الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
قال ابن عثيمين في شرح الأربعين النووية ص67 :
" وفي هذا المقام ، يُنكر على من يقولون : ( اللهم إني لا أسألك رد
القضاء ولكني أسألك اللطف فيه )
من أين هذا [ الدعاء ] المبتدع
؟ دعاء بدعي باطل
إذا قلت : ( لا أسألك رد القضاء
ولكن أسألك اللطف فيه ) معناه مستغني يعني افعل ما شئت لكن خفف وهذا غلط ،
الإنسان يسأل الله عز وجل رفع البلاء نهائياً : اللهم عافني اللهم ارزقني
، وما أشبه ذلك ،
نقول : لا تقل هكذا ،
إذا كان النبي عليه الصلاة والسلام يقول : ( لا يقل أحدكم : اللهم اغفر
لي إن شئت ) ،
فقولك ( لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه ) أشد ،
واعلم أن الدعاء قد يرد القضاء ، كما في الحديث : ( لا يرد القدر إلا الدعاء
) ،كم من إنسان افتقر غاية الافتقار حتى كاد يهلك فإذا دعا أجاب الله دعاه ،كم من إنسان
في أيسٍ من الحياة فيدعو فيستجيب الله دعاه ،
{ أيوب إذ نادى ربه ..... وأنت أرحم الراحمين } ذكر حاله يريد أن الله
يكشف الضر قال : { فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر } ،
الكتابة التي ذكرنا متى كانت ؟ كانت قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف
سنة كتب الله مقادير كل شيء ،بقي الثالث : المشيئة ، كل شيء وقع فهو بمشيئة الله كل
شيء"
وقال أيضاً في شرح العقيدة السفارينية ص366 :" ولهذا نرى
من الجهل أن يقول بعض الناس في دعائه: ((اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكني أسألك
اللطف فيه) ، وكأنه يقول: ابتلني بما شئت فإنه لا يهم، بل المهم اللطف بي - فسبحان
الله - إن هذا الدعاء لا يصح نقلاً عن السلف، وإن صح عن بعضهم فلا يمكن أن يصح عن الصحابة
رضي الله عنهم، الذين أقوالهم مأثورة ومشهورة.
ولكن قل: (اللهم إني أسألك اللطف في قضائك) . وهذا صحيح، أما قول: ((لا
أسألك رد القضاء) ، فإن الله عز وجل لا يقضي شيئاً - سواء لطف بك أو شدد عليك - إلا
وقد قضاه، لذلك ينبغي أن ننبه من يقول هذا الدعاء، إلى أنه لا فائدة منه"
وقال أيضاً في شرح العقيدة السفارينية ص492 :" وكما في قول بعضهم:
اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه، فهذا منكر، والصواب أن نعزم السؤال،
فإن الله لا مكره له"
وجاء في لقاء الباب المفتوح (5/36) :" السؤال
أحسن الله إليك: كثيراً ما نسمع في الدعاء: (اللهم لا نسألك رد القضاء،
ولكن نسألك اللطف فيه) ما صحة هذا؟
الجواب
هذا الدعاء الذي سمعته: (اللهم إنا لا نسألك رد القضاء، وإنما أسألك اللطف
فيه) دعاء محرم لا يجوز؛ وذلك لأن الدعاء يرد القضاء كما جاء في الحديث: (لا يرد القدر
إلا الدعاء) ، وأيضاً: كأن هذا السائل يتحدى الله يقول: اقض ما شئت ولكن اللطف، والدعاء
ينبغي للإنسان أن يجزم به وأن يقول: اللهم إني أسألك أن ترحمني، اللهم إني أعوذ بك
أن تعذبني، وما أشبه ذلك، أما أن يقول: لا أسألك رد القضاء، فما الفائدة من الدعاء
إذا كنت لا تسأله رد القضاء، والدعاء يرد القضاء، فقد يقضي الله القضاء ويجعل له سبباً
يمنع ومنه الدعاء.
فالمهم أن هذا الدعاء لا يجوز، ويجب على الإنسان أن يتجنبه، وأن ينصح من
سمعه بأن لا يدعو بهذا الدعاء"
وقد استخدم هذا الدعاء المنتقد سيد بن حسين العفاني في كتابه أعلام وأقزام
(2/394)
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم