مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: بطلان قصة أهل حمص ( لولايتكم وعدلكم أحب إلينا مما كنا فيه من الظلم والغشم )

بطلان قصة أهل حمص ( لولايتكم وعدلكم أحب إلينا مما كنا فيه من الظلم والغشم )



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
       
                    
فهنا قصة منتشرة كثيراً بين القصاص والدعاة في عدل أهل الإسلام
قال البلاذري في فتوح البلدان 367 :
 وحدثني أبو حفص الدمشقي قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال: بلغني أنه لما جمع هرقل للمسلمين الجموع، وبلغ المسلمين إقبالهم إليهم لوقعة اليرموك، ردوا على أهل حمص ما كانوا أخذوا منهم من الخراج وقالوا: شغلنا عن نصرتكم والدفع عنكم فأنتم على أمركم.
فقال أهل حمص: لولايتكم وعدلكم أحب إلينا مما كنا فيه من الظلم والغشم، ولندفعن جند هرقل عن المدينة مع عاملكم.

وهذه القصة انتشرت لحلاوة متنها ، غير أن سندها ضعيف جداً فهو معضل أولاً

وثانياً فيه متهم وهو أبو حفص الدمشقي

قال ابن عدي في الكامل :" 1231- عُمَر بْن سَعِيد أَبُو حفص الدمشقي.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثني عَبد اللَّهِ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قالَ: سَألتُ أبي، عَن أبي حفص عُمَر بْن سَعِيد قَالَ كتبت عَنْهُ وتركت حديثه وذاك أني ذهبت إليه أنا، وأَبُو خثيمة فأخرج لنا كتاب سَعِيد بْن بشير فَقَالَ هَذَا أحاديث سَعِيد بْن أبي عَرُوبة فتركناه.
سمعتُ ابن حماد يقول: قال البُخارِيّ قَالَ أَحْمَد أخرج عُمَر بْن سَعِيد كتاب سَعِيد بْن بشير فإذا حديث بْن أبي عَرُوبة.
سمعتُ ابن حماد يَقُولُ: قَالَ السعدي كتبنا عَنْ عُمَر بْن سَعِيد إسنادا وسقط حديثه.
حَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْنُ أَبِي سفيان الموصلي، حَدَّثَنا مُحَمد بن إسحاق، حَدَّثَنا عُمَر بن سَعِيد الدمشقي، حَدَّثَنا سَعِيد بْنِ بَشِيرٍ، عَن قَتادَة، عَن أَنَس، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لاَ تُغَيِّرُوا هَذَا الشِّيبَ فَمَنْ كَانَ مُغَيِّرًا لا مَحَالَةَ فَبِالْحِنَّاءِ وَالْكَتْمِ.
وَعُمَرُ بْنُ سَعِيد هَذَا لَهُ عَنْ سَعِيد بْنِ بَشِيرٍ، عَن قَتادَة أَحَادِيثُ غَيْرُ مَحْفُوظَةٍ وَيَرْوِي، عَن أَبِي مَعْبَدٍ حَفْصُ بْنِ غَيْلانَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى عَنْ نَافِعٍ وَغَيْرُهُ أَحَادِيثُ غَيْرُ مَحْفُوظَةٍ"

وقال الدارقطني في الضعفاء :" 370 - عمر بن سعيد أبو حفص الدمشقي، عن سعيد بن عبد العزيز، وسعيد بن بشير , بواطيل"

وغير محفوظة تساوي : بواطيل , وهي تساوي : أخبار موضوعة

فمثل هذا لا يحل ذكر أخباره إلا مع البيان

وفي عدل الإسلام ما يغني عن مثل هذا
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي