مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: الكلام على حديث : ( فَوَاللَّهِ لَوْ شِئْتُ لأَجْرَى اللَّهُ مَعِيَ جِبَالَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ )

الكلام على حديث : ( فَوَاللَّهِ لَوْ شِئْتُ لأَجْرَى اللَّهُ مَعِيَ جِبَالَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ )



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :


قال ابن سعد في الطبقات 906: أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْشَرٍ ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا :
 أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ لَهَا : يَا عَائِشَةُ لَوْ شِئْتُ لَسَارَتْ مَعِيَ جِبَالُ الذَّهَبِ ، أَتَانِي مَلَكٌ ، وَإِنَّ حُجْزَتَهُ لَتُسَاوِي الْكَعْبَةَ فَقَالَ : إِنَّ رَبَّكَ يُقْرِئُ عَلَيْكَ السَّلاَمَ وَيَقُولُ لَكَ : إِنْ شِئْتَ نَبِيًّا مَلِكًا وَإِنْ شِئْتَ نَبِيًّا عَبْدًا فَأَشَارَ إِلَيَّ جِبْرِيلُ ضَعْ نَفْسَكَ فَقُلْتُ : نَبِيًّا عَبْدًا. قَالَتْ : وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بَعْدَ ذَلِكَ لاَ يَأْكُلُ مُتَّكِئًا وَيَقُولُ : آكُلُ كَمَا يَأْكُلُ الْعَبْدُ وَأَجْلِسُ كَمَا يَجْلِسُ الْعَبْدَ.

أبو معشر اختلط اختلاطاً شديداً وروايته عن المقبري بالذات ضعيفة جداً نصوا عليها

و قال محمد بن عثمان بن أبى شيبة : و سألت على ابن المدينى عن أبى معشر
المدينى ، فقال : كان شيخا ضعيفا ضعيفا ، و كان يحدث عن محمد بن قيس ، و يحدث عن محمد ابن كعب بأحاديث صالحة ، و كان يحدث عن المقبرى ، و عن نافع بأحاديث منكرة .

و قال عمرو بن على : و أبو معشر ضعيف ، ما روى عن محمد بن قيس و محمد بن كعب و مشايخه فهو صالح ، و ما روى عن المقبرى ، و هشام بن عروة ، و نافع ، و ابن المنكدر رديئة لا تكتب .
و قال أبو نعيم : روى عن نافع و ابن المنكدر و هشام بن عروة و محمد بن عمرو الموضوعات ، لا شىء .

وقولهم ( منكرة ) و ( لا تكتب ) يريدون بها ضعيفة جداً

قال أحمد في الزهد76: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ يَعْنِي ابْنَ عَبَّادٍ ، حَدَّثَنَا مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : دَخَلَتْ عَلَيَّ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ ، فَرَأَتْ فِرَاشَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبَاءَةً مَثْنِيَّةً ، فَرَجَعَتْ إِلَى مَنْزِلِهَا ، فَبَعَثَتْ إِلَيَّ بِفِرَاشٍ حَشْوُهُ الصُّوفُ ، فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : مَا هَذَا ؟ فَقُلْتُ : فُلاَنَةٌ الأَنْصَارِيَّةُ دَخَلَتْ عَلَيَّ فَرَأَتْ فِرَاشَكَ ، فَبَعَثَتْ إِلَيَّ بِهَذَا , فَقَالَ : رُدِّيهِ , فَلَمْ أَرُدَّهُ ، وَأَعْجَبَنِي أَنْ يَكُونَ فِي بَيْتِي ، حَتَّى قَالَ لِي ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، فَقَالَ : يَا عَائِشَةُ ، رُدِّيهِ ، فَوَاللَّهِ لَوْ شِئْتُ لأَجْرَى اللَّهُ مَعِيَ جِبَالَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ ، فَرَدَدْتُهُ.

مجالد ضعيف وزاد ( والفضة ) ولا شاهد لها فهي منكرة ، والحديث كله عندي لا يصح لشدة ضعف رواية أبي معشر عن المقبري فإن تسامحنا وقبلناها في الشواهد فزيادة ( والفضة ) لا شاهد لها
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي