الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
قال شيخ الإسلام في منهاج السنة (2/96) :" وكانت الشيعة أصحاب علي
يقدمون عليه أبا بكر وعمر وإنما كان النزاع في تقدمه على عثمان ولم يكن حينئذ يسمى
أحد لا إماميا ولا رافضيا وإنما سموا رافضة وصاروا رافضة لما خرج زيد بن علي بن الحسين
بالكوفة في خلافة هشام فسألته الشيعة عن أبي بكر وعمر فترحم عليهما فرفضه قوم فقال
رفضتموني رفضتموني فسموا رافضة وتولاه قوم زيدية لانتسابهم إليه ومن حينئذ انقسمت الشيعة
إلى رافضة إمامية وزيدية"
القصة بهذا اللفظ لم أجد من ذكرها إلا شيخ الإسلام رحمه الله في كتابه
الجليل منهاج السنة وقد وجدتها بلفظ آخر في تاريخ الطبري
قال الطبري في تاريخه (5/ 498) :" ذكر هشام عن أبى مخنف أن زيد بن
على لما أمر أصحابه بالتأهب للخروج والاستعداد أخذ من كان يريد الوفاء له بالبيعة فيما
أمرهم به من ذلك فانطلق سليمان بن سراقة البارقى إلى يوسف بن عمر فأخبره خبره وأعلمه
أنه يختلف إلى رجل منهم يقال له عامر وإلى رجل من بنى تميم يقال له طعمة ابن أخت لبارق
وهو نازل فيهم فبعث يوسف يطلب زيد بن على في منزلهما فلم يوجد عندهما وأخذ الرجلان
فأتى بهما فلما كلمهما استيان له أمر زيد وأصحابه وتخوف زيد بن على أن يؤخذ فتعجل قبل
الاجل الذى جعله بينه وبين أهل الكوفة قال وعلى أهل الكوفة يؤمئذ الحكم بن الصلت وعلى
شرطه عمرو بن عبد الرحمن رجل من القارة وكانت ثقيف أخواله وكان فيهم ومعه عبيد الله
بن العباس الكندى في أناس من أهل الشأم ويوسف بن عمر بالحيرة قال فلما رأى أصحاب زيد
بن على الذين بايعوه أن يوسف بن عمر قد بلغه أمر زيد وأنه يدس إليه ويستبحث عن أمره
اجتمعت إليه جماعة من رؤوسهم فقالوا رحمك الله ما قولك في أبى بكر وعمر قال زيد رحمهما
الله وغفر لهما ما سمعت أحدا من أهل بيتى يتبرأ منهما ولا يقول فيهما إلا خيرا قالوا
فلم تطلب إذا بدم أهل هذا البيت إلا أن وثبا على سلطانكم فنزعاه من أيديكم فقال لهم
زيد إن أشد ما أقول فيما ذكرتم إنا كنا أحق
بسلطان رسول الله صلى الله عليه وسلم من الناس أجمعين وإن القوم استأثروا
علينا ودفعونا عنه ولم يبلغ ذلك عندنا بهم كفرا قد ولوا فعدلوا في الناس وعملوا بالكتاب
والسنة قالوا فلم يظلمك هؤلاء إذا كان أولئك لم يظلموك فلم تدعو إلى قتال قوم ليسوا
لك بظالمين فقال إن هؤلاء ليسوا كأولئك إن هؤلاء ظالمون لى ولكم ولانفسهم وإنما ندعوكم
إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وإلى السنن أن تحيا وإلى البدع أن تطفا
فإن أنتم أجبتمونا سعدتم وإن أنتم أبيتم فلست عليكم بوكيل ففارقوه ونكثوا بيعته وقالوا
سبق الامام وكانوا يزعمون أن أبا جعفر محمد بن على أخا زيد بن على هو الامام وكان قد
هلك يومئذ وكان ابنه جعفر بن محمد حيا فقالوا جعفر إمامنا اليوم بعد أبيه وهو أحق بالامر
بعد أبيه ولا نتبع زيد بن على فليس بإمام فسماهم زيد الرافضة فهم اليوم يزعمون أن الذى
سماهم الرافضة المغيرة حيت فارقوه وكانت طائفة منهم قبل خروج زيد مروا إلى جعفر بن
محمد بن على فقالوا له إن زيد بن على فينا يبايع أفترى لنا أن نبايعه فقال لهم نعم
بايعوه فهو والله أفضلنا وسيدنا وخيرنا فجاؤا فكتموا ما أمرهم به قال واستتب لزيد بن
على خروجه فواعد أصحابه ليلة الاربعاء أول ليلة من صفر سنة 122 وبلغ يوسف بن عمر أن
زيدا قد أزمع على الخروج فبعث إلى الحكم ابن الصلت فأمره أن يجمع أهل الكوفة في المسجد
الاعظم يحصرهم فيه فبعث الحكم إلى العرفاء والشرط والمناكب والمقاتلة فأدخلهم المسجد
ثم نادى مناديه ألا إن الامير يقول من أدركناه في رحله فقد برئت منه الذمة ادخلوا المسجد
الاعظم فأتى الناس المسجد يوم الثلاثاء قبل خروج زيد بيوم وطلبوا زيدا في دار معاوية
بن إسحاق بن زيد بن حارثة الانصاري فخرج ليلا وذلك ليلة الاربعاء في ليلة شديدة البرد
من دار معاوية بن إسحاق فرفعوا الهرادى فيها النيران"
أقول : هذا هو اللفظ وفيه أن زيداً هو من سماهم الرافضة ، ولم يقل ( رفضتموني
)
وهذه الرواية ظاهرها أن زيداً كان يذهب إلى أن علياً كان أحق بالخلافة
، وأن جعفراً أيده على الخروج ، والقصة من طريق لوط بن يحى وهشام الكلبي وكلاهما رافضي
متهم
ولم أجد سياقة أخرى للقصة ، فمن وجد فليفدنا
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم