مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: الرد على شبهة رافضي في الرجعة

الرد على شبهة رافضي في الرجعة



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

                   
فقد بلغني عن رافضي ملحد عليه لعنة الله ، وعلى أخوانه من الطاعنين في عرض النبي صلى الله عليه وسلم
 القائلين فيه ما هم وآباؤهم أولى به
بلغني  أنه يحتج للرجعة بخبر رواه ابن أبي عاصم في السنة

قال ابن أبي عاصم في السنة 1318 : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثنا وَكِيعٌ عَنْ بَسَّامٍ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: كَانَ يَعْنِي ذَا الْقَرْنَيْنِ رَجُلا صَالِحًا نَاصَحَ اللَّهَ فَنَصَحَهُ فَضَرَبَ عَلَى قَرْنِهِ الأَيْمَنِ فَمَاتَ فَأَحْيَاهُ اللَّهُ ثُمَّ ضَرَبَ عَلَى قَرْنِهِ الأَيْسَرِ فَمَاتَ فأحياه وَإِنَّ فِيكُمْ مِثْلَهُ.

وهذا الخبر انفرد به بسام الصيرفي وقد قال عنه ابن حبان ( يخطيء ) وهو شيعي وقد رواه حبيب بن أبي ثابت الثقة الثبت بدون زيادة ( وإن فيكم مثله )

قال ابن أبي شيبة في المصنف 32577: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ ، قَالَ : سُئِلَ عَلِيٌّ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ ؟ فَقَالَ : لَمْ يَكُنْ نَبِيًّا ، وَلاَ مَلِكًا , وَلَكِنَّهُ كَانَ عَابِدًا نَاصَحَ اللَّهَ فَنَصَحَهُ ، فَدَعَا قَوْمَهُ إلَى اللهِ فَضُرِبَ عَلَى قَرْنِهِ الأَيْمَنِ فَمَاتَ فَأَحْيَاهُ اللَّهُ ، ثُمَّ دَعَا قَوْمَهُ إلَى اللهِ فَضُرِبَ عَلَى قَرْنِهِ الأَيْسَرِ فَمَاتَ فَأَحْيَاهُ اللَّهُ فَسُمِّيَ ذَا الْقَرْنَيْنِ.

وحبيب إمام ثقة ثبت وتدليسه من المرتبة الثانية على الأصح ، فتكون زيادة بسام من دونه شاذة خصوصاً أن بساماً شيعي ويخطيء
ولو فرضنا أنها تصح فلا تدل على معتقد الرافضة في الرجعة بحال وبيان ذلك من وجوه :

الأول : هذا خبر آحادي والرافضة لا يثبتون العقائد بأخبار الآحاد

الثاني : أنه ليس في الخبر تعيين رجعة علي وإنما ذكر عموم وجود من يحيا بعد موته وتعيين علي يحتاج إلى دليل آخر ، والعقائد لا تثبت بالاحتمال

الثالث : لو أخذنا الأثر على فهم الرافضة لكان علي سيقتل في رجعته الثانية ويحيا لأنه مثل ذي القرنين وهذا لا يعتقده الرافضة

الرابع : أن معنى ( وفيكم مثله ) أنه يقتل على الحق لا أنه يرجع مرةً أخرى بعد الموت

فإن قيل : ما الدليل على هذا التوجيه ؟

فيقال : الدليل أن علياً وغيره لما مات زوجوا نساءه وقسموا تركته ، ولو علموا أنه يرجع ما فعلوا ذلك

وهذا المعنى مروي عن بعض أهل البيت

ثم إنه لا حاجة للأمة في عودة أحد منها لقوله تعالى : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا )

ولو كانت الأمة محتاجة لعودة أحد لاحتاجت إلى عودة النبي صلى الله عليه وسلم .
 ومن عقيدة الرافضة أنه لا يخلو زمان من إمام معصوم لحاجة الناس إليه فما دام الإمام معصوم موجوداً فما حاجة الناس إلى رجعة أحد !

وقد قال الله تعالى : ( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قائلها وَمِنْ ورائهم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ )

وهذه الآية قاضية على عقيدة الرجعة ، والرافضة اعتادوا على معارضة النصوص بالعقل والعمومات القرآنية فلم يقبلون خبر آحادي في مخالفة القرآن

وإن كان الرافضة لا بد قابلين أخبار بسام الصيرفي فليقبلوا هذا

قال البيهقي في الكبرى 14182 : أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أنبأ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْكُوفِيُّ بِبَغْدَادَ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ بَسَّامٍ الصَّيْرَفِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُتْعَةِ، فَوَصَفْتُهَا فَقَالَ لِي: " ذَلِكَ الزِّنَا "

وقال أبو نعيم في الحلية (3/188) : حدثنا علي بن احمد بن علي المصيصي ثنا احمد بن خليد الحامي ثنا أبو نعيم ثنا بسام الصيرفي قال سألت أبا جعفر محمد بن علي بن الحسين عن القرآن [ فقال كلام الله عز و جل غير مخلوق

وقال ابن سعد في الطبقات 2746: أَخبَرنا مُحَمد بن الفُضَيل بن غَزوانَ الضَّبّيُّ، أَخبَرنا أَسلَمُ المِنقَريُّ (ح) وأَخبَرنا الفَضلُ بن دُكَينٍ أَبو نُعَيمٍ، أَخبَرنا بَسّامُ الصَّيرَفيُّ، جَميعًا عَن أَبي جَعفَرٍ مُحَمد بن عَليّ بن حُسَينٍ قالَ: ما بَقيَ أَحَدٌ أَعلَمُ بِمَناسِك الحَجّ مِن عَطاء بن أَبي رَباحٍ.

وعطاء من كبار علماء أهل السنة

وقال ابن سعد في الطبقات 4201: أَخبَرنا الفَضلُ بن دُكَينٍ، قالَ: أَخبَرنا بَسّامٌ الصَّيرَفيُّ, قالَ: سَمِعتُ زَيدَ بنَ عَليٍّ, قالَ: قالَ عَليٌّ: ما أَحَدٌ أَحَبُّ إِلَيَّ أَن أَلقَى اللهَ بِمِثل صَحيفَتِه, إِلاَّ هَذا المُسَجَّى, يَعني عُمَر.

وهذا الخبر عن علي له طرق أخرى ، فهل يأخذ هولاء الزنادقة الرافضة بهذه الأخبار

وقال الآجري في الشريعة 1946 : وحدثنا ابن عبد الحميد قال : حدثنا محمد بن رزق الله الكلوذاني قال : حدثنا حسين بن علي الجعفي ، عن زائدة ، عن عبد الرحمن بن الأصبهاني ، عن عبد الله بن شداد بن الهاد قال : أتيت ابن عباس ، فقال لي : ألا أعجبك ؟ . قلت : وما ذاك ، قال : إني في المنزل قد أخذت مضجعي للقيلولة ، فجاءني الغلام فقال : بالباب رجل يستأذن ، فقلت : ما جاء في هذه الساعة إلا وله حاجة ؛ أدخله ، فدخل فقلت : ما حاجتك ؟ . فقال : متى يبعث ذاك الرجل ؟ . قلت : أي رجل ؟ . قال : علي بن أبي طالب ، قلت : لا يبعث حتى يبعث من في القبور ، قال : ألا أراك تقول كما يقول هؤلاء الحمقاء ؛ قال : قلت : أخرجوا هذا عني ، لا يدخل علي هو ولا ضربه من الناس

وهذا إسناد صحيح

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي