الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
ألقى عائض القرني محاضرةً بعنوان أسرار عبقرية شيخ الإسلام ابن تيمية قبل
عدة سنوات، وبعد المحاضرة وجه له السؤال التالي: "شوقتنا عن سيد قطب ، فاذكر لنا
بعض أخباره؟
فأجاب عائض القرني : رحم الله
السيد، وجمعنا وإياه و ابن تيمية.
بالنسبة لـ سيد قطب فيه نسبة عالية
من ابن تيمية ؛ كان يحمل روح الاستقلال، والشجاعة الفكرية
فلذلك ذهب إلى الله عز وجل، لكنها
خاتمة كانت جميلة جد جميلة، حتى كان يتبسم على المشنقة
وأنا كررت أبيات شاعر مصر وهو
يحييه، ويحيي تبسمه، ويقول:
يا شهيداً رفع الله به *** جبهة الحق على طول المدى
سوف تبقى في الحنايا *** علماً قائداً للجيل رمزاً للفدا
ما بكينا أنت قد علمتنا *** بسمة المؤمن في وجه الردى"
أقول: إنا لله وإنا إليه راجعون ، أين الثرى من الثريا وأين البعرة من
البعير
هكذا هم , يقيم محاضرة عن شيخ
الإسلام ليمتدح سيد قطب، وأين هذا من ذاك ؟
شيخ الإسلام كان إماماً سلفياً ، وأما سيد قطب فكان معطلاً صاحب وحدة وجود
، متخبط في مسائل الاعتقاد يصرح بأن أخبار الآحاد لا تعتمد في العقيدة ، وله كلام كثير
في الطعن في الصحابة
وشيخ الإسلام كان إماماً مجتهداً
وسيد ليس له في هذا الباب شيئ يذكر
وشيخ الإسلام كان إماماً في التفسير
المأثور يطالع مائة تفسير قبل أن يفصل في الآية
وأما سيد قطب فيفسر برأيه وفي
رأيه بلايا
وشيخ الإسلام كان إماماً في الحديث
والحديث الذي لا يعرفه ابن تيمية فليس بحديث
وأما سيد فقد كان عامياً في هذا
الباب، وكان شيخ الإسلام وكان سيد !
ولو مضيت على هذا لطال بي المقام، وإنني لأرى نفسي في هذه المقارنة:
ألم ترَ أن السيف ينقص قدره *** إذا قيل بأن السيف أمضى من العصا
ولمعرفة حال سيد لمن لا يعرفه ، يراجع ما كتب في نقده وهو كثير، غير
أنني أريد بهذا بيان ما كان يلقنه هؤلاء للعوام وأشباههم من الغلو في سيد قطب، مما
أوجب على الغيورين تلك القومة الجليلة على القوم ، والتي ينبغي أن تكون على كل من حاد السنة وكان له أثر سيء على الأمة
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم