الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
قال الطبري في تفسيره (19/ 9 ) :
حَدَّثَنِي ابْنُ زُهَيْرٍ، قَالَ: ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ:
ثنا دَاوُدُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي الْفُرَاتِ، قَالَ: ثنا عِلْبَاءُ بْنُ أَحْمَرَ،
عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:
تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: {وَلَا
تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} قَالَ:
كَانَ فِيمَا بَيْنَ نُوحٍ وَإِدْرِيسَ،
وَكَانَتْ أَلْفَ سَنَةٍ؛ وَإِنَّ بَطْنَيْنِ مِنْ وَلَدِ آدَمَ كَانَ أَحَدُهُمَا
يَسْكُنُ السَّهْلَ، وَالْآخَرُ يَسْكُنُ الْجَبَلَ
وَكَانَ رِجَالُ الْجَبَلِ صُبَاحًا،
وَفِي النِّسَاءِ دَمَامَةٌ، وَكَانَ نِسَاءُ السَّهْلِ صُبَاحًا، وَفِي الرِّجَالِ
دَمَامَةٌ
وَإِنَّ إِبْلِيسَ أَتَى رَجُلًا
مِنْ أَهْلِ السَّهْلِ فِي صُورَةِ غُلَامٍ، فَأَجَرَ نَفْسَهُ مِنْهُ، وَكَانَ يَخْدُمُهُ،
وَاتَّخَذَ إِبْلِيسُ شَيْئًا مِثْلَ ذَلِكَ الَّذِي يَزْمُرُ فِيهِ الرِّعَاءُ، فَجَاءَ
فِيهِ بِصوْتٍ لَمْ يُسْمَعْ مِثْلُهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ مَنْ حَوْلُهُمْ، فَانْتَابُوهُمْ
يَسْمَعُونَ إِلَيْهِ
وَاتَّخَذُوا عِيدًا يَجْتَمِعُونَ
إِلَيْهِ فِي السَّنَةِ، فَيَتَبَرَّجُ الرِّجَالُ لِلنِّسَاءِ. قَالَ: وَيَتَزَيَّنُ
النِّسَاءُ لِلرِّجَالِ
وَإِنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْجَبَلِ
هَجَمَ عَلَيْهِمْ وَهُمْ فِي عِيدِهِمْ ذَلِكَ، فَرَأَى النِّسَاءَ، فَأَتَى أَصْحَابَهُ
فَأَخْبَرَهُمْ بِذَلِكَ، فَتَحَوَّلُوا إِلَيْهِنَّ، فَنَزَلُوا مَعَهُنَّ، فَظَهَرَتِ
الْفَاحِشَةُ فِيهِنَّ، فَهُوَ قَوْلُ اللَّهِ: {وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ
الْأُولَى}
رواه الحاكم في المستدرك 4071 وفي سنده هشام بن علي السيرافي السدوسي وفي
وثقه الدارقطني في سؤالات الحاكم له وبقية رجال السند ثقات معروفون فالخبر قوي الإسناد
وفي سند الطبري لطيفة وهو أن ابن جرير روى هذا الخبر عن أحمد بن يحيى بن
زهير وهو قرينه ومات معه في عام واحد لذا لا تجد لابن جرير رواية عن ابن زهير إلا في
النادر بل لعل هذا هو الخبر الوحيد الذي رواه عنه
وتأمل أخي كيف أن إبليس بدأ الأمر بالمزمار ، ثم اجتمع عليه الرجال والنساء
حتى اتخذوه عيداً ثم كان سبباً لوقوع الفاحشة ، وتأمل شبه ذاك الاحتفال بالاحتفالات
الغنائية الموجودة الآن التي اتخذ كثيرٌ منها عيداً سنوياً !
والله المستعان
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم