الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
قال أحمد في مسنده 15195 :حدثنا سريج بن النعمان قال حدثنا هشيم أنا مجالد
عن الشعبي عن جابر بن عبد الله :
أن عمر بن الخطاب أتى النبي صلى
الله عليه و سلم بكتاب أصابه من بعض أهل الكتب فقرأه النبي صلى الله عليه و سلم فغضب
فقال أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب
والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم
بحق فتكذبوا به أو بباطل فتصدقوا به والذي نفسي بيده لو أن موسى صلى الله عليه و سلم
كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعني
مجالد بن سعيد ضعيف
قال الخطيب في آداب الجامع 1350 : أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد بن
إبراهيم القزويني ، أنا علي بن إبراهيم بن سلمة القطان ، نا أبو حاتم محمد بن إدريس
بن المنذر الحنظلي نا آدم بن أبي إياس ، نا ورقاء بن عمر ، عن جابر الجعفي ، عن عامر
الشعبي ، عن عبد الله بن ثابت ، خادم النبي صلى الله عليه وسلم قال :
جاء عمر بصحيفة فقال : يا رسول
الله بعث إلي بهذه الصحيفة رجل من بني قريظة فيها جوامع من التوراة أقرأها عليك فجعل
عمر يقرأ وجعل وجه رسول الله يتغير فرمى عمر بالصحيفة بشماله
وقال : رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا فما زال يقولها حتى
أسفر وجه رسول الله
ثم قال : والذي نفسي بيده لو أصبح اليوم فيكم موسى ثم اتبعتموه وتركتموني
لضللتم ، أنتم حظي من الأمم وأنا حظكم من الأنبياء .
جابر الجعفي متروك وهذا اللفظ يختلف عن اللفظ السابق ففي اللفظ السابق
(والذي نفسي بيده لو أن موسى صلى الله عليه و سلم كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعني )
وليس فيه ( أمتهوكون يا ابن الخطاب )
قال ابن أبي حاتم في تفسيره 11324: حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا إِسْمَاعِيلُ
بْنُ الْخَلِيلِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ،
عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عُرْفُطَةَ قَالَ:
كُنْتُ عِنْدَ عُمَرَ ابن الْخَطَّابِ
إِذْ أَتَى بِرَجُلٍ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ، مَسْكَنُهُ بِالسُّوسِ
فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: أَنْتَ فُلانٌ
ابْنُ فُلانٍ الْعَبْدِيُّ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وَأَنْتَ النَّازِلُ بِالسُّوسِ،
فَضَرَبَهُ بِقَنَاةٍ مَعَهُ
فَقَالَ الْعَبْدِيُّ: مَالِيَ؟
فَقَرَأَ عَلَيْهِ: الر تِلْكَ
آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ إِلَى قَوْلِهِ: وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ
الْغَافِلِينَ فَقَرَأَهَا عَلَيْهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ فَضَرَبَهُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ
قَالَ لَهُ عُمَرُ: أَنْتَ الَّذِي انْتَسَخْتَ كِتَابَ دَانْيَالَ؟
قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: اذْهَبْ
فَامْحُهُ بِالْحَمِيمِ وَالصُّوفِ الأَبْيَضِ، وَلا تَقْرَأْهُ وَلا تُقْرِئْهُ أَحَدًا
مِنَ النَّاسِ
عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي ضعيفٌ جداً
قال المزي في تهذيب الكمال :" قال أبو طالب ، عن أحمد بن حنبل : ليس
بشىء ، منكر الحديث .
و قال أبو داود : سمعت أحمد بن حنبل يضعف عبد الرحمن بن إسحاق الكوفى
.
و قال عباس الدورى ، عن يحيى بن معين : ضعيف ، ليس بشىء .
و قال محمد بن سعد ، و يعقوب بن سفيان ، و أبو داود ، و النسائى ، و ابن
حبان :
ضعيف .
زاد النسائى : ليس بذاك .
و قال البخارى : فيه نظر .
و قال أبو زرعة : ليس بقوى .
و قال أبو حاتم : ضعيف الحديث ، منكر الحديث ، يكتب حديثه ، و لا يحتج
به .
و قال أبو بكر بن خزيمة : لا يحتج بحديثه"
كلام أحمد وابن معين والبخاري جرحٌ شديد وليس في هذا الخبر ذكر قصة عمر
مع النبي صلى الله عليه وسلم
قال الهيثمي في مجمع الزوائد :" وعن أبي الدرداء قال: جاء عمر بجوامع
من التوراة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله جوامع من التوراة
أخذتها من أخ لي من بني زريق فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عبد الله
بن زيد الذي أرى الأذان أمسخ الله عقلك ألا ترى الذي بوجه رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال عمر: رضينا بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً وبالقرآن إماماً فسرى
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: والذي نفس محمد بيده لو كان موسى بين أظهركم
ثم اتبعتموه وتركتموني لضللتم ضلالاً بعيداً أنتم حظي من الأمم وأنا حظكم من النبيين.
رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو عامر القاسم بن محمد الأسدي ولم أر من ترجمه وبقية
رجاله موثقون"
أقول : ليس فيه قوله ( أمتهوكون يا ابن الخطاب ) وليس فيه قوله (لو أن
موسى صلى الله عليه و سلم كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعني )
قال الروياني في مسنده 225 - نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا عُثْمَانُ
بْنُ صَالِحٍ، نا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي مِشْرَحُ بْنُ هَاعَانَ الْمَعَافِرِيُّ،
أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ يَقُولُ: إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَوْ كَانَ فِيكُمْ مُوسَى فَاتَّبَعْتُمُوهُ وَعَصَيتُمُونِي
لَدَخَلْتُمُ النَّارَ»
ابن لهيعة ضعيف وليس فيه القصة
وقال الألباني في الإرواء :" عن حفصة رضى الله عنها: " جاءت
إلى النبى صلى الله عليه وسلم بكتاب من قصص يوسف فى كنف , فجعلت تقرأ عليه , والنبى
صلى الله عليه وسلم يتلون وجهه , فقال: " والذى نفسى بيده لو أتاكم يوسف وأنا
معكم , فاتبعتموه , وتركتمونى ضللتم " .
أخرجه الهروى (3/64/1 ـ 2) عن عبد الرزاق انبأ معمر عن الزهرى عنها.
ورجاله ثقات , لكنه منقطع بل معضل بين الزهرى وحفصة"
أقول : وهذه قصة أخرى تماماً ، والنبي المذكور يوسف وليس موسى ، وجعلها
مع حفصة وليس عمر بن الخطاب ، ولم يقل ( لو كان حياً لاتبعني )
والخلاصة : أن قوله ( أمتهوكون يا ابن الخطاب ) ، وقوله (لو أن موسى صلى
الله عليه و سلم كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعني ) لم يرد إلا في رواية مجالد الضعيفة
وللفائدة : قد ضعف الشيخ عبد العزيز ابن باز هذا الخبر
جاء في كتاب الفوائد العلمية من الدروس البازية (4/164) :" س : يروى
أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه جاء بورقة من التوراة ، فلما رآها رسول الله صلى الله
عليه وسلم غضب لذلك ، فهل هذا صحيح ؟
ج: نعم يروى هذا ، والحديث في سنده ضعف ، وفيه أنه صلى الله عليه وسلم
قال :( لو كان موسى حيا ما وسعه إلا أن يتبعني ) ، وهو حديث مشهور لكن سنده ليس بذاك
. ثم إن الآيات القرآنية واضحة ، وما جاء فيها كاف في نسخ هذه الأشياء ، وكذا الأحاديث
النبوية "
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم