الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
فمن المسائل الحيوية التي يحتاجها كبار السن اليوم مسألة الصلاة على الوسادة
لمن لا يستطيع السجود على الأرض
ولا يصح خبر مرفوع في المسألة وإنما ثبت النهي عن جابر وابن عمر
قال ابن أبي حاتم في العلل :" 307 : وسُئِلَ أَبِي عن حديثٍ رواه
أبوبكرٍ الحَنَفيُّ ،
عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي الزُّبَير ، عَن جَابِر: أنَّ النبيَّ
(ص) دخَلَ عَلَى مَريضٍ وَهُوَ يصلِّي على وِسادَة ... ؟
قَالَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ جَابِرٍ - قولَهُ - إنه دخَلَ
عَلَى مَريضٍ ... .
فَقِيلَ لَهُ: فإنَّ أبا أسامةَ قد روى عَنِ الثَّوْري هَذَا الحديثَ مرفوعًا؟
فَقَالَ: ليسَ بشيءٍ، هُوَ موقوفٌ"
قال عبد الرزاق في المصنف 4141 : عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ
سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: «إِذَا كَانَ الْمَرِيضُ لَا يَسْتَطِيعُ رُكُوعًا
وَلَا سُجُودًا أَوْمَأَ بِرَأْسِهِ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ وَهُوَ يُكَبِّرُ»
وهذا روي مرفوعاً وهو خطأ
وقد صح عن أنس وأم سلمة أنهما صليا على وسادة
قال ابن أبي شيبة في المصنف 2817: حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ يُونُسَ
، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : حدَّثَتْنِي أُمُّ الْحَسَنِ ؛ أَنَّهَا رَأَتْ أُمَّ سَلَمَةَ
رَمِدَتْ عَيْنُهَا ، فَثَنَيْتُ لَهَا وِسَادَةً مِنْ أُدُمٍ ، فَجَعَلَتْ تَسْجُدُ
عَلَيْهَا.
2818: حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنِ الْحَسَنِ ،
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، مِثْلَهُ.
2819: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنِ الْحَسَنِ
، عَنْ أُمِّهِ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، مِثْلَهُ ، إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : اشْتَكَتْ
عَيْنَهَا.
2820: حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنِ ابْنِ
سِيرِينَ ، عَنْ أَنَسٍ ؛ أَنَّهُ سَجَدَ عَلَى مِرْفَقَةٍ.
وهذه أسانيد قوية والمختار والله أعلم أن الصلاة على الأرض بالإيماء أفضل
مع التسهيل لمن صلى على وسادة لثبوت هذا الأمر عن أنس وأم سلمة فمن فعل ذلك لا أنكر
عليه.
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
