مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: الكلام على حديث : ( من آذى المسلمين في طرقهم وجبت عليه لعنتهم )

الكلام على حديث : ( من آذى المسلمين في طرقهم وجبت عليه لعنتهم )



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :


قال الطبراني في الكبير 3050 : حدثنا عبدان بن أحمد ثنا محمد بن يزيد الأسفاطي ( ح )
وحدثنا محمد بن خالد الراسبي ثنا مهلب بن العلاء ثنا شعيب بن بيان ثنا عمران القطان عن قتادة عن أبي الطفيل : عن حذيفة بن أسيد أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
 من آذى المسلمين في طرقهم وجبت عليه لعنتهم

فيه شعيب بن بيان
قال الجوزجانى : له مناكير .
و قال العقيلى : يحدث عن الثقات بالمناكير ، و كان يغلب على حديثه الوهم .
وقد يكون هذا مناكيره
وقال ابن عدي في الكامل (4/ 172) : حَدَّثَنَا ابْنُ صَاعِدٍ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ هَارُونَ وَالْقَاسِمُ بْنُ الْعَبَّاسِ، قالا: حَدَّثَنا عمار بن هارون الثقفي، حَدَّثَنا زكريا بن حكيم الحبطي، حَدَّثَنا عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَن أَبِي الطُّفَيْلِ، عَن أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقُول:
 مَن آذَى الْمُسْلِمِينَ فِي طُرُقِهِمْ أَصَابَتْهُ لَعْنَتُهُمْ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا الْحَدِيثُ لا أَعْلَمُ يَرْوِيهِ بِهَذَا الإِسْنَادِ غَيْرُ زَكَرِيَّا بْنُ حَكِيمٍ وَلِزَكَرِيَّا بْنُ حَكِيمٍ مِنَ الْحَدِيثِ غَيْرِ مَا ذَكَرْتُ قَلِيلٌ، وَهو فِي جُمْلَةِ الْكُوفِيِّينَ الَّذِينَ يُجْمَعُ حَدِيثُهُمْ.

زكريا بن حكيم الحبطي ضعفه عدد من الأئمة جداً

قال الذهبي في الميزان :" 2873 : زكريا بن حكيم الحبطى البصري أبويحيى.
عن الحسن.
قال علي بن المديني: هالك.
وهو ابن يحيى بن حكيم.
وقال عثمان بن سعيد: سألت ابن معين، عن زكريا بن يحيى الكوفي، عن الشعبي، قال: ليس بشئ، كذا ذكر هذا ابن عدي هنا.
ثم ذكر عن عباس ، عن يحيى، قال: زكريا بن حكيم الذي يقال له الحبطى - ويقال البدى - ليس حديثه بشئ.
روى عنه أبو علي الحنفي.
وقال - مرة: زكريا بن حكيم ليس بثقة.
وكذا قال أيضا فيما رواه عنه ابن الدورقي.
وقال ابن حبان: زكريا بن حكيم الحبطى البدى - ويقال البدن - يروي عن الاثبات مالا يشبه أحاديثهم حتى يسبق إلى القلب أنه المتعمد.
عمار بن هارون، حدثنا زكريا بن حكيم، حدثنا عطاء بن السائب، عن أبي الطفيل، عن أبي ذر - مرفوعاً: من آذى المسلمين في طرقهم أصابته لعنتهم.
وقال النسائي: ليس بثقة.
وقال الدارقطني: ضعيف "

قول ابن المديني وابن معين وابن حبان والنسائي كلها جروح شديدة ، وذكره الدارقطني في الضعفاء وشرطه فيمن أثبته ولم يعلق بشيء أنه متروك

وقد استغرب الدارقطني عليه هذا الحديث بعينه فأورده في أطراف الغرائب والأفراد وأورده ابن عدي في مناكيره ، وعطاء بن السائب اختلط

ثم إن في سنده مخالفة لسند الخبر السابق فهذا جعله من مسند أبي ذر ، وفي السابق جعله من خبر حذيفة بن أسيد فهذا اضطراب في السند يمنع من التقوية لو كان هذا السند ضعيفاً فقط فكيف وهو ضعيف جداً

وعليه فالخبر لا يثبت
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي