مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: الرد على الزنديق الرافضي علي الكوراني في افترائه على أم المؤمنين

الرد على الزنديق الرافضي علي الكوراني في افترائه على أم المؤمنين



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

                   
فقد رأيت كلاماً للرافضي الخبيث علي الكوراني نشره في موقعه وعلى عادته في الكذب كذب على أم المؤمنين وعلى اللجنة الدائمة !

قال علي الكوراني :" روت السلطة عن عائشة كثيراً من كلامها عن زواجها، فقالت إن النبي(ص) عقد زواجه عليها وعمرها ست سنين وتزوجها وعمرها تسع سنين .

واتهمت عائشة النبي(ص) بأنه كان يستمتع بها وهي بنت ست سنين !


وقد صدقتها اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء لهيئة كبار العلماء الوهابية، فأفتت بنسبة هذه التهمة الى النبي(ص) وحاشاه!
وقالت في الفتوى رقم: 1809، تاريخ:3/5/1421: «أما من جهة مفاخذة رسول الله (ص) لخطيبته عائشة، فقد كانت في سن السادسة من عمرها ولا يستطيع أن يجامعها لصغر سنها، لذلك كان (ص) يضع إربه بين فخذيها ويدلكه دلكاً خفيفاً ،.كما أن رسول الله يملك إربه على عكس المؤمنين »!

وزعمت عائشة كما في صحيح بخاري(3/58) أن استمتاع النبي(ص) بها وهي بنت ست سنين كان في بيتهم في مكة ! قالت: «لم أعقل أبوي إلا وهما يدينان الدين، ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله » !
وهذا مردود عليها لأنها قالت إن النبي(ص) عقد عليها في المدينة ! ولأن حياة النبي(ص) في مكة كانت في خطر بعد وفاة خديجة وأبي طالب(عليهما السلام) ، ولم يرووا في السيرة أنه ذهب الى بيت أبي بكر إلا ما زعموه في الهجرة، ولا يصح أيضاً !

أما في المدينة فكان بيت أبي بكر في السنح خارج المدينة، ولم يسجل التاريخ ذهاب النبي(ص) اليه إلا مازعمته عائشة عند عقدها عليه، ولا يصح أيضاً .

بل هو مردود لأن عمرها عند الهجرة كان سبع عشرة سنة أو نحوها، فهي أصغر من أختها أسماء بعشر سنين:«عن ابن أبي الزناد أن أسماء بنت أبي بكر كانت أكبر من عائشة بعشر سنين».(سنن البيهقي:6/204، وسير الذهبي:3/380، وتاريخ دمشق:69/10، وسبل السلام:1/39) وفي تهذيب الأسماء:2/597: «ولدت أسماء قبل هجرة رسول الله (ص) بسبع وعشرين سنة » .

وفي تاريخ دمشق:69/9: « كانت أسماء بنت أبي بكر أكبر من عائشة بعشر سنين ولدت قبل التاريخ بسبع وعشرين سنة وقبل مبعث النبي(ص) بعشر سنين..توفيت أسماء سنة ثلاث وسبعين بمكة بعد قتل ابنها عبد الله بن الزبير بأيام ولها مائة سنة وقد ذهب بصرها » وسنن البيهقي:6/204، وسبل السلام/39، وتاريخ دمشق:69/8، ومصادر كثيرة غيرها !
فيكون عمر عائشة سبع عشرة سنة ! لكن رواة السلطة يتناقضون، وينسون !"

أقول : ألا لعنة على الكاذبين ، فدعوى هذا الخبيث أن عائشة ادعت أن النبي صلى الله عليه وسلم استمتع بها وهي بنت ست سنين كذب ولم يقم على دعواه أي بينة سوى ما ذكرت من عقد النبي صلى الله عليه وسلم ولا يلزم من العقد جماع ولا مقدماته كما هو معلوم عند العقلاء

بل الخبيث يقول (وزعمت عائشة كما في صحيح بخاري(3/58) أن استمتاع النبي(ص) بها وهي بنت ست سنين كان في بيتهم في مكة ! قالت: «لم أعقل أبوي إلا وهما يدينان الدين، ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله » )

فأين ذكر الاستمتاع في هذا الخبر ؟ بل أين ذكر الزواج حتى ! إنما كان يأتي البيت ليجلس مع الصديق !
والفتيا التي نسبها للجنة كذب على اللجنة الدائمة لا وجود لها
 بل هي والله أشبه بفتاوى أصحابه الرافضة

فهذا الخميني يقول : (لا بأس بالتمتع بالرضيعة ضماً وتفخيذاً -أي يضع ذكره بين فخذيها- وتقبيلاً) انظر كتابه (تحرير الوسيلة 2/ 241 مسألة رقم 12). ( نقلاً عن كتاب لله ثم للتاريخ )

فهذه الرضيعة يا خبيث وليست الصغيرة

بل الذي عليه إجماع العلماء المسلمين أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما دخل بعائشة في المدينة وهي بنت عشر ولم يمسها قبل ذلك

قال البخاري في صحيحه 3896 : حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ تُوُفِّيَتْ خَدِيجَةُ قَبْلَ مَخْرَجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ بِثَلَاثِ سِنِينَ فَلَبِثَ سَنَتَيْنِ أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ وَنَكَحَ عَائِشَةَ وَهِيَ بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ ثُمَّ بَنَى بِهَا وَهِيَ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ

نكح يعني ( عقد ) وبنى يعني ( دخل )

وقال البخاري في صحيحه 3894 : حَدَّثَنِي فَرْوَةُ بْنُ أَبِي الْمَغْرَاءِ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ تَزَوَّجَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَنَزَلْنَا فِي بَنِي الْحَارِثِ بْنِ خَزْرَجٍ فَوُعِكْتُ فَتَمَرَّقَ شَعَرِي فَوَفَى جُمَيْمَةً فَأَتَتْنِي أُمِّي أُمُّ رُومَانَ وَإِنِّي لَفِي أُرْجُوحَةٍ وَمَعِي صَوَاحِبُ لِي فَصَرَخَتْ بِي فَأَتَيْتُهَا لَا أَدْرِي مَا تُرِيدُ بِي فَأَخَذَتْ بِيَدِي حَتَّى أَوْقَفَتْنِي عَلَى بَابِ الدَّارِ وَإِنِّي لَأُنْهِجُ حَتَّى سَكَنَ بَعْضُ نَفَسِي ثُمَّ أَخَذَتْ شَيْئًا مِنْ مَاءٍ فَمَسَحَتْ بِهِ وَجْهِي وَرَأْسِي ثُمَّ أَدْخَلَتْنِي الدَّارَ فَإِذَا نِسْوَةٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فِي الْبَيْتِ فَقُلْنَ عَلَى الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ وَعَلَى خَيْرِ طَائِرٍ فَأَسْلَمَتْنِي إِلَيْهِنَّ فَأَصْلَحْنَ مِنْ شَأْنِي فَلَمْ يَرُعْنِي إِلَّا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضُحًى فَأَسْلَمَتْنِي إِلَيْهِ وَأَنَا يَوْمَئِذٍ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ

وهذا الحمار لا يفرق بين عقد النكاح والبناء الذي يسميه العامة ( الدخلة ) فيقول (وهذا مردود عليها لأنها قالت إن النبي(ص) عقد عليها في المدينة) فأين قولها يا أحمق إنما قالت أنه دخل عليها في المدينة

وأما قوله أن السنح خارج المدينة فهذا من سفاهاته ففي الخبر الذي رواه أحمد في المسند (25769) تقول عائشة :" فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَنَزَلْنَا فِي بَنِي الْحَارِثِ مِنَ الْخَزْرَجِ فِي السُّنْحِ"

فهل يدل هذا التركيب إلا على أن السنح من المدينة وأين كان يسكن الخزرج يا بهيمة إلا في المدينة
وصدق شيخ الإسلام ابن تيمية حين قال في منهاج السنة (7/291) :" و من العجب أن هذا الحمار الرافضي الذي هو احمر من عقلاء اليهود الذين قال الله فيهم مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا و العامة معذورون في قولهم الرافضي حمار اليهودي و ذلك أن عقلاء اليهود يعلمون أن هذا ممتنع عقلا و شرعا و أن هذا كما يقال خر عليهم السقف من تحتهم فيقال لا عقل و لا قرآن "

وأما ما ذكره عن سنها في الهجرة فمن المضحكيات المبكيات إذ كيف يترك المرء الأخبار الثابتة الصحيحة ويتعلق بخبر عن ابن أبي الزناد في أن أسماء أنس من عائشة بعشر سنين وابن أبي الزناد من أتباع التابعين وفيه ضعف فكيف تقدم روايته على ما عليه عامة أئمة التواريخ وما ذكرته عائشة نفسها

قال البيهقي في الكبرى :" وَفِيمَا ذَكَرَ أَبُو عَبْدِ اللهِ بْنُ مَنْدَهْ حِكَايَةً عَنِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ، أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ كَانَتْ أَكْبَرَ مِنْ عَائِشَةَ بِعَشْرِ سِنِينَ" فالخبر لا يصح حتى عن ابن أبي الزناد فهو محض حكاية

علماً أن قوله غير مدفوع تماماً فإن قوله أن أسماء كانت أسن من عائشة بعشر سنين لا يعني أنه يسلم أنها كان عمرها ست وعشرين عاماً عند الهجرة ، وإن كان هذا هو الثابت لقول هشام بن عروة عنها ( ماتت ولها مائة سنة )

وقد استظهر الذهبي الخلاف بين ابن أبي الزناد والجمهور في سنها

فقال في سير أعلام النبلاء (3/ 380) :" قَالَ ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ: كَانَتْ أَكْبَرَ مِنْ عَائِشَةَ بِعَشْرِ سِنِيْنَ.
قُلْتُ: فَعَلَى هَذَا يَكُوْنُ عُمُرُهَا إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ سَنَةً.
وَأَمَّا هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، فَقَالَ: عَاشَتْ مائَةَ سَنَةٍ، وَلَمْ يَسْقُطْ لَهَا سِنٌّ"

والسير من مصادر الكوراني الخبيث وكتم هذا ولفق بين الأقوال المختلفة ليشكك في الثابت الصحيح ، ولو كان عنده عقل أو دين لكان اتهام بعض الرواة بالخطأ أولى من اتهام أم المؤمنين بالكذب

قال الترمذي في جامعه 3888: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ غَالِبٍ، أَنّ رَجُلاً نَالَ مِنْ عَائِشَةَ عِنْدَ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، فَقَالَ: أَغْرِبْ مَقْبُوحًا مَنْبُوحًا أَتُؤْذِي حَبِيبَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.

وقد قال الله عز وجل في سورة النور عند إنزال براءتها : (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (23) يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ (25) الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ)

فتأمل قوله تعالى بعد موعظة القاذفين (وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ) إشارة إلى أن عائشة طيبة لذا نكحها سيد الطيبين ثم قال تعالى (أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ) يعني أهل النفاق والرافضة

وحكم رب العالمين فيكم يا زنادقة (لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)

فهذه عينة عما يكتب الرافضة في مواقعهم وشبكاتهم من الكذب والتدليس والفجور ، والواجب على المرء أن يتقي الشبهات استبراء لدينه وعرضه

وقال الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي