مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: الكلام على حديث : ( صدقة السر تطفئ غضب الرب )

الكلام على حديث : ( صدقة السر تطفئ غضب الرب )



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد : 

                  
قال الطبراني في الكبير 1018 : حدثنا أحمد بن مسعود المقدسي ثنا عمرو بن أبي سلمة ( ح )
وحدثنا الحسن بن علي الطوسي ثنا محمد بن يحيى النيسابوري ثنا عمرو بن أبي سلمة عن صدقة بن عبد الله عن الاصبغ عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
 إن صدقة السر تطفيء غضب الرب .

صدقة بن عبد الله السمين ضعيف جداً
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه : ما كان من حديثه مرفوعا فهو منكر ،
و ما كان من حديثه مرسلا عن مكحول فهو أسهل ، و هو ضعيف جدا .
و قال فى موضع آخر : ضعيف ، ليس يسوى حديثه شيئا ، أحاديثه مناكير .
و قال أبو بكر المروذى ، عن أحمد بن حنبل : ليس بشىء ، ضعيف الحديث .
و قال عباس الدورى و معاوية بن صالح و عثمان بن سعيد عن يحيى بن معين ، و أبو
زرعة ، و البخارى ، و النسائى ، و غير واحد : ضعيف .
و قال مسلم : منكر الحديث .
و قال عثمان بن سعيد الدارمى ، عن دحيم : ثقة .
و قال أبو زرعة الدمشقى ، عن دحيم : مضطرب الحديث ، ضعيف .
و قال محمد بن إبراهيم الكنانى ، عن أبى حاتم : لين يكتب حديثه ، و لا يحتج به
و قال عبد الرحمن بن أبى حاتم ، عن أبيه : محله الصدق ، و أنكر عليه القدر فقط
و قال أبو جعفر العقيلى : ضعيف الحديث ، ليس بشىء ، أحاديثه مناكير .

أقول : كلام أحمد ومسلم وابن معين والعقيلي تضعيف شديد
وقد نص أحمد على أن رواية عمرو عن صدقة بواطيل
و قال أحمد : روى عن زهير أحاديث بواطيل ، كأنه سمعها من صدقة بن عبد الله فغلط
فقلبها عن زهير .

وجاء في مسند الحارث كما بغية الباحث (300) حدثنا محمد بن عمر ثنا إسحاق بن محمد بن أبي حرملة عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال صدقة السر تطفئ غضب وصلة الرحم تزيد في العمر وفعل الخيرات يقي مصارع السوء

محمد بن عمر الواقدي كذاب

قال ابن المقريء في معجمه 433 : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى بن داود بن عيسى بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ، بالرقة حدثنا أبي محمد بن عيسى ، ثنا جدي داود بن عيسى عن أبيه عيسى بن علي عن علي بن عبد الله بن عباس ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
 إنصدقة السر تطفئ غضب الرب تعالى ، وإن صلة الرحم تزيد في العمر ، وإن صنايع المعروف تقي مصارع السوء ، وإن قول لا إله إلا الله تدفع عن قائلها تسعة وتسعين بابا من البلاء أدناها الهم .

شيخ ابن المقريء وشيخ شيخه وشيخ شيخ شيخه مجاهيل لا يعرفون بتعديل وهذا المتن منكر جداً خصوصاً قوله (وإن قول لا إله إلا الله تدفع عن قائلها تسعة وتسعين بابا من البلاء أدناها الهم)


وقال القضاعي في مسند الشهاب 95 : أخبرنا محمد بن أحمد الأصبهاني ، أنا ابن شهريار وابن ريدة قالا : ثنا الطبراني ، ثنا محمد بن عون السيرافي ، بالبصرة ، ثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام ، ثنا أصرم بن حوشب ، ثنا قرة بن خالد ، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين قال : قلت : لعبد الله بن جعفر بن أبي طالب : حدثنا شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :   صدقة السر تطفئ غضب الرب .
أصرم متروك

قال البيهقي في الشعب 8061 : أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى و أبو عبد الله الحافظ و حمزة بن عبد العزيز قالوا : نا أبو عبد الله الصفار نا أبو علي إسماعيل بن يحيى بن عمرو العسكري العدل بأصبهان و لقه سمعان نا إسحق بن محمد بن إسحاق العمي نا أبي عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
رأس العقل بعد الإيمان بالله التودد إلى الناس و أهل التودد في الدنيا لهم درجة في الجنة و من كانت له في الجنة درجة فهو في الجنة و نصف العلم حسن المسئلة و الاقتصاد في المعيشة نصف العيش تكفي نصف النفقة و ركعتان من رجل و رع أفضل من ألف ركعة من مخلط و ما تم دين المسلم قط حتى يتم عقله و الدعاء يرد الأمر و صدقة السر تطفيء غضب الرب و صدقة العلانية تقي ميتة السوء و صنائع المعروف إلى الناس تقي صاحبها مصارع السوء الآفات و المهلكات و أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة و المعروف ينقطع فيما بين الناس و لا ينقطع فيما بين الله و بين من افتعله
هذا إسناد ضعيف و الحمل فيه على العسكرى و العمي.انتهى

وهذا الضعف يبدو أنه شديد فإنه مع هذا الضعف انفردوا عن يونس عن الحسن عن أنس وهذه سلسلة مشهورة معروفة والانفراد عنها محل نكارة خصوصاً بهذا المتن المنكر
وإسحاق متهم بالكذب قال الحافظ في اللسان :" إسحاق بن محمد العمي: اتهمه البيهقي في شعب الإيمان"

وقال قوام السنة الأصبهاني في الترغيب والترهيب 1627- أخبرنا الفضل بن محمد المؤدب، أنبأ محمد بن عبد الله بن شاذان، ثنا عبد الله بن محمد بن محمد، ثنا علي بن سعيد العسكري، ثنا بنان بن أبي الخطاب، ثنا إسحاق بن بهلول الأنباري، ثنا أبو المطرف: المغيرة بن المطرف، عن الحارث النميري، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((صدقة السر تطفيء غضب الرب -عز وجل-)) .

أبو هارون متروك

وقال الترمذي في جامعه 664 - حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ البَصْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى الْخَزَّازُ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ الحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  إِنَّالصَّدَقَةَ لَتُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ وَتَدْفَعُ مِيتَةَ السُّوءِ  : «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الوَجْهِ»
عبد الله بن عيسى ضعيف جداً ولا يوجد في هذا الخبر في التقييد ب( السر )

وقال العراقي في تخريج الإحياء :" 665 - حديث " صدقة السر تطفأ غضب الرب "
** أحرجه الطبراني من حديث أبي أمامة ورواه أبو الشيخ في كتاب الثواب والبيهقي في الشعب من حديث أبي سعيد كلاهما ضعيف
والترمذي وحسنه من حديث أبي هريرة " إن الصدقة لتطفأ غضب الرب " ولابن حبان نحوه من حديث أنس وهو ضعيف جدا "

وقال الطبراني في الكبير 8014 : حدثنا يحيى بن محمد الحنائي ثنا يسار بن فروخ ثنا عيسى بن شعيب عن حفص بن سليمان عن يزيد بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : صنائع المعروف تقي مصارع السوء وصدقة السير تطفئ غضب الرب وصلة الرحم تزيد في العمر

حفص بن سليمان متروك

وقال ابن زنجويه في الأموال 1026 : أنا عبد الله بن صالح ، حدثني الليث ، حدثني هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
 صنائع المعروف تقي مصارع السوء ، وصلة الرحم تزيد في العمر ، وصدقة السر تطفئ غضب الرب .
هذا مرسل وفيه ضعف عبد الله بن صالح

وقال الطبراني في الأوسط 6265 : حدثني محمد بن بكر بن كردان الحريري البصري قال : نا محمد بن يحيى الحنبشي الكوفي قال : نا منذر بن جيفر العبدي ، عن عبيد الله بن الوليد الوصافي ، عن محمد بن علي ، عن أم سلمة ، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
 صنائع المعروف تقي مصارع السوء ، والصدقة خفيا تطفئ غضب الرب ، وصلة الرحم زيادة في العمر ، وكل معروف صدقة ، وأهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة ، وأهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة ، وأول من يدخل الجنة أهل المعروف .
 لا يروى هذا الحديث عن أم سلمة إلا بهذا الإسناد ، تفرد به : عبيد الله بن الوليد الوصافي

عبيد الله بن الوليد ضعيف جداً

قال المزي في التهذيب :" قال أبو طالب ، عن أحمد بن حنبل : ليس بمحكم الحديث ، يكتب حديثه للمعرفة .
و قال أبو بكر بن أبى خيثمة عن يحيى بن معين ، و أبو زرعة ، و أبو حاتم : ضعيف
الحديث .
و قال عثمان بن سعيد الدارمى ، عن يحيى : ليس بشىء .
و قال عمرو بن على ، و النسائى : متروك الحديث .
و قال النسائى فى موضع آخر : ليس بثقة ، و لا يكتب حديثه .
و قال أبو جعفر العقيلى : فى حديثه مناكير ، لا يتابع على كثير من حديثه "
زاد في التهذيب :" قال حرب بن إسماعيل : قلت لأحمد : كيف حديثه ؟ قال : لا أدرى كيف هو .
و قال ابن عدى بعد أن أورد له أحاديث عن محارب : و هذه الأحاديث للوصافى لا يرويها غيره .
و قال فى موضع آخر : هو ضعيف جدا ، يتبين ضعفه على حديثه .
و قال ابن حبان : يروى عن الثقات ما لا يشبه الأثبات حتى يسبق إلى القلب أنه
المتعمد لها ، فاستحق الترك .
و قال أبو أحمد الحاكم : ليس بالقوى عندهم .
و قال الحاكم : روى عن محارب أحاديث موضوعة .
و قال الساجى : عنده مناكير ، ضعيف الحديث جدا ، روى عنه أبو نعيم .
و قال أبو نعيم الأصبهانى : يحدث عن محارب بالمناكير ، لا شىء"

وقال القضاعي في مسند الشهاب 96 : أخبرنا هبة الله بن إبراهيم الخولاني ، أبنا عبد الله بن أحمد بن طالب البغدادي ، ثنا محمد بن مخلد ، ثنا أحمد بن نصر بن حماد بن عجلان البجلي ، أنا أبي ، أنا عاصم بن عمرو البجلي ، عن عاصم ابن بهدلة ، عن أبي وائل ، عن ابن مسعود ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :   صلة الرحم تزيد في العمر ، وصدقة السر تطفئ غضب الرب .

نصر بن حماد قال في التقريب :" ضعيف أفرط الأزدى فزعم أنه يضع"

لم يفرط الأزدي فقد تابعه ابن معين ونصر متروك اتفاقاً

وقال العقيلي في الضعفاء :" 1100- عُبيد الله بن أَنس بن مالكٍ:
رَوى عنه عَبد الرَّحيم بن سُلَيم الأَنصاري، كِلاهُما مَجهول بِالنَّقل، والحَديث غَير مَحفُوظ.
3734: حَدثنا مُحمد بن مَروان القُرَشي، قال: حَدثنا يَزيد بن عَمرو, أَبو سُفيان الغَنَوي، قال: حَدثنا مَعقَل بن مالك، قال: حَدثني عَبد الرَّحيم بن سُلَيم الأَنصاري، قال: حَدثني عُبيد الله بن أَنس، قال: حَدثني أَبي، عن رَسُول الله صَلى الله عَليه وسَلم قال: إِن الصَّدَقَة تَرُد غَضَب الرَّب، وتَمنَع مِن البَلاء، وتَزيد في الحَياةِ.
وفي فَضل الصَّدَقَة أَحاديث جياد بِغَير هَذا اللَّفظِ"

قول العقيلي غير محفوظ يعني به منكر ، ولا يوجد تقييد الصدقة ب( السر )


قال أبو نعيم في الحلية (3/135) : حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ يَحْمِلُ جِرَابَ الْخُبْزِ عَلَى ظَهْرِهِ بِاللَّيْلِ فَيتَصَدَّقُ بِهِ وَيَقُولُ: «إِنَّصَدَقَةَ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ»

أبو حمزة الثمالي متروك ، وهذا مقطوع على علي بن الحسين

وعليه فإن هذا الحديث لا يصح لشدة ضعف جميع طرقه إلا المرسل
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي