الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
قال الله تعالى : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ
مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ
فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا
تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا
مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا
إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ )
اختلف السلف في اسم هذا النبي ، فقال قتادة أنه يوشع بن نون وقد ضعف هذا
الحافظ ابن كثير من الجهة الزمنية
قال ابن أبي حاتم في تفسيره 2533 : حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو
بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَوْلُهُ {وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ
وَالْحِكْمَةَ}: قَالَ: الْحِكْمَةُ هِيَ النُّبُوَّةُ، آتَاهُ اللَّهُ نُبُوَّةَ شَمْعُونَ
وقد سماه وهب بن منبه شمويل
وأما مجاهد
فقال الطبري 5629: حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن
ابن جريج، عن مجاهد قوله:"ألم تر إلى الملإ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا
لنبي لهم"، قال: شمؤل.
ابن جريج لم يسمع مجاهداً وإنما أخذ التفسير من كتاب القاسم بن أبي بزة
وهذا مقبول
والذي يظهر أنه لا خلاف حقيقي بين السدي ومجاهد ووهب وإنما وقع الخلاف
بينهم في طريقة ترجمة الاسم من العبرانية فمنهم من يقول ( شمعون ) ومنهم (شمويل ) وهما
اسمان لرجل واحد
وإذا جاءك التفسير عن مجاهد فهو حسبك كما قال سفيان
وقال الترمذي في جامعه [ 2952 ] :
حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ هِلَالٍ
قَالَ: حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ ابْنُ أَبِي حَزْمٍ، أَخُو
حَزْمٍ القُطَعِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الجَوْنِيُّ، عَنْ جُنْدَبِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
مَنْ قَالَ فِي القُرْآنِ بِرَأْيِهِ فَأَصَابَ فَقَدْ أَخْطَأَ
هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ، وَقَدْ تَكَلَّمَ بَعْضُ أَهْلِ الحَدِيثِ فِي
سُهَيْلِ بْنِ أَبِي حَزْمٍ.
وَهَكَذَا رُوِيَ عَنْ بَعْضِ أَهْلِ العِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَغَيْرِهِمْ، أَنَّهُمْ شَدَّدُوا فِي هَذَا فِي
أَنْ يُفَسَّرَ القُرْآنُ بِغَيْرِ عِلْمٍ .
وَأَمَّا الَّذِي رُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ وَقَتَادَةَ وَغَيْرِهِمَا مِنْ
أَهْلِ العِلْمِ أَنَّهُمْ فَسَّرُوا القُرْآنَ، فَلَيْسَ الظَّنُّ بِهِمْ أَنَّهُمْ
قَالُوا فِي القُرْآنِ أَوْ فَسَّرُوهُ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَوْ مِنْ قِبَلِ أَنْفُسِهِمْ.
وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُمْ مَا يَدُلُّ عَلَى مَا قُلْنَا، أَنَّهُمْ لَمْ يَقُولُوا مِنْ
قِبَلِ أَنْفُسِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ.اهـ
وقال ابن عثيمين في القول المفيد (1/311) :" وأما تفسير الصحابي;
فإنه حجة عند أكثر المفسرين
وأما التابعين; فإن أكثر العلماء
يقول: إنه ليس بحجة إلا من اختص منهم بشيء; كمجاهد; فإنه عرض المصحف على ابن عباس عشرين
مرة أو أكثر، يقف عند كل آية ويسأله عن معناها، وأما من بعد التابعين; فليس تفسيره
حجة على غيره، لكن إن أيده سياق القرآن كان العمدة سياق القرآن"
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم