مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: الكلام على حديث ( إنما يستريح من غفر له )

الكلام على حديث ( إنما يستريح من غفر له )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :


قال أحمد في مسنده 25352: حَدَّثنا حَسَنٌ، حَدَّثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثنا أَبُو الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قِيلَ يَا رَسُولَ اللهِ مَاتَتْ فُلاَنَةُ وَاسْتَرَاحَتْ فَغَضِبَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم وَقَالَ إِنَّمَا يَسْتَرِيحُ مَنْ غُفِرَ لَهُ.

ابن لهيعة ضعيف وقد خولف في السند إلى عروة فروي عن عروة مرسلاً بسند أصح

قال أبو داود في المراسيل 490 : حدثنا سليمان بن داود ، أخبرنا ابن وهب ، حدثني يونس ، عن ابن شهاب ، أن محمد بن عروة ، أخبره عن عروة ، قال :
 توفيت امرأة كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحكون منها ، فقال : لها بلال : ويحها قد استراحت ، فقال : له رسول الله صلى الله عليه وسلم :   إنما يستريح من غفر له .

وقال ابن المبارك في الزهد 252 : وأخبرنا أيضا يعني يونس بن يزيد ، عن أبي مقرن قال : حدثنا محمد بن عروة ، قال : توفيت امرأة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يضحكون منها ، فقال بلال : ويحها قد استراحت ، فقال رسول الله : إنما يستريح من غفر له .

وقال الحافظ في المطالب العالية 3196 :قال الحارث : ثنا عثمان بن عمر ، ثنا يونس ، عن الزهري ، عن محمد بن عروة ، عن عروة قال : توفيت امرأة وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحكون منها ، فقال بلال : ويحها ؛ قد استراحت ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
 إنما يستريح من غفر له . إسناده مرسل

فهذا يدل على أن المحفوظ عن عثمان المرسل
وهذا ما رجحه الدارقطني : جاء في علل الدارقطني
س 3471: وَسُئِلَ عَنْ حَدِيثِ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ : مَاتَتْ فُلَانَةُ ، فَقَالَ بِلالٌ : اسْتَرَاحَتْ .
 فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّمَا يَسْتَرِيحُ مَنْ غُفِرَ لَهُ " .
فَقَالَ : يَرْوِيهِ يُونُسُ بْنُ يَزِيدِ الْأَيْلِيُّ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، وَاخْتُلِفَ عَنْهُ ،
فَرَوَاهُ خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ .
وَالصَّحِيحُ عَنْ يُونُسَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُروة  ، عَنْ أَبِيهِ مُرْسَلٌ .

وعليه فالصواب في الخبر أنه مرسل ، وفي الباب حديث ( مستريح ومستراح منه )

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي