مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: ذم الغلاة في الإعجاز البياني في القرآن الكريم

ذم الغلاة في الإعجاز البياني في القرآن الكريم



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :


قال شيخ الإسلام في أجوبة الاعتراضات المصرية على الفتوى الحموية ص28 :
" ولهذا ذمَّ العلماء، الراسخون والمؤمنون الصادقون من اقتصر في إعجاز القرآن على ما فيه من الإعجاز من جهة لفظه أو تأليفه أو أسلوبه.
 وقالوا: هذا وإن كان معجزًا فنسبته إلى ما في معانيه من الإعجاز نسبة الجسد إلى الروح، ومحاسن الخَلْق إلى محاسنِ الخُلُق، وهو يُشبِهُ مَن عظَّم النبي صلى الله عليه وسلم بمحاسنِ خَلْقِه وبدنِه، ولم يعلم ما شرَّف الله به قلبَه الذي هو أشرفُ القلوب ونفسَه التي هي أزكى النفوس، من الأمور التي تَعجزُ القلوبُ والألسنةُ عن كمال معرفتها وصفتها.
 كما قال ابن مسعود: «إنّ الله نظَر في قلوبِ العباد، فوجدَ قلبَ محمدٍ خيرَ القلوب، فاصطفاه لرسالته، ثم نظر في قلوب أصحابِه بعد قلبِه، فوجدَ قلوبهم خيرَ القلوب، فاختارهم لصحبة نبيِّه وإقامةِ دينِه»"

أقول : لهذا لم يكن شغل السلف الشاغل ( لماذا جاءت هذه قبل هذه ؟)

و( لماذا قال كذا ولم يقل كذا ) وتناسب الآيات والسور وإنما كان همهم معرفة مراد الله عز وجل منهم ، ومن ثم تطبيق ذلك في أنفسهم فانتفعوا بالقرآن تمام الانتفاع وصلحت به قلوبهم وأعمالهم

فكان لهم حظ من قوله تعالى : ( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ)

ومعنى التلاوة عند السلف الاتباع والعمل به

وأما الذي غلوا في تلك الأحوال التي أشرنا إليها فقد شغلوا عما هو أنفع ، ولا تجد أكثرهم بعد ذلك على استقامة وسنة
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي