الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
فإن «ثروت الخرباوي» إخواني منشق وقد صنف عدة كتب في ذمهم ، وفي كتبه الكثير
من خفايا وأسرار هذه الفرقة الحزبية، مما حدا الكثير من السلفيين إلى النقل عن كتبه
ثم انتقل الأمر إلى تسويق لهذه
الكتابات، والحق أنه لا يجوز تسويق هذه الكتابات بين العامة الذين لا يميزون بين الغث
والسمين
فإن هذا الرجل مرجيء إلى حد الثمالة،
فإنه يرى من تطرف القطبيين أنهم يحرمون ابتداء الكفار بالسلام
ويرى جواز الترحم على النصارى
وأنه لا يوجد دليل المنع مخالفاً بذلك لإجماع الأمة (انظر سر المعبد ص309) ويدافع عن
ترحم القرضاوي على بابا الفاتيكان.
وينتقد على «مصطفى مشهور» وصفه للديمقراطية بالكفر أو الشرك
ويرى أن تحريم محبة النصراني تطرف
معرضاً عن حديث ((المرء مع من أحب)) وقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا
لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ
وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ
الظَّالِمِينَ﴾، فهذا الرجل مميع تائه وما ينبغي أن التسويق له بحيث يظن الناس به خيراً
، بل هو ممن يرد الباطل بالباطل.
وقال ابن الجوزي في مناقب الإمام أحمد ص210: أخبرنا عبد الملك : قال أخبرنا
عبد الله بن محمد ، قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ، قال أخبرنا جدي ، قال أخبرنا يعقوب
بن إسحاق ، قال حدثني محمد بن إبراهيم بن الوليد الأصبهاني ، قال سمعت أبا عمران موسى
بن عبد الله الطرسوسي ، قال سمعت أحمد ابن حنبل يقول : لا تجالسوا أهل الكلام وإن ذبوا
عن السنة.
وكذلك يبتعد عن المرجيء وإن رد على الإخوان وإنما يقرأ ما يكتب المتمكنون
قال مروان بن محمد الطاطري الذي
يقول:
ثلاثة لا يؤتمنون على الدين: الصوفي، والمبتدع يرد على المبتدعة، والقصاص
ذكر هذا القاضي عياض في [ ترتيب
المدارك] في ترجمة مروان بن محمد الطاطري
-رحمه الله– (مستفاد من الشيخ مقبل -رحمه الله-)
قال ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة (2/18): "قرأت عَلَى علي القرشي
عن الحسن الأهوازي قَالَ: سمعت أبا عبد اللَّه الحمراني يقول: لما دخل الأشعري إلى
بغداد جاء إلى البربهاري فجعل يقول: رددت عل الجبائي وعلى أَبِي هاشم ونقضت عليهم وعلى
اليهود والنصارى والمجوس وقلت لهم وقالوا وأكثر الكلام فِي ذَلِكَ فلما سكت قَالَ البربهاري:
ما أدري مما قُلْتُ قليلا ولا كثيرا ولا نعرف إلا ما قاله أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أحمد
بن حنبل قَالَ: فخرج من عنده وصنف كتاب "الإبانة" فلم يقبله مِنْهُ ولم يظهر
ببغداد إلى أن خرج منها".
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في درء التعارض (1/65): "وقد اتفق سلف
الأمة وأئمتها على إنكار ذلك وذم من يطلقه وإن قصد به الرد على القدرية الذين لا يقرون
بأن الله خالق أفعال العباد ولا بأنه شاء الكائنات وقالوا هذا رد بدعة ببدعة وقابل
الفاسد بالفاسد والباطل بالباطل".
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم