الحمد
لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما
بعد :
قال ابن مفلح في الآداب الشرعية (2/135)
:" وَسَمِعْت عَلِيَّ بْنَ سُلَيْمَانَ _ القائل أبو جعفر _ يَقُولُ: سَاءَنِي أَنَّ خَلَفًا
الْبَزَّارَ عَلَى جَلَالَتِهِ وَمَحَلَّهُ تَرَكَ الْكِسَائِيَّ، وَهُوَ
أُسْتَاذُهُ فَلَمْ يَرْوِ عَنْهُ حَرْفًا وَاحِدًا، مَعَ حَاجَتِهِ إلَيْهِ فِي
تَصْنِيفِهِ كِتَابَ الْقِرَاءَاتِ.
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: ثُمَّ عَرَّفَنِي
غَيْرُ أَبِي الْحَسَنِ أَنَّهُ إنَّمَا تَرَكَ الرِّوَايَةَ عَنْهُ لِأَنَّهُ
سَمِعَهُ يَقُولُ: قَالَ لِي سَيِّدِي الرَّشِيدُ، فَتَرَكَهُ وَقَالَ: إنَّ
إنْسَانًا مِقْدَارُ الدُّنْيَا عِنْدَهُ أَنْ يَجْعَلَ مِنْ أَجْلِهَا هَذَا
الْإِجْلَالَ، لَحَرِيٌّ أَنْ لَا يُؤْخَذَ عَنْهُ شَيْءٌ مِنْ الْعِلْمِ"
فهذه نقمة على خلف البزار على شيخه الكسائي
أن تذلل للرشيد فكيف لو رأى من يتذلل ويطري من يحكم بالقانون الوضعي ويبيح الدعارة
والخمور أو من يقيم مؤتمرات وحدة الأديان أو يصرح ببناء الكنائس والحسينيات في
أمور أخرى كثيرة من أعظمها وأشنعها تمجيد الديمقراطية
فقد رأيت من يصف من هذه حاله ب( القيادة
الحكيمة ) وأي حكمة في ترك تحكيم شرع الله عز وجل والدعاء لولي الأمر يكون بالصلاح
والطاعة لا الدعاء له بالبقاء وهو باق على ظلم عظيم
وقد كان السلف يذمون بمجرد الدخول على الظلمة دون إنكار والظلمة آنذاك يحكمون الشرع في الجملة وكثير منهم يجاهد ويذل الكفر وأهله ولا يسمحون بالخمور والزنا ظاهراً وأول من فعل ذلك _ أعني السماح _ العبيديين القرامطة
قال ابن تيمية في الاستقامة :" هَذَا وَابْن شهَاب كَانَ فِيهِ من مداخلة الْمُلُوك وَقبُول جوائزهم مَا لَا يُحِبهُ أهل الزّهْد والنسك وَالله يخْتَص كل قوم بِمَا يختاره فَأُولَئِك النساك رووا هَذَا الاثر ليفرقوا بَين الْعَمَل الْمَشْرُوع الْمَأْمُور بِهِ وَمَا لَيْسَ بمشروع مَأْمُور بِهِ"
فكيف بإطرائهم والثناء عليهم وهم على حال مشينة لا ترضي مسلماً
وقال الخطيب في تاريخه أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن يَعْقُوب، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد النَّيْسَابُورِيّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن يَعْقُوب الْحَافِظُ، يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيم بْن أَبِي طالب، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَد بْن سَعِيد الرباطي، يَقُولُ: قدمت على أَحْمَد بْن حنبل فجعل لا يرفع رأسه إلي، فقلت: يا أَبَا عَبْد اللَّه، إنه يكتب عنى بخراسان، وإن عاملتني بهذه المعاملة رموا بحديثي، فَقَالَ لي: يا أَحْمَد، هل بد يوم القيامة من أن يقال: أين عَبْد اللَّه بْن طَاهِر وأتباعه؟ انظر أين تكون أنت منه؟ قَالَ: قلت يا أَبَا عَبْد اللَّه، إنما ولاني أمر الرباط، لذلك دخلت فيه، قَالَ: فجعل يكرر عَلِيّ: يا أَحْمَد، هل بد يوم القيامة من أن يقال: أين عَبْد اللَّه بْن طَاهِر وأتباعه؟ فانظر أين تكون أنت منه.
وهذا إسناد صحيح لإمام أهل السنة
وقد كان السلف يذمون بمجرد الدخول على الظلمة دون إنكار والظلمة آنذاك يحكمون الشرع في الجملة وكثير منهم يجاهد ويذل الكفر وأهله ولا يسمحون بالخمور والزنا ظاهراً وأول من فعل ذلك _ أعني السماح _ العبيديين القرامطة
قال ابن تيمية في الاستقامة :" هَذَا وَابْن شهَاب كَانَ فِيهِ من مداخلة الْمُلُوك وَقبُول جوائزهم مَا لَا يُحِبهُ أهل الزّهْد والنسك وَالله يخْتَص كل قوم بِمَا يختاره فَأُولَئِك النساك رووا هَذَا الاثر ليفرقوا بَين الْعَمَل الْمَشْرُوع الْمَأْمُور بِهِ وَمَا لَيْسَ بمشروع مَأْمُور بِهِ"
فكيف بإطرائهم والثناء عليهم وهم على حال مشينة لا ترضي مسلماً
وقال الخطيب في تاريخه أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن يَعْقُوب، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد النَّيْسَابُورِيّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن يَعْقُوب الْحَافِظُ، يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيم بْن أَبِي طالب، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَد بْن سَعِيد الرباطي، يَقُولُ: قدمت على أَحْمَد بْن حنبل فجعل لا يرفع رأسه إلي، فقلت: يا أَبَا عَبْد اللَّه، إنه يكتب عنى بخراسان، وإن عاملتني بهذه المعاملة رموا بحديثي، فَقَالَ لي: يا أَحْمَد، هل بد يوم القيامة من أن يقال: أين عَبْد اللَّه بْن طَاهِر وأتباعه؟ انظر أين تكون أنت منه؟ قَالَ: قلت يا أَبَا عَبْد اللَّه، إنما ولاني أمر الرباط، لذلك دخلت فيه، قَالَ: فجعل يكرر عَلِيّ: يا أَحْمَد، هل بد يوم القيامة من أن يقال: أين عَبْد اللَّه بْن طَاهِر وأتباعه؟ فانظر أين تكون أنت منه.
وهذا إسناد صحيح لإمام أهل السنة
وجاء في كتاب الفروق للقرافي (3/16)
:" وَلَمَّا أَتَى الشَّيْخُ أَبُو الْوَلِيدِ الطُّرْطُوشِيُّ - رَحِمَهُ
اللَّهُ - الْخَلِيفَةَ بِمِصْرَ وَجَدَ عِنْدَهُ وَزِيرًا رَاهِبًا وَسَلَّمَ
إلَيْهِ قِيَادَهُ وَأَخَذَ يَسْمَعُ رَأْيَهُ وَيُنَفِّذُ كَلِمَاتِهِ الْمَسْمُومَةَ
فِي الْمُسْلِمِينَ.
وَكَانَ هُوَ مِمَّنْ يَسْمَعُ قَوْلَهُ
فِيهِ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ فِي صُورَةِ الْمُغْضَبِ وَالْوَزِيرُ الرَّاهِبُ
بِإِزَائِهِ جَالِسٌ أَنْشَدَهُ:
يَا أَيَّهَا الْمَلِكُ الَّذِي جُودُهُ ...
يَطْلُبُهُ الْقَاصِدُ وَالرَّاغِبُ
إنَّ الَّذِي شُرِّفْت مِنْ أَجْلِهِ ... يَزْعُمُ
هَذَا أَنَّهُ كَاذِبٌ
فَاشْتَدَّ غَضَبُ الْخَلِيفَةِ عِنْدَ
سَمَاعِ الْأَبْيَاتِ وَأَمَرَ بِالرَّاهِبِ فَسُحِبَ وَضُرِبَ وَقُتِلَ
وَأَقْبَلَ عَلَى الشَّيْخِ أَبِي الْوَلِيدِ فَأَكْرَمَهُ وَعَظَّمَهُ بَعْدَ
عَزْمِهِ عَلَى إيذَائِهِ فَلَمَّا اسْتَحْضَرَ الْخَلِيفَةُ تَكْذِيبَ الرَّاهِبِ
لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ سَبَبُ شَرَفِهِ
وَشَرَفِ آبَائِهِ وَأَهْلِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِينَ بَعَثَهُ ذَلِكَ عَلَى
الْبُعْدِ عَنْ السُّكُونِ إلَيْهِ وَالْمَوَدَّةِ لَهُ وَأَبْعَدَهُ عَنْ
مَنَازِلِ الْعِزِّ إلَى مَا يَلِيقُ بِهِ مِنْ الذُّلِّ"
أقول : الله أكبر ذكره بأن هذا الراهب
الذي يكرمه يكذب نبي الله الذي كان سبباً في عزة الأمة
فأين هذا من مؤتمرات وحدة الأديان مع
النصارى واليهود
وأين هذا من التقريب مع الرافضة الطاعنين
في الصحابة الذين هم سبب عزنا بل الطاعنين في النبي لطعنهم في عرضه عليهم لعنة
الله
بل في بعض البلدان هؤلاء أعز بكثير من
الموحدين
اليوم الأمر ليس ضلالاً أو كفراً مجرداً
بل هو ضلال أو كفر مع دياثة عقدية وانعدام مروءة
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه
وسلم