مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: ابن الحنبلي : الأشاعرة زادوا على كفار قريش !

ابن الحنبلي : الأشاعرة زادوا على كفار قريش !



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :


قال  عبد الوهاب ابن الحنبلي في الرسالة الواضحة في الرد على الأشاعرة (2/480_ 481) :
" ثم ذكروا العبارة والحكاية ، ما جاء به شرع ولا نطق به سلف من الصحابة والتابعين وفقهاء المسلمين فكيف يحل لمسلم أن يقول مثل هذا ...فقد خالفت الأشاعرة ببدعتهم نص الكتاب وصريح السنة ، وأدلة المعقول وإجماع أهل الملل من اليهود والنصارى ، والزيادة على كفار قريش في تكذيب القرآن "

وكلامه هذا ينطبق على إنكارهم للعلو أيضاً

وقد قال الطحاوي في عقيدته عقيدة أهل الرأي :" وأيقنوا أنه كلام الله تعالى بالحقيقة.
ليس بمخلوق ككلام البرية.
فمن سمعه فزعم أنه كلام البشر، فقد كفر.
وقد ذمه الله وعابه وأوعده بسقر، حيث قال تعالى: (سأصليه سقر) .
فلما أوعد الله بسقر لمن قال: (إن هذا إلا قول البشر). علمنا وأيقنا أنه قول خالق البشر.
ولا يشبه قول البشر.
ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر، فقد كفر"

فالطحاوي جعل القائلين بخلق القرآن كالمشركين ، وقد صرح ابن أبي العز أن مذهب الأشاعرة في القرآن أكفر من مذهب المعتزلة الذين قال فيهم الطحاوي ما قال

قال ابن أبي العز في شرح العقيدة الطحاوية ص70 :" ولا شك أن من قال : إن كلام الله معنى واحد قائم بنفسه تعالى _ وهم الأشاعرة _ وأن المتلو المحفوظ المكتوب المسموع من القارىء حكاية كلام الله وهو مخلوق - : فقد قال بخلق القرآن وهو لا يشعر، فإن الله يقول : قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله. أفتراه سبحانه وتعالى يشير الى ما في نفسه أو إلى المتلو المسموع ؟ ولا شك أن الإشارة إنما هي إلى هذا المتلو المسموع ، إذ ما في ذات الله غير مشار إليه ، ولا منزل ولا متلو ولا مسموع .
وقوله : لا يأتون بمثله- أَفَتُراه سبحانه يقول : لا يأتون بمثل ما في نفسي مما لم يسمعوه ولم يعرفوه ، وما في نفس الله عز وجل لا حيلة إلى الوصول إليه ، ولا إلى الوقوف عليه .
فإن قالوا : إنما أشار إلى حكاية ما في نفسه وعبارته وهو المتلو المكتوب المسموع ، فأما أن يشير إلى ذاته فلا - فهذا صريح القول بأن القرآن مخلوق ، بل هم في ذلك أكفر من المعتزلة ، فإن حكاية الشيء بمثله وشبهه . وهذا تصريح بأن صفات الله محكية ، ولو كانت هذه التلاوة حكاية لكان الناس قد أتوا بمثل كلام الله ، فأين عجزهم ؟! ويكون التالي - في زعمهم - قد حكى بصوت وحرف ما ليس بصوت وحرف. وليس القرآن إلا سوراً مسورة ، وآيات مسطرة ، في صحف مطهرة "


وقال ابن القيم في مختصر الصواعق المرسلة (4/ 1382) وهو يتكلم عن الأشعرية :
 "فتأمل هذه الأخوة التي بين هؤلاء وبين المعتزلة الذين اتفق السلف على تكفيرهم ، وأنهم زادوا على المعتزلة في التعطيل".

وقد صرح شيخ الإسلام في درء التعارض (2/84) على أن عقلاء بني آدم مجمعون على أن الكلام لا يكون إلا بحرف وصوت وأن الأشاعرة خالفوا هذه الضرورة

وقال ابن الحنبلي في الرسالة الواضحة أيضاً (2/511) :" اعلم يا أخي أن من جملة تمويههم وخدعهم قول الجاهل منهم : فإذا قلتم إن كلام الله حرف وصوت فقد شبهتم الباري بكم ، فتحقق اسم التشبيه فيكم

فيقال لهم : التشبيه بكم أليق ، وأنتم إليه أسبق ، لأنكم قلتم إن الكلام حرف وصوت ما قام بالنفس ، والحرف والصوت عبارته ، ووصفتم كلام الله بأنه قائم بالنفس فشبهتم الصفة بالصفة ، وخرقتم إجماع المسلمين بإثبات صفة لم تثبت من كتاب ولا من سنة "

وقال أيضاً :" ثم فراركم من الحرف والصوت لأنه لا يظهر من لسان وأدوات وحلق ، وهذا لازمٌ لكم في المعنى القائم بالنفس ، لأنه لا يكون إلا في قلب أو دماغ وعقل وآلة "

أقول : هذا قريب من إلزام شيخ الإسلام لهم في صفة الإرادة لما أنكروا الرحمة والغضب بحجة أن الرحمة رقة في الطبع ، وأن الغضب غليان دم القلب

فقال لهم : أن الإرادة التي تثبتونها هي ميل القلب

وقال ابن الحنبلي في الرسالة الواضحة في الرد على الأشاعرة (2/451) : "فهؤلاء الأصناف كلها جهمية وهم كفار زنادقة"


قال الإمام المجدد في مفيد المستفيد :" فلو قدرنا أنها لم تقم الحجة على غالبهم، قامت على هذا المعين الذي يحكي المذهبين: مذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه، ثم يحكي مذهب الأشعري ومن معه؛ فكلام الشيخ في هذا النوع يقول: إن السلف كفّروا النوع، وأما المعين: فإن عرف الحق وخالف كفر بعينه، وإلا لم يكفّروا"

تأمل أن سياق كلام الشيخ تنزلي وهو هنا يتحدث أن الأشعري الجهمي العارف بمذاهب السلف يكفر حتى على كلام شيخ الإسلام في التفريق بين التكفير بالعموم وتكفير المعين في أمر الجهمية الأشعرية 
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي