مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: نظرات علمية في كتاب « اركب معنا » للدكتور « محمد العريفي »

نظرات علمية في كتاب « اركب معنا » للدكتور « محمد العريفي »



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :


فقد اطلعت على كتاب « اركب معنا » للدكتور « محمد العريفي »، وهو أحسن ما كتب« العريفي » لأنه في موضوع التوحيد غير أن هناك مآخذ علمية على هذه الرسالة:

(1) قال «محمد العريفي» في كتابه اركب معنا : "سيد من السادات .. هو عمرو بن الجموح .. كان له صنم اسمه مناف .. يتقرب إليه .. ويسجد بين يديه .. مناف .. هو مفزعه عند الكربات .. وملاذه عند الحاجات ..صنم صنعه من خشب .. لكنه أحب إليه من أهله وماله ..وكان شديد الإسراف في تقديسه .. وتزيينه وطييبه وتلبيسه .. وكان هذا دأبه مذ عرف الدنيا .. حتى جاوز عمره الستين سنة ..فلما بُعث النبي صلى الله عليه وسلم في مكة .. وأرسل مصعب بن عمير رضي الله عنه .. داعيةً ومعلماً لأهل المدينة .. أسلم ثلاثة أولاد لعمرو بن الجموح مع أمهم دون أن يعلم .. فعمدوا إلى أبيهم فأخبروه بخبر هذا الداعي المعلم وقرؤوا عليه القرآن .. وقالوا : يا أبانا قد اتبعه الناس فما ترى في اتباعه ؟
فقال : لست أفعل حتى أشاور مناف فأَنظُرَ ما يقول !!
ثم قام عمرو إلى مناف .. وكانوا إذا أرادوا أن يكلموا أصنامهم جعلوا خلف الصنم عجوزاً تجيبهم بما يلهمها الصنم في زعمهم .. أقبل عمرو يمشي بعرجته إلى مناف .. وكانت إحدى رجليه أقصر من الأخرى .. فوقف بين يدي الصنم .. معتمداً على رجله الصحيحة .. تعظيماً واحتراماً .. ثم حمد الصنم وأثنى عليه ثم قال: يا مناف .. لا ريب أنك قد علمت بخبر هذا القادم .. ولا يريد أحداً بسوء سواك .. وإنما ينهانا عن عبادتك .. فأشِرْ عليّ يا مناف .. فلم يردَّ الصنم شيئاً .. فأعاد عليه فلم يجب .. فقال عمرو : لعلك غضبت .. وإني ساكت عنك أياماً حتى يزول غضبك .. ثم تركه وخرج .. فلما أظلم الليل .. أقبل أبناؤه إلى مناف .. فحملوه وألقوه في حفرة فيها أقذار وجيف .. فلما أصبح عمرو دخل إلى صنمه لتحيته فلم يجده .. فصاح بأعلى صوته : ويلكم !! من عدا على إلهنا الليلة .. فسكت أهله .. ففزع ..واضطرب ..وخرج يبحث عنه ..فوجده منكساً على رأسه في الحفرة..فأخرجه وطيبه وأعاده لمكانه.. وقال له : أما والله يا مناف لو علمتُ من فعل هذا لأخزيته .. فلما كانت الليلة الثانية أقبل أبناؤه إلى الصنم .. فحملوه وألقوه في تلك الحفرة المنتنة .. فلما أصبح الشيخ التمس صنمه .. فلم يجده في مكانه .. فغضب وهدد وتوعد .. ثم أخرجه من تلك الحفرة فغسله وطيبه ..

ثم ما زال الفتية يفعلون ذلك بالصنم كل ليلة وهو يخرجه كل صباح فلما ضاق بالأمر ذرعاً راح إليه قبل منامه وقال : ويحك يا مناف إن العنز لتمنع أُسْتَها .. ثم علق في رأس الصنم سيفاً وقال : ادفع عدوك عن نفسك ..

فلما جَنَّ الليلُ حمل الفتيةُ الصنم وربطوه بكلب ميت وألقوه في بئر يجتمع فيها النتن .. فلما أصبح الشيخ بحث عن مناف فلما رآه على هذا الحال في البئر قال :
ورب يبـول الثعلبـان برأسه *** لقد خاب من بالت عليه الثعالب


ثم دخل في دين الله .. وما زال يسابق الصالحين في ميادين الدين ..
وانظر إليه .. لما أراد المسلمون الخروج إلى معركة بدر .. منعه أبناؤه لكبر سنه .. وشدة عرجه .. فأصر على الخروج للجهاد.. فاستعانوا برسول الله صلى الله عليه وسلم فأمره بالبقاء في المدينة .. فبقي فيها ..
فلما كانت غزوة أحُد .. أراد عمرو الخروج للجهاد .. فمنعه أبناؤه .. فلما أكثروا عليه .. ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم .. يدافع عبرته .. ويقول : ( يا رسول الله إن بنيّ يريدون أن يحبسوني عن الخروج معك إلى الجهاد .. قال : إن الله قد عذرك ..فقال .. يا رسول الله .. والله إني لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه في الجنة ..".انتهى

أقول : قصة عمرو بن الجموح مع الصنم مناف محض أسطورة لا وجود لها في كتب أهل العلم والأبيات المذكورة تنسب لرجل سلمي في حادثة أخرى.

قال أبو نعيم في دلائل النبوة 68 : حدثنا عمر بن محمد بن جعفر ، قال : ثنا إبراهيم بن السندي ، قال : ثنا النضر بن سلمة ، قال : ثنا محمد بن سلمة المخزومي ، قال : ثنا يحيى بن سليمان ، عن حكيم بن عطاء الصقري ، من بني سليم من ولد راشد بن عبد ربه ، ((عن أبيه ، عن جده راشد بن عبد ربه قال : كان الصنم الذي يقال له سواع بالمعلاة)) من رهاط يدين له هذيل ، وبنو ظفر من سليم ، فأرسلت بنو ظفر راشد بن عبد ربه بهدية من سليم إلى سواع ، قال راشد : فألفيت مع الفجر إلى صنم قبل سواع ، وإذا صارخ يصرخ من جوفه : « العجب كل العجب ، من خروج نبي من بني عبد المطلب ، يحرم الزنا ، والربا ، والذبح للأصنام ، وحرست السماء ورمينا بالشهب ، العجب كل العجب ، ثم هتف صنم آخر من جوفه : ترك الضمار ، وكان يعبد ، خرج أحمد ، نبي يصلي الصلاة ، ويأمر بالزكاة ، والصيام ، والبر ، وصلة الأرحام ، ثم هتف من جوف صنم آخر هاتف : إن الذي ورث النبوة والهدى بعد ابن مريم من قريش مهتدي نبي يخبر بما سبق ، وبما يكون في غد . قال راشد : فألفيت سواعا مع الفجر ، وثعلبان يلحسان ما حوله ، ويأكلان ما يهدى له ، ثم يعرجان عليه ببولهما ، فعند ذلك يقول راشد بن عبد ربه : أرب يبول الثعلبان برأسه لقد ذل من بالت عليه الثعالب وذلك عند مخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومجازه إلى المدينة ، وتسامع الناس به ، فخرج راشد ، حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، ومعه كلب له ، واسم راشد يومئذ ظالم ، واسم كلبه راشد ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : » ما اسمك ؟ « قال : ظالم ، قال : » فما اسم كلبك ؟ ،« قال : راشد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : » اسمك راشد ، واسم كلبك ظالم « وضحك النبي صلى الله عليه وسلم ، وبايع النبي صلى الله عليه وسلم ، وأقام معه ، ثم طلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم قطيعة برهاط ، ووصفها له فأقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمعلاة من رهاط شأو الفرس ، ورمية ثلاث مرات بحجر ، وأعطاه إداوة مملوءة ماء ، وتفل فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال له : » فرغها في أعلى القطيعة ، ولا تمنع الناس فضولها . ففعل ، فجاء الماء معينا مجمة إلى اليوم ، فغرس عليها النخل ، ويقال : إن رهاطا كلها تشرب منه ، وسماها الناس ماء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأهل رهاط يغتسلون منها ، ويستشفون بها ، وبلغت رمية راشد الركيب الذي يقال له ركيب الحجر ، وغدا راشد إلى سواع ، فكسره».

النضر كذاب، ولا علاقة لعمرو بن جموح هنا كما ترى.

قال ابن سعد في الطبقات 725: قَالُوا : وَقَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم رَجُلٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ يُقَالُ لَهُ : قَيْسُ بْنُ نُسَيْبَةَ فَسَمِعَ كَلاَمَهُ وَسَأَلَهُ عَنْ أَشْيَاءَ فَأَجَابَهُ وَوَعَى ذَلِكَ كُلَّهُ ، وَدَعَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلَى الإِسْلاَمِ فَأَسْلَمَ ، وَرَجَعَ إِلَى قَوْمِهِ بَنِي سُلَيْمٍ ، فَقَالَ : قَدْ سَمِعْتُ بَرْجَمَةَ الرُّومِ وَهَينمةَ فَارِسَ وَأَشْعَارَ الْعَرَبِ وَكَهَانَةَ الْكَاهِنِ وَكَلاَمَ مَقَاوِلِ حِمْيَرَ فَمَا يُشْبِهُ كَلاَمُ مُحَمَّدٍ شَيْئًا مِنْ كَلاَمِهِمْ فَأَطِيعُونِي وَخُذُوا بِنَصِيبِكُمْ مِنْهُ ، فَلَمَّا كَانَ عَامُ الْفَتْحِ خَرَجَتْ بَنُو سُلَيْمٍ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَلَقُوهُ بِقُدَيْدٍ وَهُمْ تِسْعُمِئَة ، وَيُقَالُ : كَانُوا أَلْفًا فِيهِمُ الْعَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ وَأَنَسُ بْنُ عِيَاضِ بْنِ رِعْلٍ وَرَاشِدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ فَأَسْلَمُوا ، وَقَالُوا : اجْعَلْنَا فِي مُقَدِّمَتِكَ ، وَاجْعَلْ لِوَاءَنَا أَحْمَرَ ، وَشِعَارَنَا مُقَدَّمًا فَفَعَلَ ذَلِكَ بِهِمْ ، فَشَهِدُوا مَعَهُ الْفَتْحَ وَالطَّائِفَ ، وَحُنَيْنًا ، وَأَعْطَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم رَاشِدَ بْنَ عَبْدِ رَبِّهِ رُهَاطًا وَفِيهَا عَيْنٌ يُقَالُ لَهَا : عَيْنُ الرَّسُولِ ، وَكَانَ رَاشِدٌ يَسْدُنُ صَنَمًا لِبَنِي سُلَيْمٍ ، فَرَأَى يَوْمًا ثَعْلَبَيْنِ يَبُولاَنِ عَلَيْهِ ، فَقَالَ :
أَرَبٌّ يَبُولُ الثَّعْلَبَانِ بِرَأْسِهِ ... لَقَدْ ذَلَّ مَنْ بَالَتْ عَلَيْهِ الثَّعَالِبُ


ثُمَّ شَدَّ عَلَيْهِ فَكَسَرَهُ ، ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ لَهُ : مَا اسْمُكَ ؟ قَالَ : غَاوِي بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى قَالَ : أَنْتَ رَاشِدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ فَأَسْلَمَ وَحَسُنَ إِسْلاَمُهُ وَشَهِدَ الْفَتْحَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : خَيْرُ قُرًى عَرَبِيَّةٍ خَيْبَرُ ، وَخَيْرُ بَنِي سُلَيْمٍ رَاشِدٌ وَعَقَدَ لَهُ عَلَى قَوْمِهِ.

ولا علاقة لعمرو هنا كما ترى والخبر من طريق الواقدي الكذاب.

(2) قال «محمد العريفي» في كتابه راكب معنا :" وفي الصحيحين وغيرهما .. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث خيلاً جهة نجد .. لينظروا له ما حول المدينة .. فبنما هم يتجولون على دوابهم .. فإذا برجل قد تقلد سلاحه .. ولبس الإحرام .. وهو يلبي قائلاً : لبيك اللهم لبيك .. لبيك لا شريك لك .. إلا شريكاً هو لك .. تملكه وما ملك .. ويردد : إلا شريكاً هو لك .. تملكه وما ملك ..فأقبل الصحابة عليه .. وسألوه أين يريد .. فأخبرهم أنه يريد مكة .. فنظروا في حاله فإذا هو قد أقبل من ديار مسيلمة الكذاب .. الذي ادعى النبوة ..فربطوه وأوثقوه وجاؤوا به إلى المدينة .. ليراه النبي صلى الله عليه وسلم .. ويقضي فيه ما شاء ..فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم .. قال لأصحابه : أتدون من أسرتم .. هذا ثمامة بن أثال سيد بني حنيفة .. ثم قال اربطوه في سارية من سواري المسجد .. وأكرموه ..

ثم ذهب صلى الله عليه وسلم إلى بيته وجمع ما عنده من طعام وأرسل به إليه .. وأمر بدابة ثمامة أن تعلف ويعتنى بها .. وتعرض أمامه في الصباح والمساء .. فربطوه بسارية من سواري المسجد .. فخرج إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ما عندك يا ثمامة ؟

قال : عندي خير يا محمد .. إن تقتلني تقتل ذا دم .. ( أي ينتقم لي قومي ) .. و إن تنعم تنعم على شاكر .. وإن كنت تريد المال فسل منه ما شئت .. فتركه صلى الله عليه وسلم حتى كان الغد .. ثم قال له : ما عندك يا ثمامة ؟

فقال : عندي ما قلت لك إن تقتلني تقتل ذا دم .. و إن تنعم تنعم على شاكر .. و إن كنت تريد المال فسل منه ما شئت .. فتركه صلى الله عليه وسلم حتى بعد الغد .. فمر به فقال : ما عندك يا ثمامة ؟

فقال : عندي ما قلت لك .. فلما رأى صلى الله عليه وسلم أنه لا رغبة له في الإسلام .. وقد رأى صلاة المسلمين .. وسمع حديثم .. ورأى كرمهم .. قال صلى الله عليه وسلم : أطلقوا ثمامة .. فأطلقوه .. وأعطوه دابته وودعوه .. فانطلق ثمامة إلى ماء قريب من المسجد .. فاغتسل .. ثم دخل المسجد .

فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله .. يا محمد والله ما كان على وجه الأرض وجه أبغض إلي من وجهك .. فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إلي .. و الله ما كان دين أبغض إلي من دينك .. فأصبح دينك أحب الدين إلي ..".

أقول : ذكر تلبية ثمامة من اختراع العريفي، وكذلك قوله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (أكرموه) والخبر في الصحيحين بدون هذه الزيادات.

(3) قال «محمد العريفي» في كتاب اركب معنا : "والسحر هو : عزائم وكلام وأدوية وتدخينات .. وله حقيقة .. وقد يؤثر في القلوب والأبدان .. فيمرض .. ويقتل .. ويفرق بين المرء وزوجه .. وهو من أعظم الذنوب : قال صلى الله عليه وسلم:(اجتنبوا السبع الموبقات قالوا : وما هي ؟ قال : الإشراك بالله والسحر ).. فالسحر فيه استخدام الشياطين .. والتعلق بهم .. والتقرب إليهم بما يحبونه .. ليقوموا بخدمة الساحر .. وفيه أيضاً ادعاء علم الغيب .. وهذا كفر وضلال .. لذا قال تعالى : ﴿إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى﴾ .. وحكم الساحر القتل .. كما فعل جماعة من الصحابة رضي الله عنهم .. والعجب أننا أصبحنا في زمان .. تساهل الناس فيه بالسحر .. وربما عدوا ذلك فناً من الفنون التي يفتخرون بها .. ويمنحون الجوائز لأصحابها .. ويقيمون للسحرة الحفلات..والمسابقات..ويحضرها آلاف المتفرجين والمشجعين ..وهذا من التهاون بالعقيدة، وما أجمل أن يصنع بالساحر ما صنعه أبو ذر الغفاري رضي الله عنه ..فإنه دخل على أحد الخلفاء فرأى بين يديه ساحراً .. يلعب بسيف في يده .. ويخيل للناس أنه يضرب يقطع رأس الرجل ثم يعيده .. فجاء أبو ذر من اليوم التالي .. وقد لبس رداءه .. وخبأ سيفه تحته .. ثم دخل على الخليفة .. فإذا الساحر بين يديه يلعب بالسيف .. ويسحر أمام الناس .. وهم في عجب وإعجاب .. فاقترب منه أبو ذر .. ثم أخرج سيفه فجأة ورفع وهوى به على رقبة هذا الساحر .. فأطار رأسه ..فسقط الساحر صريعاً .. وقال أبو ذر : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : حد الساحر ضربة بالسيف .. ثم التفت إليه أبو ذر وقال : أحيي نفسك .. أحيي نفسك .. ؟؟؟".

أقول : قصة أبي ذر مع الساحر من اختراع العريفي وإنما ثبت نحوها عن جندب قاتل الساحر.

(4) قال «محمد العريفي» في كتاب اركب معنا : "وفي الصحيح أنه لما أنزل الله : ﴿اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله﴾ .. قال عدي بن حاتم رضي الله عنه : يا رسول الله .. لسنا نعبدهم .. قال : ( أليس يحلون لكم ما حرم الله فتحلونه .. ويحرمون ما أحل الله فتحرمونه ؟ ) .. قال : بلى . قال صلى الله عليه وسلم: ((فتلك عبادتهم))".

لا أدري هل كان «محمد العريفي» يصنف هذا الكتاب في محطة قطار ؟!
 هذا الخبر ليس في الصحيح بل هو في جامع الترمذي.
 قال الترمذي في جامعه 3095: حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بْنُ يَزِيدَ الكُوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلاَمِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ غُطَيْفِ بْنِ أَعْيَنَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي عُنُقِي صَلِيبٌ مِنْ ذَهَبٍ. فَقَالَ: يَا عَدِيُّ اطْرَحْ عَنْكَ هَذَا الوَثَنَ، وَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ فِي سُورَةِ بَرَاءَةٌ: ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾، قَالَ: أَمَا إِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا يَعْبُدُونَهُمْ، وَلَكِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا أَحَلُّوا لَهُمْ شَيْئًا اسْتَحَلُّوهُ، وَإِذَا حَرَّمُوا عَلَيْهِمْ شَيْئًا حَرَّمُوهُ.
هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ، لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ السَّلاَمِ بْنِ حَرْبٍ، وَغُطَيْفُ بْنُ أَعْيَنَ لَيْسَ بِمَعْرُوفٍ فِي الحَدِيثِ.
 وقد ضعف الترمذي إسناد هذا الخبر كما ترى وله شاهد ابن مردويه ذكره السيوطي في الدر المنثور ولا يعلم إسناده ليقوى به.

(5) قال «محمد العريفي» في كتابه اركب معنا : "وصح عند الترمذي والحاكم عن عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر غير الصلاة ..".

الخبر عن عبد الله بن شقيق بدون ذكر أبي هريرة، وإنما ورد ذكر أبي هريرة عند الحاكم وهو وهم بيّن.

وهذه أغلاط الرجل  في كتيب صغير فكيف لو صنف مجلداً والله الممستعان
 
 واليوم وجدت الفهارس والبرامج البحثية فقبحت هذه الأغلاط أكثر من ذي قبل.
 وهذه الأغلاط قيدتها من النسخة الموجودة في صيد الفوائد وقد حملها آلاف الناس.
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي