الحمد
لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما
بعد :
قال أبو نعيم في الحلية (7/13) : حَدَّثَنَا
أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ
مَعْدَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: " قَدِمَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ
الْبَصْرَةَ وَالسُّلْطَانُ يَطْلُبُهُ , فَصَارَ فِي بَعْضِ الْبَسَاتِينَ , فَأَجَّرَ
نَفْسَهُ عَلَى أَنْ يَحْفَظَ ثِمَارَهَا , فَمَرَّ بِهِ بَعْضُ الْعَشَّارِينَ
فَقَالَ لَهُ: مِنْ أَيْنَ أَنْتَ يَا شَيْخُ؟ قَالَ: مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ , قَالَ:
أَخْبَرَنِي , أَرُطَبُ الْبَصْرَةِ أَحْلَى أَمْ رُطَبُ الْكُوفَةِ؟ قَالَ: أَمَّا
رُطَبُ الْبَصْرَةِ فَلَمْ أَذُقْهُ , وَلَكِنْ رُطَبُ السَّابِرِيَّةِ
بِالْكُوفَةِ حُلْوٌ , فَقَالَ: مَا أَكْذَبَكَ مِنْ شَيْخٍ الْكِلَابُ , وَالْبَرُّ
وَالْفَاجِرُ يَأْكُلُونَ الرُّطَبَ السَّاعَةَ , وَأَنْتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ لَمْ
تَذُقْهُ؟ فَرَجَعَ إِلَى الْعَامِلِ فَأَخْبَرَهُ بِمَا قَالَ لِيُعْجِبَهُ , فَقَالَ:
ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ , أَدْرِكْهُ , فَإِنْ كُنْتَ صَادِقًا فَإِنَّهُ سُفْيَانُ
الثَّوْرِيُّ , فَخُذْهُ لِتَتَقَرَّبَ بِهِ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ
الْمَهْدِيِّ , فَرَجَعَ فِي طَلَبِهِ فَمَا قَدَرَ عَلَيْهِ "
أقول : هذا إسناد صحيح فأبو محمد بن حيان
هو أبو الشيخ الأصبهاني صاحب كتاب العظمة وطبقات المحدثين بأصبهان وغيرها من
التصانيف
وشيخه اسمه أبو بكر محمد بن أحمد بن راشد
بن معدان
قال الذهبي في التاريخ الإسلام :" 438-
محمد بن أحمد بْن راشد بْن مَعْدان .
أبو بَكْر الثَّقْفيّ، مولاهم الإصبهانيّ.
محدِّث ابن محدِّث، كثير التّصانيف. كتبَ
بالعراق ومصر.
وسمع: أبا السّائب سَلْم بنُ جُنادة،
ومحمد بن خالد بْن خَداش، وعَبْد اللَّه بْن أَبِي رومان الإسكندرانيّ، وإبراهيم
بْن سعيد الجوهريّ.
وعنه: العسّال، وأبو الشَّيْخ، ومحمد بن
جعفر بْن يوسف، ومحمد بن أحمد بْن عَبْد الوهّاب، وابن المقرئ، وغيرهم.
تُوُفّي بكرْمان غريبًا"
وقد ترجم له في تذكرة الحفاظ وأثنى عليه
أبو الشيخ في كتابه طبقات المحدثين بأصبهان
وقال صاحب النجوم الزاهرة :" وفيها
توفى محمد بن [أحمد «2» بن] راشد بن معدان الحافظ أبو بكر الثقفىّ مولاهم، كان
حفّاظا محدّثا، طاف البلاد ولقى الشيوخ وصنّف الكتب"
وقال نحوا من كلامه صاحب شذرات الذهب ،
وله ترجمة في تاريخ دمشق وتاريخ بغداد فقد كان رحالاً
وشيخه هو عبد الرحمن بن عمر رستة ثقة
معروف واعتمده ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل في المقطوعات ، وكان مختصاً بابن
مهدي حتى قيل أنه عنده عن ابن مهدي ثلاثين ألف حديث
ويكفيه توثيقاً رواية أبي حاتم وأبي زرعة
عنه وقد قال عنه أبو حاتم ( صدوق )
وبقي في السند ابن مهدي وهو من خاصة سفيان
الثوري فهذا سند صحيح غاية كله حفاظ
وقد روي عن إبراهيم بن أدهم قصة نحواً من
هذه في الأمانة والصدق
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه
وسلم