مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: الكلام على حديث ( من أقرض مرتين ، كان له مثل أجر أحدهما لو تصدق به )

الكلام على حديث ( من أقرض مرتين ، كان له مثل أجر أحدهما لو تصدق به )



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

                           
قال ابن حجر في المطالب العالية 1483 : " وقال أبو يعلى ، حدثنا يحيى بن معين ، حدثنا معتمر ، قال : قرأت على الفضيل أبي معاذ ، عن أبي حريز ، أن إبراهيم حدثه :
 أن الأسود بن يزيد كان يستقرض من مولى للنخع تاجر ، فإذا خرج عطاؤه قضاه ، وأنه خرج عطاؤه
 فقال له الأسود : إن شئت أخرت عنا ، فإن قد كان علينا حقوق في هذا العطاء
فقال التاجر : إني لست فاعلا ، فنقده الأسود خمسمائة درهم ، حتى إذا قبضها التاجر قال له التاجر : دونك فخذها
 قال الأسود ، قد سألتك هذا فأبيت .
 فقال له التاجر : إني سمعتك تحدثنا ، عن عبد الله بن مسعود ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول :   من أقرض مرتين ، كان له مثل أجر أحدهما لو تصدق به   . صححه ابن حبان ، وأخرجه عن أبي يعلى بهذا الإسناد ، وقد أخرج أحمد ، وابن ماجة من طريق علقمة ، عن ابن مسعود نحوه ، وفيه قصة لعلقمة أيضا ، والسياق مختلف ، فكأنهما واقعتان "

أبو حريز اسمه عبد الله بن الحسين وهو ضعيف

وجاء في علل الدارقطني :" س 789- وسُئِل عَن حَدِيثِ عَلقَمَة ، عَن عَبدِ الله ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلم : مَن أَقرَض مَرَّتَينِ كان لَهُ مِثلُ أَجرِ أَحَدِهِما لَو تَصَدَّق بِهِ.
فَقال : يَروِيهِ قَيسُ بن رُومِيٍّ كُوفِيٌّ ، عَن عَلقَمَة ، عَن عَبدِ الله رَفَعَهُ.
وَرَواهُ سُلَيمُ بن أَذنان ، عَن عَلقَمَة واختُلِف عَنهُ ، فَرَفَعَهُ عَطاءُ بنُ السّائِبِ عَنهُ.
وَوَقَفَهُ غَيرُهُ.
والمَوقُوفُ أَصَحُّ لا يُعرَفُ قَيسُ بن رُومِيٍّ إِلاّ فِي هَذا"

الموقوف موقوف على علقمة

قال ابن أبي شيبة في المصنف 22670: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ أُذْنَانِ ، عَنْ عَلْقَمَةَ سَمِعْتهُ يَقُولُ :
 لأنْ أُقْرِضَ رَجُلاً مَرَّتَيْنِ أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ أَنْ أُعْطِيَهُ مَرَّةً.

وهذا أصح عن ابن أذنان ويدل على نكارة بقية الروايات

وقال ابن ماجه 2430: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ الْعَسْقَلاَنِيُّ ، حَدَّثَنَا يَعْلَى ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ يَسِيرٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ رُومِيٍّ ، قَالَ : كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ أُذُنَانٍ يُقْرِضُ عَلْقَمَةَ أَلْفَ دِرْهَمٍ إِلَى عَطَائِهِ ، فَلَمَّا خَرَجَ عَطَاؤُهُ تَقَاضَاهَا مِنْهُ وَاشْتَدَّ عَلَيْهِ ، فَقَضَاهُ ، فَكَأَنَّ عَلْقَمَةَ غَضِبَ ، فَمَكَثَ أَشْهُرًا ثُمَّ أَتَاهُ ، فَقَالَ : أَقْرِضْنِي أَلْفَ دِرْهَمٍ إِلَى عَطَائِي ، قَالَ : نَعَمْ ، وَكَرَامَةً ، يَا أُمَّ عُتْبَةَ هَلُمِّي تِلْكَ الْخَرِيطَةَ الْمَخْتُومَةَ الَّتِي عِنْدَكِ ، فَجَاءَتْ بِهَا ، فَقَالَ : أَمَا وَاللَّهِ إِنَّهَا لَدَرَاهِمُكَ الَّتِي قَضَيْتَنِي ، مَا حَرَّكْتُ مِنْهَا دِرْهَمًا وَاحِدًا ، قَالَ : فَلِلَّهِ أَبُوكَ مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا فَعَلْتَ بِي ؟ قَالَ : مَا سَمِعْتُ مِنْكَ ، قَالَ : مَا سَمِعْتَ مِنِّي ؟ قَالَ : سَمِعْتُكَ تَذْكُرُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ قَالَ : مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُقْرِضُ مُسْلِمًا قَرْضًا مَرَّتَيْنِ إِلاَّ كَانَ كَصَدَقَتِهَا مَرَّةً ، قَالَ : كَذَلِكَ أَنْبَأَنِي ابْنُ مَسْعُودٍ.

سليمان بن يسير ضعيف وبعضهم ضعفه جداً ، وقيس مجهول والرواية الموقوفة على علقمة أصح .

قال أحمد في المسند 3911 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنِ ابْنِ أُذْنَانَ، قَالَ: أَسْلَفْتُ عَلْقَمَةَ أَلْفَيْ دِرْهَمٍ، فَلَمَّا خَرَجَ عَطَاؤُهُ ، قُلْتُ لَهُ: اقْضِنِي، قَالَ: أَخِّرْنِي إِلَى قَابِلٍ، فَأَبَيْتُ عَلَيْهِ، فَأَخَذْتُهَا، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ بَعْدُ، قَالَ: بَرَّحْتَ بِي وقَدْ مَنَعْتَنِي، فَقُلْتُ: نَعَمْ، هُوَ عَمَلُكَ، قَالَ: وَمَا شَأْنِي ؟ قُلْتُ: إِنَّكَ حَدَّثْتَنِي عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ السَّلَفَ يَجْرِي مَجْرَى شَطْرِ الصَّدَقَةِ " . قَالَ: نَعَمْ، فَهُوَ كَذَاكَ، قَالَ: فَخُذِ الْآنَ

عطاء بن السائب اختلط وحماد بن سلمة روى عنه قبل الاختلاط وبعده

قال ابن حجر في تهذيب التهذيب :" قلت : فيحصل لنا من مجموع كلامهم أن سفيان الثورى ، و شعبة و زهيرا ،
و زائدة ، و حماد بن زيد ، و أيوب عنه صحيح ، و من عداهم يتوقف فيه ، إلا حماد
ابن سلمة فاختلف قولهم ، و الظاهر أنه سمع منه مرتين مرة مع أيوب ـ كما يومى إليه كلام الدارقطنى ـ و مرة بعد ذلك لما دخل إليهم البصرة و سمع منه مع جرير
و ذويه ، والله أعلم . اهـ"

والرواية الموقوفة على علقمة أصح وهو تابعي ويسمى خبر التابعي هذا عند عامة المتأخرين ( مقطوعاً )
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي