مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: الكلام على حديث ( صل صلاة مودع ، فإنك إن كنت لا تراه فإنه يراك )

الكلام على حديث ( صل صلاة مودع ، فإنك إن كنت لا تراه فإنه يراك )



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

                           
قال القضاعي في مسنده 952 : أخبرنا محمد بن أحمد الحايري ثنا الحسن بن علي السقطي وذو النون بن محمد التستري قالا ثنا الحسن بن عبد الله العسكري ثنا بن منيع ثنا الحسن بن راشد بن عبد ربه قال حدثني أبي عن نافع عن بن عمر قال :
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا نبي الله حدثني حديثا واجعله موجزا لعلي أعيه فقال صلى الله عليه و سلم صل صلاة مودع كأنك لا تصل بعدها وايأس مما في أيدي الناس تعش غنيا وإياك وما يعتذر منه
الحسن وأبوه مجهولان

وهذا منكر عن نافع ، وذلك أن واسطياً مجهول العين انفرد عن مثله عن نافع عن ابن عمر من دون أهل المدينة الذين عنوا بهذه السلسلة فهذا محل نكارة ، ورواه الطبراني في الأوسط من هذا الطريق بلفظ (صل صلاة مودع ، فإنك إن كنت لا تراه فإنه يراك)

وقال ابن ماجه في سننه 4161 : حدثنا محمد بن زياد حدثنا الفضيل بن سليمان حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم حدثني عثمان بن جبير مولى أبي أيوب عن أبي أيوب قال :
 جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله علمني وأوجز قال إذا قمت في صلاتك فصل صلاة مودع ولا تكلم بكلام تعتذر منه وأجمع اليأس عما في أيدي الناس

عثمان مجهول وليس فيه ( كأنك تراه ) وليس فيه ( تعش غنياً )

وقال  الألباني في الصفة :" وكان صلى الله عليه وسلم يقول : ( صل صلاة مودع كأنك تراه فإن كنت لا تراه فإنه يراك )

زيادة ( فإن كنت لا تراه فإنه يراك )انفرد بها الواسطي المجهول

وقال الطبراني في الكبير 5459 : حدثنا أحمد بن الخطاب التستري ثنا عبيد الله بن سعد ثنا عمي ثنا أبي عن محمد بن إسحاق حدثني عبد الله بن أبي بكربن محمد بن عمرو بن حزم و يحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري أنهما حدثاه عن سعد ابن عمارة أخي بني سعد بن بكر وكانت له صحبة أن رجلا قال له : عظني في نفسي يرحمك الله قال : ( إذا أتت قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء فإنه لا صلاة لمن لا وضوء له ولا إيمان لمن لا صلاة له ) ثم قال : ( إذا أنت صليت فصل صلاة مودع واترك طلب كثير من الحاجات فإنه فقر حاضر واجمع اليأس مما في أيدي الناس فإنة هو الغنى وأنظر إلى ما تعتذر منه من القول والفعل فاجتنبه )

أحمد بن الخطاب شيخ الطبراني مجهول الحال وهذا موقوف وقد توبع شيخ الطبراني عند الخلال في السنة وليس فيه ( كأنك تراه )

وقال أحمد في الزهد 1013: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ ، أَنْبَأَنَا زِيَادٌ مَوْلًى لِقُرَيْشٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ قَالَ :
 قَالَ مُعَاذٌ رَحِمَهُ اللَّهُ لاِبْنِهِ : يَا بُنَيَّ إِذَا صَلَّيْتَ صَلاَةً فَصَلِّ صَلاَةَ مُوَدِّعٍ ؛ لاَ تَظُنُّ أَنَّكَ تَعُودُ إِلَيْهَا أَبَدًا ، وَاعْلَمْ يَا بُنَيَّ أَنَّ الْمُؤْمِنَ يَمُوتُ بَيْنَ حَسَنَتَيْنِ : حَسَنَةٍ قَدَّمَهَا ، وَحَسَنَةٍ أَخَّرَهَا.

منقطع بين معاوية ومعاذ وهو موقوف وليس فيه ( كأنك تراه ) ولا ذكر الإياس مما في أيدي الناس

وقال البيهقي في الزهد 101 : أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الزَّاهِدُ فِي كِتَابِ الْفُتُوَّةِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ الشَّيْبَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَدِيٍّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ الْخَيَّاطُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعْدٍ، قَالَ:
 أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِي وَأَوْجِزْ.
 فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  عَلَيْكَ بِالْإِيَاسِ مِمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ، وَإِيَّاكَ وَالطَّمَعَ فَإِنَّهُ فَقْرٌ حَاضِرٌ، وَإِذَا صَلَّيْتَ فَصَلِّ صَلَاةَ مُوَدِّعٍ، وَإِيَّاكَ وَمَا يُعْتَذَرُ مِنْهُ.
 كَذَلِكَ رَوَاهُ ابْنُ وَهْبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ

محمد بن أبي حميد متروك

قال ابن الأعرابي في معجمه 1818 : نا عباس ، نا سعيد بن عبد الله بن دينار ، نا الربيع بن صبيح ، عن الحسن ، عن أنس ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
 إذا سمعت النداء فأجب وعليك السكينة ، فإن أصبت فرجة وإلا فلا تضيقن على أخيك ، واقرأ ما تسمع أذنيك ، ولا تؤذ جارك ، وصل صلاة مودع

الربيع ضعيف جداً على الصحيح وليس فيه ( كأنك تراه ) ، ولا ذكر جمع الإياس مما في أيدي الناس

وقال ابن أبي شيبة في المصنف 36741: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ زَائِدَةَ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، قَالَ : أَوْصَى رَجُلٌ ابْنَهُ ، فَقَالَ : يَا بُنَي ، أَظْهِرَ الْيَأْسَ مِمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ فَإِنَّهُ غِنًى ، وَإِيَّاكَ وَطَلَبَ الْحَاجَاتِ فَإِنَّهُ فَقْر حَاضِرٌ ، وَإِيَّاكَ وَمَا يُعْتَذَرُ مِنْهُ بِالْقَوْلِ ، وَإِذَا صَلَّيْت فَصَلِّ صَلاَةَ مُوَدِّعٍ لاَ تَرَى أَنَّك تَعُودُ ، وَإِنَ اسْتَطَعْت أَنْ تَكُونَ الْيَوْمَ خَيْرًا مِنْك أَمْسِ وَغَدًا خَيْرًا مِنْك الْيَوْمَ فَافْعَلْ.

هذا مقطوع على تابعي ولا يشهد للمرفوع ، وهناك مقاطيع أخرى لا تشهد لخبر الواسطي أعرضت عنها طلباً للاختصار

وعليه فخبر الواسطي لا يصح فعامة الشواهد له قاصرة
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي