مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: الكلام على حديث : ( من سره أن يعلم ما له عند الله فلينظر ما لله عنده )

الكلام على حديث : ( من سره أن يعلم ما له عند الله فلينظر ما لله عنده )



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :


قال ابن عدي في الكامل (5/96) : حَدَّثَنَا عَبد الكريم بن عُمَر الخطابي ، حَدَّثَنا إسماعيل بن أبي الحارث ، حَدَّثَنا داود بن المحبر ، حَدَّثَنا صالح المري عن هِشام ، عَن مُحَمد ، عَن أبي هريرة ، قَال رَسُول اللهِ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسلَّمَ :
من سره أن يعلم ما له عند الله فلينظر ما لله عنده.
قال الشيخ : وصالح أَيضًا قد يقبل بهشام فيحدث عنه بأحاديث بواطيل ، وهذه الأحاديث صالح يرويها عن هشام.

صالح المري متروك وداود كذاب

وقال أبو نعيم في الحلية (6/ 176) : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مَعْبَدٍ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ الْبَزَّازُ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى بْنُ هِشَامٍ، ثَنَا ابْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَعْلَمَ مَا لَهُ عِنْدَ اللهِ فَلْيَعْلَمْ مَا لِلَّهِ عِنْدَهُ.
 غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ صَالِحٍ تَفَرَّدَ بِهِ عَاصِمٌ

وهذا خطأ من المحقق في قراءة المخطوط فيما يبدو فقد ركب سنداً على متن ليس له.
 فأبو نعيم يقول (غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ صَالِحٍ تَفَرَّدَ بِهِ عَاصِمٌ) وإذا نظرت في السند لم تجد صالحاً ولا عاصماً
وصالح المقصود هو صالح المري وهو متروك

قال المزي في تهذيب الكمال :" و قال المفضل بن غسان الغلابى ، و محمد بن عثمان بن أبى شيبة ، عن يحيى بن معين
: ضعيف .
و قال محمد بن إسحاق الصاغانى ، و يزيد بن الهيثم البادا عن يحيى بن معين : ليس بشىء .
و قال جعفر بن أبى عثمان الطيالسى ، عن يحيى بن معين : كان قاصا و كان كل حديث
يحدث به عن ثابت باطلا .
و قال عبد الله بن على ابن المدينى : سألت أبى عن صالح المرى ، فضعفه جدا .
و قال محمد بن عثمان بن أبى شيبة ، عن على ابن المدينى : ليس بشىء ، ضعيف ضعيف
.
و قال عمرو بن على : ضعيف الحديث ، يحدث بأحاديث مناكير عن قوم ثقات مثل سليمان
التيمى ، و هشام بن حسان ، و الحسن ، و الجريرى ، و ثابت ، و قتادة ، و كان
رجلا صالحا ، و كان يهم فى الحديث .
و قال إبراهيم بن يعقوب الجوزجانى : كان قاصا ، واهى الحديث .
و قال البخارى : منكر الحديث .
و قال أبو عبيد الآجرى : قلت لأبى داود : يكتب حديث صالح المرى ؟ فقال : لا .
و قال النسائى : ضعيف الحديث ، له أحاديث مناكير .
و قال فى موضع آخر : متروك الحديث .
و قال صالح بن محمد البغدادى : كان يقص و ليس هو شيئا فى الحديث ، يروى أحاديث
مناكير عن ثابت البنانى ، و عن الجريرى ، و عن سليمان التيمى أحاديث لا تعرف .
و حكى عبد الله بن على ابن المدينى عن أبيه فيما وجده بخطه أن أم صالح المرى
كانت امرأة خراسانية اسمها ميمونة ، و كانت أمة لامرأة مرية من بنى حنيفة بن
جارية بن مرة ، فأعتقت صالحا و أمه ، فهو مولى للمرأة المرية و أبوه عربى حنفى "

وقال في تهذيب التهذيب :" قال ابن حبان فى " الضعفاء " : صالح بن بشر المرى كان من عباد أهل البصرة
و قرائهم ، و هو الذى يقال له : صالح بن بشير المرى الناجى ، و كان من أحزن
أهل البصرة صوتا و أرقهم قراءة ، غلب عليه الخير و الصلاح حتى غفل عن الإتقان
فى الحفظ ، و كان يروى الشىء الذى سمعه من ثابت و الحسن و نحو هؤلاء على التوهم
فيجعله عن أنس ، فظهر فى روايته الموضوعات التى يرويها عن الأثبات ، فاستحق الترك عند الاحتجاج ، كان يحيى ابن معين شديد الحمل عليه ، مات سنة ست ، و قيل : سنة اثنين و سبعين .
و قال أبو إسحاق الحربى : إذا أرسل فبالحرى أن يصيب ، و إذا أسند فاحذروه .
و قال أبو أحمد الحاكم : ليس بالقوى عندهم .
و قال عفان : كنا عند ابن علية فذكر المرى فقال رجل : ليس بثقة ، فقال له آخر :
مه اغتبت الرجل ، فقال ابن علية : اسكتوا فإنما هذا دين .
و قال الدارقطنى : ضعيف . اهـ "

فعامة هذه جروح شديدة ، واختلف اجتهاد الشيخ الألباني في صالح المري وقد استقر أمره على أنه ضعيفٌ جداً في كما في غير موضع من سلسلة الأحاديث الضعيفة

قال في الضعيفة (1/ 465) :" وأخرجه ابن الضريس والبيهقي من طريق صالح المري عن ثابت عن أنس .
قلت : وصالح هذا هو ابن بشير الزاهد ، قال البخاري والفلاس أيضا : منكر الحديث .
والخلاصة أن هذه الطرق الثلاث شديدة الضعف فلا ينجبر بها ضعف الحديث ، على أن معناه مستنكر عندي جدا لما فيه من المبالغة ، وإن كان فضل الله تعالى لا حد له والله أعلم "

وقال أيضاً في الضعيفة (3/210) :" قلت : وهذا سند ضعيف مرسل، الحسن هو البصري.
وصالح المري هو ابن بشير وهو ضعيف جدا، أورده الذهبي في " الضعفاء " :
قال النسائي وغيره : متروك"

وقال أيضاً في الضعيفة (3/668) :" وقيل : عن صالح المري عن ثابت عن أنس ".
قلت : وهذا إسناد ضعيف، صالح المري، وهو ابن بشير ضعيف كما قال الحافظ في "
التقريب "، وقال فيا يأتي :
" متروك الحديث ". وهو الأقرب إلى الصواب"

ثم قال :" وساق له الحافظ في " اللسان " من منكراته هذا الحديث. ثم قال عقبه :
" ورواه أيضا عن عثمان أيضا عن صالح بن بشير المري أبو بشر البصري عن ثابت عن
أنس. وإنما يعرف هذا من رواية صالح المري عن الحسن مرسلا. وصالح متروك
الحديث ".

وقال في الضعيفة (14/ 1202) :" أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 4/ 61 )، والبيهقي في " شعب الإيمان " ( 6/ 500/ 9051 ) من طريق صالح المُرّي عن ثابت عن أنس ابن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:... فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ أورده ابن عدي في ترجمة صالح هذا، وروى عن عمرو بن علي أنه قال:
" منكر الحديث جداً، يحدث عن قوم ثقات بأحاديث مناكير". وعن البخاري أنه قال:
"منكر الحديث ". وعن النسائي أنه قال:
" متروك الحديث "

ولا يخفى أن المجلد الرابع عشر من الضعيفة من أواخر أعماله.

 وقد استنكر ابن عدي هذا الخبر بعينه على صالح

وقال أبو الحسن بن الصلت في " حديث حمزة بن القاسم ابن عبد العزيز الهاشمي " ، فقال ( 75 / 2 ) : حدثنا حمزة قال : حدثنا مولانا أبومقاتل سويد بن هلال بن سويد قال : حدثنا عبد الرزاق قال : حدثنا معمر عن الزهري عن أنس ابن مالك مرفوعا به ( مستفاد من الصحيحة )

وهذا سند ضعيف جداً سويد لا يعرف وعبد الرزاق عمي بآخره فصار يلقن فيتلقن ولعله تلقن هذا الحديث

قال أبو نعيم في الحلية (8/ 216) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ , ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَيُّوبَ الْمُخَرِّمِيُّ , ثنا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى عَنْ مَنْصُورٍ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ حَفْصٍ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ صُبَيْحِ بْنِ السَّمَّاكِ , عَنْ مُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ , عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَعْلَمَ مَا لَهُ عِنْدَ اللهِ فَلْيَعْلَمْ ما لِلَّهِ عِنْدَهُ.
 غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ مُبَارَكٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ صُبَيْحٍ لَمْ نَكْتُبْهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ

سلمة بن حفص اتهمه ابن حبان بالوضع وفي السند جهالة وقد رواه ابن المبارك موقوفاً على سمرة وهو الصواب
قال ابن المبارك في الزهد 849 : أَخْبَرَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ قَالَ:
مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَعْلَمَ مَا لَهُ عِنْدَ اللَّهِ، فَلْيَنْظُرْ مَا لِلَّهِ عِنْدَهُ، وَمَنْ سَرَّهُ أَنْ يَعْلَمَ مَكَانَ الشَّيْطَانِ مِنْهُ، فَلْيَنْظُرْهُ عِنْدَ عَمَلِ السِّرِّ.

ليس فيه إلا عنعنة مبارك وهو موقوف

وقال أحمد في الزهد 1372: حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا مَهْدِيٌّ قَالَ : سَمِعْتُ غَيْلاَنَ يُحَدِّثُ عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَعْلَمَ مَا لَهُ عِنْدَ اللَّهِ فَلْيَنْظُرْ مَا لِلَّهِ عِنْدَهُ.

وهذا مقطوع على مطرف

وعليه فالخبر لا يصح مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم لشدة ضعف كل طرقه .
وإنما يروى موقوفاً ومقطوعاً على تردد في صحة الموقوف
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي