مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: الكلام على حديث : ( خير الخيل الأدهم الأقرح الأرثم ثم الأقرح المحجل طلق اليمين )

الكلام على حديث : ( خير الخيل الأدهم الأقرح الأرثم ثم الأقرح المحجل طلق اليمين )



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

                   
قال الترمذي في جامعه [ 1696 ] حدثنا أحمد بن محمد أخبرنا عبد الله بن المبارك أخبرنا بن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن علي بن رباح عن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
 خير الخيل الأدهم الأقرح الأرثم ثم الأقرح المحجل طلق اليمين فإن لم يكن أدهم فكميت على هذه الشية.
علي بن رباح شامي ثم صار مصرياً ، وأبو قتادة مات بالمدينة أو الكوفة ، فهذه مظنة انقطاع والصواب في الخبر الإرسال
      
فقد خولف ابن لهيعة في سنده
قال ابن أبي شيبة في المصنف 33239: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُلَيٍّ ، قَالَ سَمِعْت أَبِي يُحَدِّثُ أَنَّ رَجُلاً أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ : إنِّي أُرِيدُ أَنْ أُقَيِّدَ فَرَسًا ، أَوْ أَبْتَاعَ فَرَسًا ، قَالَ : فَقَالَ : فَعَلَيْك بِهِ أَقْرَحَ أَرْثَمَ كُمَيْتًا ، أَوْ أَدْهَمَ مُحَجَّلاً طَلْقَ الْيُمْنَى.

وهذا أصح فإن ابن لهيعة حتى قبل الاختلاط على قول من يقسم روايته قبل الاختلاط وبعد الاختلاط له مناكير جاءت من تدليسه

وَقَال ابن حبان في [المجروحين]:" كان شيخا صالحا ولكنه كان يدلس عن الضعفاء قبل احتراق كتبه. وَقَال أيضا: قد سبرت أخبار ابن لَهِيعَة من رواية المتقدمين والمتأخرين عنه فرأيت التخليط في رواية المتأخرين عنه موجودا وما لا أصل له من رواية المتقدمين كثيرا "

وقد كانوا  يعلون الأخبار بتدليس ابن لهيعة

قال الهيثمي في مجمع الزوائد (4/446) وهو يتكلم على بعض الأحاديث :" رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وهو مدلس وفيه ضعف"

وقال ابن كثير في تفسيره (5/404) :" رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ، مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ لَهِيعَةَ، بِهِ . وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: "لَيْسَ بِقَوِيٍّ " وَفِي هَذَا نَظَرٌ؛ فَإِنَّ ابْنَ لَهِيعة قَدْ صَرح فِيهِ بِالسَّمَاعِ، وَأَكْثَرُ مَا نَقَموا عَلَيْهِ تدليسه "

وذكره ابن حجر في المرتبة الخامسة من مراتب المدلسين
وقال في نتائج الأفكار (4/ 458) :" ومتابعة ابن لهيعة له فيها نظر، لأنه مدلس وقد عنعنه"

وقد قال الترمذي في جامعه 2789: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ : سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَيُّوبَ ، يُحَدِّثُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ، عَنْ عُلَيِّ بْنِ رَبَاحٍ ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الأَنْصَارِيِّ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ قَالَ : خَيْرُ الْخَيْلِ الأَدْهَمُ ، الأَقْرَحُ ، الْمُحَجَّلُ ، الأَرْثَمُ طَلْقُ الْيَدِ الْيُمْنَى ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ أَدْهَمَ فَكُمَيْتٌ عَلَى هَذِهِ الشِّيَةِ.

يحيى بن أيوب صدوق له أوهام ، وقد يكون ابن لهيعة حمل هذا الخبر عنه ثم دلسه

وقد رجح أبو زرعة الإرسال في هذا الخبر

قال ابن أبي حاتم في العلل :" 911- وسألتُ أبِي عَن حدِيثٍ ؛ رواهُ بكرُ بن يُونُس بن بُكيرٍ ، عن مُوسى بن عُلَيٍّ ، عن أبِيهِ ، عن أبِي قتادة الأنصارِيِّ ، أنَّ رسُول اللهِ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ ، قال : خيرُ الخيلِ الأدهمُ الأقرحُ الأرثمُ المُحجّلُ ثلاِثا طلِقُ اليمِينِ ، فإِن لم يكُن أدهم ، فكُميتٌ على هذِهِ الشِّيةِ.
قال أبِي : إِنّما يُروى هذا الحدِيثُ عن مُوسى بن عُلَيٍّ ، عن أبِيهِ ، عنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ ... مُرسلاًً ، وبكرُ بن يُونُس ضعِيفُ الحدِيثِ"

والخلاصة أن علي بن رباح لا يعرف له سماع من أبي قتادة والأقطار متباعدة ، والذي رجحه أبو زرعة إرسال الخبر
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي