الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
قال «خالد المصلح» في شرحه على كتاب التوحيد ص760:
"وقال بعض العلماء في الكرسي إنه خلق من خلق الله عظيم ، ولا نقول
: إنه موضع القدمين ولا غير ذلك لأن الأثر الوارد عن ابن عباس ضعيف"
قال هذا الكلام وسكت وبه ختم البحث
، فأوهم أنه كلام صحيح ، والحق أنه من أبطل الباطل ولا أعرف عالماً ضعف هذا الأثر بل
إجماع أهل السنة على تصحيحه والأخذ به.
وقال أبو منصور الأزهري في "تهذيب اللغة" (10/54):
"قلت والصحيح عن ابن عباس
في الكرسي ما رواه الثوري وغيره عن عمار الدهني عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن
ابن عباس أنه قال: الكرسيُّ: موضع القدمين، وأما العرش فأنه لا يُقدر قدره، وهذه رواية
اتفق أهل العلم صحتها، والذي روي عن ابن عباس في الكرسي أنه العلم ، فليس مما يثبته
أهل المعرفة بالأخبار".
وقال اللالكائي في السنة 733 : أخبرنا أحمد بن محمد بن الجراح ، ومحمد
بن مخلد ، قالا : ثنا عباس بن محمد الدوري ، قال : سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام ،
وذكر عنده هذه الأحاديث :
ضحك ربنا عز وجل من قنوط عباده
، وقرب غيره ، والكرسي موضع القدمين ، وأن جهنم لتمتلئ فيضع ربك قدمه فيها ، وأشباه
هذه الأحاديث ؟
فقال أبو عبيد : هذه الأحاديث
عندنا حق يرويها الثقات بعضهم عن بعض إلا أنا إذا سئلنا عن تفسيرها قلنا : ما أدركنا
أحدا يفسر منها شيئا ونحن لا نفسر منها شيئا نصدق بها ونسكت.
وقال الدروي في تاريخه عن ابن معين 2543 :
سَمِعت يحيى يَقُول شهِدت زَكَرِيَّا
بن عدي سَأَلَ وكيعا فَقَالَ يَا أَبَا سُفْيَان هَذِه الْأَحَادِيث يعْنى مثل حَدِيث
الْكُرْسِيّ مَوضِع الْقَدَمَيْنِ وَنَحْو هَذَا فَقَالَ وَكِيع أدركنا إِسْمَاعِيل
بن أبي خَالِد وسُفْيَان ومسعر يحدثُونَ بِهَذِهِ الْأَحَادِيث وَلَا يفسرون بِشَيْء.
وقال حرب الكرماني في مقدمة عقيدته :
" هذا مذهب أئمة العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة المعروفين بها المقتدى
بهم فيها، وأدركت من أدركت من علماء أهل العراق والحجاز والشام وغيرهم عليها فمن خالف
شيئًا من هذه المذاهب، أو طعن فيها، أوعاب قائلها فهو مبتدع خارج من الجماعة زائل عن
منهج السنة وسبيل الحق، وهو مذهب أحمد وإسحاق بن إبراهيم بن مخلد، وعبد الله بن الزبير
الحميدي وسعيد بن منصور، وغيرهم ممن جالسنا وأخذنا عنهم العلم فكان من قولهم".
فذكر اعتقاداً ومنه قوله: "والله تبارك وتعالى على العرش، والكرسي
موضع قدميه، وهو يعلم ما في السماوات السبع".
فهذا أثر صحيح مجمع عليه فلا داعي للتشويش ولا أعلم عالماً طعن في صحته
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم