الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
قال أحمد في مسنده 882 : حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا
شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ حَنَشٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْيَمَنِ قَالَ: فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ
تَبْعَثُنِي إِلَى قَوْمٍ أَسَنَّ مِنِّي، وَأَنَا حَدَثٌ لَا أُبْصِرُ الْقَضَاءَ؟
قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى صَدْرِي وَقَالَ:
اللَّهُمَّ ثَبِّتْ لِسَانَهُ، وَاهْدِ قَلْبَهُ، يَا عَلِيُّ، إِذَا
جَلَسَ إِلَيْكَ الْخَصْمَانِ فَلا تَقْضِ بَيْنَهُمَا حَتَّى تَسْمَعَ مِنَ الْآخَرِ
كَمَا سَمِعْتَ مِنَ الْأَوَّلِ، فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ تَبَيَّنَ لَكَ الْقَضَاءُ.
قَالَ: فَمَا اخْتَلَفَ عَلَيَّ
قَضَاءٌ بَعْدُ، أَوْ مَا أَشْكَلَ عَلَيَّ قَضَاءٌ بَعْدُ
حنش بن المعتمر لا يحتج به إذا انفرد الجمهور على تضعيفه
1- أبو حاتم
و قال عبد الرحمن بن أبى حاتم : سمعت أبى يقول : حنش بن المعتمر هو
عندى صالح . قلت : يحتجون بحديثه ؟ قال : ليس أراهم يحتجون بحديثه .
2- البخاري حيث قال (يتكلمون فى حديثه )
3- قال النسائي حيث قال : (ليس بالقوى )
4- وضعفه ابن حبان
و ذكره العقيلى و الساجى و ابن الجارود و أبو العرب الصقلى فى
" الضعفاء " ، وضعفه أبو أحمد الحاكم
ومن وثقه
1- أبو داود
2- العجلي
ومن كان في مثل هذه الحال لم يضعفه الأئمة إلا لما استنكروا بعض حديثه
، فلا يصح أن نقول في جميع أحاديثه ( فيه كلام لا ينزل به عن رتبة الحسن ) ، ثم نمشي
جميع أحاديثه
فيصير ثقة لأن جميع أحاديثه محفوظة ، ولا يكون لكلام من ضعفه معنى
وقد استنكر ابن عدي والذهبي هذا الحديث على حنش بعينه
وابن حجر مع أنه قال التقريب ( صدوق له أوهام ) فقد رجح ضعفه في التلخيص
الحبير (5/ 57) حيث قال :" أَحْمَدُ وَالْبَزَّارُ وَالْبَيْهَقِيُّ مِنْ حَدِيثِ
حَنَشِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ ، عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ الْبَزَّارُ ، لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى
إلَّا عَنْ عَلِيٍّ ، وَلَا نَعْلَمُ لَهُ إلَّا هَذَا الطَّرِيقَ ، وَحَنَشٌ ضَعِيفٌ
"
وهذا الصواب خصوصاً إذا حديثه مما استنكره عليه الأئمة ، فيكون هذا
الخبر ضعيفاً
وقال ابن أبي شيبة في المصنف 29708: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ،
عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ ، عَنْ عَلِيٍّ
قَالَ : بَعَثَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى أَهْلِ الْيَمَنِ لأَقْضِيَ
بَيْنَهُمْ ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ : إِنَّه لاَ عِلْمَ لِي بِالْقَضَاءِ ، فَضَرَبَ
بِيَدِهِ عَلَى صَدْرِي ، وَقَالَ : اللَّهُمَّ اهْدِ قَلْبَهُ وَسَدِّدْ لِسَانَهُ
، قَالَ : فَمَا شَكَكْت فِي قَضَاءٍ بَيْنَ اثْنَيْنِ حَتَّى جَلَسْت مَجْلِسِي هَذَا.
وابو البختري لم يسمع من علي وقد يكون سمع حنشاً
قال البزار :" وَهَذَا الْحَدِيثُ رَوَاهُ شُعْبَةُ ، عَنْ عَمْرِو
بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ عَلِيًّا
، يَقُولُ : وَأَبُو الْبَخْتَرِيِّ ، فَلا يَصِحُّ سَمَاعُهُ مِنْ عَلِيٍّ ، وَلَكِنْ
ذَكَرْنَا مِنْ حَدِيثِهِ لِنُبَيِّنَ أَنَّهُ قَدْ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ ، وَأَنَّهُ
لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عَلِيٍّ"
ثم إنه لا شاهد في هذا لقوله ( إِذَا جَلَسَ إِلَيْكَ الْخَصْمَانِ
فَلا تَقْضِ بَيْنَهُمَا حَتَّى تَسْمَعَ مِنَ الْآخَرِ كَمَا سَمِعْتَ مِنَ الْأَوَّلِ،
فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ تَبَيَّنَ لَكَ الْقَضَاءُ)
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم