مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: الكلام على حديث ( إن الرجل ليفضي في اليوم إلى مائة عذراء )

الكلام على حديث ( إن الرجل ليفضي في اليوم إلى مائة عذراء )



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

                          
فقال الطبراني في الأوسط 5267 :" حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ هِشَامٍ السِّجْزِيُّ الْحَرْبِيُّ قَالَ: نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبَانَ قَالَ: نَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
 قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَصِلُ إِلَى نِسَائِنَا فِي الْجَنَّةِ؟
 قَالَ:  إِنَّ الرَّجُلَ لِيَصِلُ فِي الْيَوْمِ إِلَى مِائَةِ عَذْرَاءَ
لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ إِلَّا زَائِدَةُ، تَفَرَّدَ بِهِ: حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ "

هذا الحديث ظاهره الصحة

ولكن زائدة قد خولف خالفه حماد بن أسامة

قال هناد بن السري في الزهد 88 : حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ , عَنْ هِشَامٍ , عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي الْحَوَارِيِّ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَنُفْضِي إِلَى نِسَائِنَا فِي الْجَنَّةِ كَمَا نُفْضِي إِلَيْهِنَّ فِي الدُّنْيَا؟
 قَالَ:  وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيُفْضِي فِي الْغَدَاةِ الْوَاحِدَةِ إِلَى مِائَةِ عَذْرَاءَ

وهنا أئمة قد اختلفوا على هشام فنحتاج إلى أئمة ليفصلوا في هذا

قال ابن أبي حاتم في العلل :"
2129- وَسَأَلْتُ أَبِي ، وَأَبَا زُرْعَةَ ، عَنْ حَدِيثٍ ؛ رَوَاهُ حُسَيْنٌ الْجَعْفِيُّ ، عَنْ زَائِدَةَ ، عَنْ هِشَامٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، كَيْفَ نُفْضِي إِلَى نِسَائِنَا فِي الْجَنَّةِ.

فَقَالا : هَذَا خَطَأٌ ، إِنَّمَا هُوَ هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.

قُلْتُ لأَبِي : الْوَهْمُ مِمَّنْ هُوَ قَالَ : مِنْ حُسَيْنٍ"

فرجحا رواية أبي أسامة حماد بن أسامة ،على رواية زائدة ولكن جعلا الوهم على حسين الجعفي الراوي عن زائدة

فإن قلت ما وجه ترجيح رواية أبي أسامة

قلنا : أن الجعفي قد سلك جادة فهشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة جادة مطروقة روي فيها العشرات من الأحاديث الصحيحة


بيد أن السند الذي ذكره أبو أسامة سند غريب لا يحفظ إلا حافظ

والوجه الراجح فيه ضعف زيد العمي ولم يدرك ابن عباس

وعليه فإن الحديث لا يثبت وهو جدير في أن يوضع في كتاب ( أحاديث معلة ظاهرها الصحة ) لمقبل  الوادعي لإعلال الجبلين أبي حاتم وأبي زرعة له ، وإشارة الطبراني إلى هذه العلة

غير أن الوادعي لم يتنبه لهذه العلة وأورد الحديث في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين

ومن باب إرجاع الفضل إلى أهله ،أقول : قد استفدت أصل ما يتعلق في هذا البحث ، من تعليق رائد النشيري على كتاب حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح وطبعته هي طبعة دار عالم الفوائد

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي