مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: بيان غلط محمد حسان على النبي صلى الله عليه وسلم وأئمة الإسلام

بيان غلط محمد حسان على النبي صلى الله عليه وسلم وأئمة الإسلام



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

                           
قال محمد حسان في لقائه مع جريدة الجمهورية المنشور بعنوان ( ماذا يريد منا السلفيون ) :" ففي حديث في مستدرك الحاكم وسنن ابن ماجة وعند ابي نعيم في الحلية بسند حسن وكلكم يعرفه لما جاء عتبة

بن ربيعة وهو مشرك. بل رأس من رءوس الكفر وجاء الي النبي ليعرض عليه اموراً وليحاوره

قال له يا محمد يا ابن أخي. إنك منا حيث قد علمت من السطة أي: المكانة في العشيرة والمكان في النسب

وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم فرقت به جماعتهم. وسفهت به أحلامهم وعبت به آلهتهم. وكفرت به

من مضي من آبائهم. فاسمع مني أعرض عليك أموراً لعلك تقبل بعضها.

فقال رسول الله - صلي الله عليه وسلم: قل يا أبا الوليد أسمع. ولم يقل له النبي الكريم أنت كافر

ولم يقل له قل يا عتبه بل كناه.. فقال له عتبة إن كنت تريد بهذا الأمر مالاً جمعنا لك من أموالنا

حتي تصير أكثرنا مالاً.. ومع ما قال لم يسبه النبي الكريم.. وأضاف عتبه قائلاً: "وإن كنت تريد مُلكاً ملكناك

علينا وإن كنت تريد بهذا الأمر سيادة سودناك علينا حتي لا نقطع أمرًا دونك وإن كان الذي يأتيك من الجن

بذلنا أموالنا في الطب حتي تبرأ"...

أنظر للأدب الراقي للحبيب.. قال له: أوقد فرغت يا أبا الوليد؟.. قال: نعم: قال: فاسمع مني..

والله ما سب الرسول عتبه ولا أغلظ له القول. أنظر الي الأدب النبوي ماذا قال؟ قال: أفعل.

فأخذ رسول الله - صلي الله عليه وسلم - يتلو عليه من سورة فصلت: تنزيل من الرحمن الرحيم. كتاب فصلت آياته قرآناً عربياً فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأها عليه، فلما سمعها عتبة أنصت له، وألقى بيده خلف ظهره معتمداً عليها يستمع منه حتى انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السجدة وخر النبي ساجداً

ثم رفع رأسه ونظر الي أبي الوليد عتبة بن ربيعة وقال له: قد سمعت يا أبا الوليد فأنت وذلك.

فقام عتبة إلي أصحابه فقال بعضهم: نحلف بالله لقد جاءكم أبو الوليد بوجه غير الوجه الذي ذهب به.

وقالوا ما وراءك يا ابا الوليد قال: يا قوم أطيعوني وأجعلوها بي والله لقد سمعت من محمد آنفاً كلاماً

ما هو بالشعر ولا بالسحر ولا بالكهانة وليكونن لقوله الذي سمعت منه نبأ عظيم يا قوم دعوا الرجل

وما هو فيه فإن تظهر عليه العرب فقد كفيتموه بغيركم وإن يظهر علي العرب فملكه ملككم وعزه عزكم

وكنتم أسعد الناس به. قالوا: سحرك والله محمد. قال: هذا رأيي فاصنعوا ما بدا لكم..

هذا هو الحوار في الإسلام يعلمنا إياه سيد المحاورين وسيد النبيين صلي الله عليه وسلم"

أقول : أولاً هذا الخبر لا وجود له في مستدرك الحاكم ولا سنن ابن ماجه ولا الحلية لأبي نعيم ، وليست هذه أول مرة أرى فيها محمد حسان يغلط هذا الغلط الفاحش في العزو مستغلاً جهل سامعيه وموهماً إياهم أنه واسع الإطلاع قوي الحفظ ، بل ويوهمهم أنه نقاد فيقول ( بسند حسن ) !

والخبر موجود في السيرة لابن إسحاق ص72 حدثني يزيد بن زياد مولى بني هاشم عن محمد بن كعب قال: حدثت أن عتبة بن ربيعة فذكره

وقول محمد بن كعب التابعي ( حدثت ) صيغة إرسال وصيغة انقطاع فكيف يقال ( بسند حسن ) !

ويزيد بن زياد مولى بني هاشم قال البخاري :" لا يتابع على حديثه " ولهذا ذكره العقيلي في الضعفاء وابن عدي في الكامل ، فكيف يحسن مثل حديث هذا ؟

وقال البيهقي في دلائل النبوة (3/111) : أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو قُتَيْبَةَ سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ الْآدَمِيُّ بِمَكَّةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أَيُّوبَ أَحْمَدُ بْنُ بِشْرٍ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى بْنُ زُرْعَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: «لَمَّا قَرَأَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وَسَلَّمَ عَلَى عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ حم تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أَتَى أَصْحَابَهُ فَقَالَ لَهُمْ يَا قَوْمُ أَطِيعُونِي فِي هَذَا الْيَوْمِ واعصوني فيما بعده فو الله لَقَدْ سَمِعْتُ مِنَ هَذَا الرَّجُلِ كَلَامًا مَا سَمِعَتْ أُذُنَايَ قَطُّ كَلَامًا مِثْلَهُ وَمَا دَرَيْتُ مَا أَرُدُّ عَلَيْهِ»

المثنى بن زرعة أبو راشد هذا مجهول ، وقد خالف في السند رواية كتاب ابن إسحاق فدل على نكارة روايته ثم إن الرواية مختصرة ، وفي السند إليه مجاهيل ، وقد روى ابن عساكر الخبر عنه بسند آخر عنه عن ابن إسحاق عن نافع مرسلاً ، فيكون مرسله ومرسل القرظي ولا يتقويان مع الاختلاف في الألفاظ ، وعلى كل فليس السند حسناً لا هذا ولا ذاك ، بل هذا منكر عن ابن إسحاق يخالف ما في كتابه ، والذي في كتابه منقطع ضعيف
فهذه الرواية التي بنى عليها محمد حسان قصوراً وعوالي !


هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي