَرَابَتِهِ مِنْكَ.
الواقدي كذاب

وقال الحاكم 4935 : حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ثنا محمد بن غالب ثنا علي بن عبد الله بن جعفر المديني حدثني أبي ثنا العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
 رأيت جعفر بن أبي طالب ملكا يطير مع الملائكة بجناحين

عبد الله بن جعفر متروك وقد حدث عنه ابنه حياءً وإليك تفصيل حاله

و قال عباس الدورى ، عن يحيى بن معين : ليس بشىء .
و قال أبو حاتم : سئل يزيد بن هارون عنه ، فقال : " لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم " .
و قال عمرو بن على : ضعيف الحديث ، سمعت أبا داود الطيالسى يقول : قدم علينا
و قال أبو حاتم : منكر الحديث جدا ، يحدث عن الثقات بالمناكير ، يكتب حديثه ، و لا يحتج به ، و كان على لا يحدثنا عن أبيه ، و كان قوم يقولون : على يعق أباه ، لا يحدث عنه ، فلما كان بأخرة ، حدث عنه .
و قال النسائى : متروك الحديث .
و قال فى موضع آخر : ليس بثقة .
و قال ابن حبان : كان ممن يهم فى الأخبار حتى يأتى بها مقلوبة ، و يخطىء فى الآثار كأنها معمولة ، و قد سئل على عن أبيه فقال : سلوا غيرى فأعادوا فأطرق ثم رفع رأسه فقال : هو الدين .
قال ابن حبان : و قد كتبنا نسخته و أكثرها لا أصول لها يطول ذكرها . اهـ .

أقول : فابن معين وأبو حاتم والنسائي وابن حبان يضعفونه جداً ، وابن المديني ما حدث عنه حتى رموه بالعقوق ، فدل على أنه ليس مما يحتمل حديثه ، وإلا كان حدث عنه من أول الأمر

وقال ابن أبي شيبة في المصنف 19711: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، عَنْ قُطْبَةَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ ، قَالَ :
 أُرِيهِمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي النَّوْمِ , فَرَأَى جَعْفَرًا مَلَكًا ذَا جَنَاحَيْنِ , مُضَرَّجًا بِالدِّمَاءِ , وَزَيْدًا مُقَابِلُهُ عَلَى السَّرِيرِ ، وَابْنَ رَوَاحَةَ جَالِسٌ مَعَهُمْ , كَأَنَّهُمَا مُعْرِضَانِ عَنْهُ.

وهذا مرسل وسالم ليس من كبار التابعين ، وقد خص جمع من أهل العلم المراسيل الصالحة للاعتبار بمراسيل كبار التابعين

قال ابن كثير في الباعث الحثيث :" والذي عول عليه كلامه - يعني الشافعي - في الرسالة " أن مراسيل كبار التابعين حجة، إن جاءت من وجه آخر ولو مرسلة، أو اعتضدت بقول صحابي أو أكثر العلماء، أو كان المرسل لو سمى لا يسمي إلا ثقة، فحينئذ يكون مرسله حجة، ولا ينتهض إلى رتبة المتصل "

فخص مراسيل كبار التابعين بقابلية الإعتضاد

وقال العراقي في التقييد والإيضاح (1/39) :" "قوله" حكاية عن نص الشافعي رضى الله عنه في مراسل التابعين أنه يقبل منها المرسل الذي جاء نحوه مسندا وكذلك لو وافقه مرسل آخر أرسله من أخذ العلم عن غير رجال التابعى إلاول في كلام له ذكر فيه وجوها من إلاستدلال على صحة مخرج المرسل بمجيئه من وجه آخر انتهى كلامه وفيه نظر من حيث أن الشافعي رضى الله عنه إنما يقبل من المراسيل التي اعتضدت بما ذكر مراسيل كبار التابعين بشروط أخرى في من أرسل كما نص عليه في الرسالة"

وقال ابن حجر في النكت على ابن الصلاح (2/ 543) :" وهذا الذي عليه جمهور المحدثين، ولم أر تقييده بالكبير صريحا عن أحد، لكن نقله ابن عبد البر عن قوم ، بخلاف ما يوهمه كلام المصنف. نعم قيد الشافعي المرسل الذي يقبل - إذا اعتضد - بأن يكون من رواية التابعي الكبير.
ولا يلزم من ذلك، أنه لا يسمى ما رواه التابعي الصغير مرسلا.
والشافعي مصرح بتسمية رواية من دون كبار التابعين مرسلة وذلك في قوله: "ومن نظر في العلم بخبرة وقلة غفلة استوحش من مرسل كل من دون كبار التابعين بدلائل ظاهرة"

وسالم كثير الإرسال عن الصحابة

وقال ابن حبان في صحيحه 7047 - أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بِبُسْتَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْمَرْوَزِيُّ زَاجٌ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ نَصْرِ بْنِ حَاجِبٍ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  «أُرِيتُ جَعْفَرًا مَلَكًا يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ فِي الْجَنَّةِ»

يحيى بن نصر بن حاجب قال عنه أبو زرعة :" ليس بشيء " ، وقال أبو حاتم :" تكلم الناس فيه "

وقال ابن عدي في الكامل (1/ 391) : حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ يَحْيى بْنِ نَصْرٍ، حَدَّثَنا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي الأَسْوَدِ، قَال: حَدَّثَنا عَمْرو بْنُ مُحَمد الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنا أَبُو شَيْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُقْسِمٍ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رَأَيْتُ جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فِي الْجَنَّةِ مَلَكًا، أَوْ مَلَكًا لَهُ جَنَاحَانِ يَطِيرُ فِي الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَ، مضرج القوائم بالدم.

أبو شيبة العبسي متروك كما قال النسائي والدولابي وقال أبو حاتم :" تركوا حديثه "

وقال أيضاً في الكامل (7/ 87) : 1535- عصمة بن مُحَمد بن فضالة بن عُبَيد الأنصاري مدني.
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمد بْنِ عُفَيْرٍ الأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنا شُعَيب بْنُ سَلَمَةَ الأَنْصَارِيُّ المدني، حَدَّثَنا عصمة بن مُحَمد الأنصاري، حَدَّثَنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ عَنْ كُرَيْبٍ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَال: قَال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُوا التَّمْرَ عَلَى الرِّيقِ فَإِنَّهُ يَقْتِلُ الدُّودَ.
- وَبِإِسْنَادِهِ؛ قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلاةُ مِيزَانٌ مَنْ أَوْفَى اسْتَوْفَى.
وَعَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَيْتُ جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ مَعَ الْمَلائِكَةِ ذَا جِنَاحَيْنِ يَطِيرُ حَيْثُ يَشَاءُ.

عصمة متروك نص عليه الدارقطني

وقال الطبراني في معجمه  1466 - حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا الحسن بن علي الحلواني ثنا عبيد الله بن عبد المجيد ثنا زمعة بن صالح عن سلمة بن وهرام عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما Y قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( دخلت الجنة البارحة فنظرت فيها وإذا جعفر يطير مع الملائكة )

زمعة بن صالح ضعيف وقد ذكر ابن عدي هذا الحديث في مناكيره

وقال الطبراني في الكبير 14773 : حدثنا زكريا بن يحيى الساجيُّ، قال: ثنا عبد الله بن هارونَ بن موسى الأوديُّ، قال: حدثنا قدامةُ بن محمدٍ الأشجعيُّ، عن مخرمةَ بن بُكيرٍ، عن أبيه، عن عليّ بن عبد الله بن جعفرٍ، عن أبيه، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:
هَنِيئًا لَكَ يَا عَبْدَ اللهِ! أَبُوكَ يَطِيرُ مَعَ المَلاَئِكَةِ فِي السَّمَاءِ  .

عبد الله بن هارون بن موسى الفروي وقد تحرف في المطبوع فقال الأودي قال عنه الدارقطني في غرائب مالك :" متروك "

وقال الطبراني في الكبير [ 1466 ] حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا الحسن بن علي الحلواني ثنا عبيد الله بن عبد المجيد ثنا زمعة بن صالح عن سلمة بن وهرام عن عكرمة عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دخلت الجنة البارحة فنظرت فيها وإذا جعفر يطير مع الملائكة

زمعة ضعيف في روايته عن سلمة مناكير

وقال أبو نعيم في معرفة الصحابة 1341 - حدثنا أبي ، ثنا محمد بن محمد بن غرزة الأهوازي ، ثنا أحمد بن المقدام ، ثنا عبد الله بن جعفر ، ح وحدثنا محمد بن علي بن مسلم العقيلي ، ثنا محمد بن الحسن بن عبد الله ، حدثنا سليمان الشاذكوني ، ثنا عوبد بن أبي عمران ؛ قالا : عن العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
 رأيت جعفر بن أبي طالب يطير في الجنة له جناحان .
 ورواه الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال فيه : مضرج قوائمه بالدماء .

الشاذكوني كذاب .
وقد صح عن الصحابة كان الصحابة كانوا يسمونه ذا الجناحين ولاشك أن ذلك مأخوذ عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال البخاري في صحيحه : 3709 : حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ الشَّعْبِيِّ :
أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا كَانَ إِذَا سَلَّمَ عَلَى ابْنِ جَعْفَرٍ قَالَ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ ذِي الْجَنَاحَيْنِ

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي