مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: الكلام على حديث ( الحناء سيد ريحان أهل الجنة )

الكلام على حديث ( الحناء سيد ريحان أهل الجنة )



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :


قال الطبراني في الكبير
14527 : حدثنا عبدُالله بن أحمدَ بن حنبل، ثنا أبي، ثنا معاذُ ابن هشام، حدثني أبي، عن قَتادة، عن أبي أيوبَ، عن عبد الله بن عَمرو؛ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:
سَيِّدُ رَيْحَانِ أَهْلِ الجَنَّةِ الحِنَّاءُ  .

أقول : معاذ بن هشام فيه كلام وقال في التقريب :" صدوق ربما وهم "وقد خالفه غيره فروى الخبر موقوفاً على عبد الله بن عمرو وهو أصح

قال ابن المبارك في الزهد
1842 : أنا همام ، عن قتادة ، عن أبي أيوب ، عن عبد الله بن عمرو قال : الحناء سيد ريحان الجنة ، وإن فيها من عتاق الخيل ، وكرام النجائب يركبها أهلها .

وهذا إسنادٌ قوي في الظاهر ، غير أن له علة

قال ابن أبي شيبة في المصنف
35123- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، عَنْ هَمَّامٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَزْدِيِّ ، أَوْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ، شَكَّ هَمَّامٌ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : فِي الْجَنَّةِ مِنْ عَتَاقِ الْخَيْلِ وَكِرَامِ النَّجَائِبِ يَرْكَبُهَا أَهْلُهَا ، وَقَالَ : الْحِنَّاءُ سَيِّدُ رَيْحَانِ الْجَنَّةِ.

وهذا التردد علة قادحة عند من يضعف شهراً

وقال أبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان
239 : ومما حدث من غرائب حديثه ما تفرد به حدثنا علي بن الصباح ، قال : ثنا يونس بن حبيب ، قال : ثنا بكر بن بكار ، قال : ثنا شعبة ، عن قتادة ، عن عكرمة ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :   سيد الريحان الحناء .

وبكر بن بكار ضعيف بل ضعفه ابن معين والنسائي جداً ، ولم يقيد الخبر بالجنة ، وقد تقدم الوجه المحفوظ عن قتادة

وقال ابن عساكر في تاريخ دمشق (5/ 397) :"
أحمد بن محمد بن عبد الرحمن أبو عبد الله الخولاني الكتاني حدث عن أبيه عن جده روى عنه أبو هاشم محمد بن عبد الأعلى بن عليل الإمام أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي وأبو محمد السيدي قالا أنا أبو سعد الجنزرودي أنا أبو سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب القرشي أنا أبو هاشم محمد بن عبد الأعلى القرشي إمام جامع دمشق نا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الكتاني الخولاني حدثني أبي عن جدي عن واثلة بن الأسقع قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) شربوا شيبكم الحناء فإنه أنضر لوجوهكم وأنقى لثوبكم وأطهر لقلوبكم واكثر لجماعكم وأثبت لحجتكم إذا سئلتم في قبوركم الحناء سيد ريحان الجنة والنائم المختضب بالحناء كالمتشحط بدمه في سبيل الله عز وجل الحسنة بعشر أمثالها والدرهم بسبع مائة والله يضاعف لمن يشاء هذا حديث منكر"

وللخبر طرق أخرى والخلاصة أن الخبر لا يصح مرفوعاً ، وأما الموقوف فمتردد بناءً على الخلاف في حال شهر
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي