مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: نصيحة للإمامية حول كتاب كامل الزيارات للقمي ...

نصيحة للإمامية حول كتاب كامل الزيارات للقمي ...



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
                                                       أما بعد :
 
فإن هذه ستكون نصائح للشيعة الإمامية على اختلاف فرقهم تبين لهم الحق بإذن الله

والهدف منها تثبيت أهل السنة وتنبيههم على ضعف مآخذ دين الإمامية والنصيحة لعموم الإمامية من جميع التيارات والفرق سواءً كانوا الصدريين أو الخوئيين أو الشيرازيين أو أتباع حسن اللهياري أو أتباع عبد الحليم الغزي أو أتباع كمال الحيدري أو أتباع علي الأمين أو غيرهم ممن ينتسب للعلم في دين الإمامية ويتبعه من عوامهم ما شاء الله منهم

لا يختلف الإمامية في قبول روايات مجموعة من علمائهم وأخذ دينهم منها

والسؤال ها هنا : على أي أساس تكذب روايات أهل السنة وتصدق بروايات علمائك ؟

فإن قال : هؤلاء أنصار أهل البيت ونحن وأنتم مجمعون على فضلهم فوجب تصديقهم

فيقال : والسني يقول لك علماؤنا هم من يعتمد نصوص الرسول ولا يقدم عليها كلام أحد والرسول هو رأس أهل البيت وهم علماء علوم المهاجرين والأنصار الذين أثنى الله عليهم في القرآن ( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنه ورضوا عنه )

ثم أهل البيت الذين تتكلم عنهم هم غير أهل البيت الذين نقول بفضلهم

فنحن لا نقول بفضل علي الذي ضربت زوجته أمامه وهو ساكت ولا نقول بفضل علي الذي زوج ابنته من رجل يعتقد كفره

واليهود والنصارى قائلون بفضل موسى وعيسى ونحن قائلون معهم بذلك ومع هذا لا نقبل نقولاتهم عنهم إن عارضت ما عندنا

وأهل البيت قد وجد في أبنائهم وإخوانهم من هو مذموم عندكم كما ذم عدد منكم عقيلاً والعباس أخوة علي وكما اختلف علماؤكم في إسلام زيد وكما اتفقت كلمة القوم عندكم على ذم إسماعيل بن جعفر الصادق

ووجود هؤلاء لم يجعل أهل البيت كلهم مذمومين عندكم ولا أبطل فضائلهم فلو وجدتم الواحد أو الاثنين أو العشرة من الصحابة ممن يداخله الذم لم يبطل ذلك مدح عامتهم ورؤوس المهاجرين والأنصار وأهل بدر وأحد وغيرها من الوقعات ممن يستحيل عقلاً أن يخونوا وصية وقد عادوا الدنيا كلها على أصل الرسالة

والعجيب أن عامتهم يوثق عامة أصحاب المعصومين ويثني على زوجاتهم ولا يقول ذلك في المعصوم الأكبر صلى الله عليه وسلم

والذي لا يعلمه عموم أهل السنة والإمامية أنه لا يخلو كتاب من كتب الإمامية من الاحتجاج بأقوم هم كفار بناء على مذهب الإمامية إما من العامة ( أهل السنة ) أو الواقفة أو البترية

واليوم سنقوم بنقد إسنادي لكتاب كامل الزيارات وهو من أشهر المصادر الشيعية وأكثرها اعتماداً عندهم ومن خلال هذا الكلام سنبين فضل كتب أهل السنة على كتبهم

سأبدأ أولاً مع بعض كلام الرافضة حول الإشكالات حول الكتاب

لقد ابن قولوية القمي المتوفى سنة 367 أنه جمع هذا الكتاب من حديث ثقات أصحابه وترحم عليهم جميعاً وهذه مشكلة عند الإمامية

قال أحد محققيهم : ويدلّ على ما ذكرنا أُمور:

1. انّه استرحم لجميع مشايخه حيث قال: من أصحابنا ـ رحمهم اللّه برحمته ـ و مع ذلك نرى أنّه روى فيه عمّن لا يستحقّ ذلك الاسترحام، فقد روى في هذا الكتاب عن عشرات من الواقفة والفطحية، وهل يصحّ لشيخ مثل ابن قولويه أن يسترحم لهم؟

2. روى في الباب الثامن في فضل الصلاة في مسجد الكوفة عن ليث بن أبي سليم وهو عامي بلا إشكال.(6)

كما روى عن علي بن أبي حمزة البطائني المختلف فيه، فقد روى عنه في هذا الكتاب في الصفحات : 63، 84، 108، 119، 246، 248، 294.

كما روى عن حسن بن علي بن أبي حمزة البطائني في الصفحات: 49، 100.

كما روى عن عمر بن سعد الذي هو من مشايخ نصر بن مزاحم مؤلف كتاب «صفين» المتوفّى عام 212هـ في الصفحات : 71، 72، 90، 93.

كما روى فيه عن بعض أُمهات المؤمنين التي لا يركن إلى حديثها (الصفحة 31، الباب الثامن، الحديث 16).

أقول : انظر النكتة يصدق ابن قولوية ويركن على حديثه ويكذب أم المؤمنين ويقول لا يركن إلى حديثها وفي كتاب القمي ذكر عمرو بن خالد الواسطي الكذاب وذكر ليث بن أبي سليم وهو من أهل السنة بلا خلاف أو إشكال

فهذا الرجل مهما تأولوا كلامه مدان بتصديق هؤلاء وقبول أخبارهم وهذا أمر هين إذا ما قورن بما سيأتي

أولاً : ابن قولوية انفرد بالحديث من الأخبار المرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم التي لا توجد إلا من طريقه أو طريق شيخه سعد القمي ولا وجود لها لا في كتب السنة ولا كتب الرافضة الأخرى

ويقال للرافضي : إذا كنت تنكر روايات فضائل الصحابة وقد رواها الجمع عن الجمع من شاميين وبصريين وكوفيين ومدنيين ومكيين

وتنكر روايات رؤية الله يوم القيامة وتنكر روايات المسح على الخفين وغيرها من عشرات السنن والأخبار مع تواترها فكيف تقبل بروايات فردية ينفرد بها القمي إذا كان اتهام حتى أمهات المؤمنين سهلاً على نفوسكم فلماذا لا يتهم هذا الرجل ؟

ولا أريد الخوض فيما انفرد به عن علي بن أبي طالب أو عن الصادق أريد فقط التركيز على المروي عن نبينا صلى الله عليه وسلم والذي يشترك الفريقان بروايته ولا يضيره أنه في فضائل أهل البيت ففضائل أهل البيت يرويها أهل السنة كما أن هذه الروايات لا نجد لها ذكراً حتى عند الزيدية وإليك التوثيق





1_ أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولُوَيه القمّيّ الفقيه قال : حدَّثني أبي رحمه‌الله ، عن سعد بن عبدالله بن أبي خلف الأشعريّ ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن خالد البرقيِّ ، عن قاسم بن يحيى ، عن جَدّه الحسن بن راشد ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام « قال : بينا الحسين بن عليٍّ عليهما‌السلام في حِجر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذ رفع رأسه فقال له : ياأبة ما لمن زارَك بعد موتك؟ فقال : يابنيّ من أتاني زائراً بعد موتي فله الجنّة ، ومن أتى أخاك زائراً بعد موته فله الجنّة ، ومن أتى أخاك بعد موته فله الجنّة ، ومن أتاك زائراً بعد موتك فله الجنّة ».

هذا الخبر ذكره الطوسي في تهذيب الأحكام والمفيد تلميذ القمي في المقنعة

واعلم رحمك الله أنه لا يوجد عند أهل السنة انفراد بأصل مرفوع ينفرد به رجل عاش بعد الثلاثمائة بل إن الانفراد بأصل مرفوع في طبقة البخاري شبه مستحيل _ المرفوع هو حديث النبي صلى الله عليه وسلم _

ولاحظ أن بينه وبين المعصوم سبعة أنفس ثم إن المعصوم يرسل الخبر إرسالاً وهو ليس معصوماً عند الخصوم فعلى الأقل يوجد عشر رجال في هذا الإسناد صدقهم الإمامية ووثقوا بأخبارهم وكذب واحد منهم يسقط الخبر كله مع تكذيب الإمامية لعموم الصحابة بما فيهم أمهات المؤمنين ! وتكذيبهم لعموم روايات الثقات التي تخالف مذهبهم



٢ ـ عنه  ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن عليَّ بن أسباط ، عن عثمان بن عيسى ، عن المُعلّى [بن] أبي شهاب ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام « قال : قال الحسين ـ صلوات الله عليه ـ لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما جزاء من زارَك؟ فقال : يا بُنَيّ من زراني حيّاً أو ميّتاً ، أو زارَ أباك أو زارَ أخاك أو زارَك كان حقّاً عليّ أن أزوره يوم القيامة حتّى اُخلّصه مِن ذنوبه ».

وهذا الخبر لا يعرف إلا في كتاب القمي أو من طريق القميين ، والقميون لم يثبت صدقهم عندنا أو عند الرافضة بطريق قطعي وكما قلت أنا ألزمهم أن يشكوا في روايته ويطرحوها كما يفعلون مع المتواترات في كتب أهل السنة مع أن ثقات أهل السنة كثير منهم محتج به في كتب الإمامية أو بنظرائهم ولا تحظى روايات الإمامية بالزخم الموجود في كتب أهل السنة وبتعدد بلدان الرواية والتواتر في الطبقات المتأخرة وبالمنهج النقدي الدقيق عند علماء الحديث

3_ حدثني ابي رحمه الله ومحمد بن يعقوب، عن احمد بن ادريس، عمن ذكره، عن محمد بن سنان، عن محمد بن علي، رفعه، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي من زارني في حياتي أو بعد موتي، أو زارك في حياتك أو بعد موتك، أو زار ابنيك في حياتهما أو بعد موتهما، ضمنت له يوم القيامة ان اخلصه من أهوالها وشدائدها، حتى اصيره معي في درجتي

أقول : هذا الخبر عليه أمارات الوضع وفي سنده إبهام ، ثم إذا كان لا يدخل الجنة إلا إمامي والإمامية كلهم يذهبون للزيارة أو يتمنون ذلك إن تيسر فلمن تبقى درجات الجنة الأخرى ؟ إلا أن تكون للأمم الأخرى !

وقد روى هذا الخبر عبد الله بن أحمد في زوائد المسند بلفظ الطاعة والمحبة وليس الزيارة

قال عبد الله بن أحمد في زوائد المسند 811- # حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَخِي مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم أَخَذَ بِيَدِ حَسَنٍ وَحُسَيْنٍ فَقَالَ: مَنْ أَحَبَّنِي وَأَحَبَّ هَذَيْنِ وَأَبَاهُمَا وَأُمَّهُمَا كَانَ مَعِي فِي دَرَجَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

وعلي بن جعفر مجهول عند أهل السنة ومع ذلك خبره غريب ومخالف لخبر القمي وقد ضعف الترمذي هذا الحديث

4_ حدثني محمد بن يعقوب، قال: حدثني عدة من اصحابنا، منهم احمد بن ادريس ومحمد بن يحيى، عن العمركي بن علي، عن يحيى - وكان خادما لابي جعفر الثاني (عليه السلام) - عن بعض اصحابنا، رفعه الى محمد بن علي بن الحسين (عليهم السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من زارني أو زار احدا من ذريتي زرته يوم القيامة، فانقذته من اهوالها.

وهذا يرويه من طريق الكليني ولا وجود له في كتاب الكليني وفيه سنده إبهام ولا وجود له في كتب الفريقين إلا من طريقه عند الإمامية

5_ - حدثني محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد ومحمد بن يعقوب، عن علي بن محمد بن بندار، عن ابراهيم بن اسحاق، عن محمد ابن سليمان الديلمي، عن ابي حجر الاسلمي ، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أتى مكة حاجا ولم يزرني بالمدينة جفوته يوم القيامة، ومن زارني زائرا وجبت له شفاعتي، ومن وجبت له شفاعتي وجبت له الجنة، ومن مات في احد الحرمين مكة أو المدينة لم يعرض الى الحساب، ومات مهاجرا الى الله، وحشر يوم القيامة مع اصحاب بدر.

هذا السند ليس فيه أي معصوم سوى النبي صلى الله عليه وسلم والخبر مرسل فالديلمي هذا يرمى بالغلو وهو من أصحاب الكاظم فلا يعقل ألا يكون بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم إلا واحد وفي الخبر الثناء على أصحاب بدر والإمامية لا يثنون إلا على الأموات منهم وأما الذين عاشوا فسلبوا الوصية عندهم وهذا خلاف ظاهر الخبر .

6_ 11 - حدثني حكيم بن داود بن حكيم، عن سلمة بن الخطاب، قال: حدثني علي بن سيف، قال: حدثني الطفيل بن مالك النخعي (2)، قال: حدثني ابراهيم بن ابي يحيى المدني، عن صفوان بن سليم (3)، عن ابيه، عن النبي (صلى الله عليه وآله)، قال: من زارني في حياتي أو بعد موتي كان في جواري يوم القيامة.

هذا الحديث يظهر فيه كذب القمي أو شيخه بشكل واضح فهذا حديث في فضل زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم لوحده وهذا العامة لا يتنزهون عن روايته وفي السند إبراهيم الأسلمي شيخ الشافعي وهو متهم ولكنه ليس إمامياً وصفوان بن سليم وهو من العامة _ أهل السنة _ والحديث في فضل زيارته حياً فيدل على فضل صحبته من باب أولى ومعلوم موقف الإمامية من عموم الصحابة وسبحان الله يجعلون مجرد زيارة الأئمة بعد وفاتهم لها من الثواب والعصمة ما ليس لمن عاش مع المعصوم الأكبر وجاهد معه حق جهاده وصاهره !

وهذا الحديث مشهور في عدد من المصادر السنية من غير حديث إبراهيم بل من حديث رجل يقال له هارون

قال العقيلي في الضعفاء 1979  - هارون بن قزعة، مديني
روى عنه سوار بن منصور
حدثني آدم، قال: سمعت البخاري قال: هارون بن قزعة ، مديني، لا يتابع عليه.

  [1918] (1) حدثناه محمد بن موسى، قال: حدثنا أحمد بن الحسن الترمذي، قال: حدثنا عبد الملك بن إبراهيم الجُدي، قال: حدثنا شعبة، عن سوار بن منصور ، عن هارون بن قزعة، عن رجل من آل الخطاب ، عن النبي صلى الله عليه وسلمع وسلم قال: «من زارني متعمدا، كان في جواري  يوم القيامة، ومن مات في أحد الحرمين، بعثه الله في الآمنين يوم القيامة».
الرواية في هذا لينة.

فها أنت ترى أن أهل السنة لا مشكلة عندهم في رواية الخبر بل الرواية في كتب القمي من طريق رواتهم فكيف يرويها القمي من طريق رواتهم بما لا يعرفونه هم أنفسهم في كتبهم !!

7_ وعنه، عن سلمة، قال: حدثني زيد بن ابي زيد الهروي،عن قتيبة بن سعيد، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من اتاني زائرا في المدينة محتسبا كنت له شفيعا يوم القيامة.

وهذا من براهين الكذب العظام فقتيبة بن سعيد من كبار أئمة أهل السنة _ أصحاب الكتب الستة يروون عنه مباشرة إلا ابن ماجه _  وروى عنه عموم الأئمة الكبار وهذا الخبر لا يعرف عنه في كل مصادر أهل السنة

قال الطبراني في المعجم الكبير 791- حَدَّثَنَا عَبْدَانُ بن أَحْمَدَ ، قَالَ : نَا عَبْدُ اللَّهِ بن مُحَمَّدٍ الْعِبَادِيُّ الْبَصْرِيُّ ، قَالَ : نَا مَسْلَمَةُ بن سَالِمٍ الْجُهَنِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بن عُمَرَ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنْ سَالِمٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ جَاءَنِي زَائِرًا لا تُعْمِلُهُ حَاجَةٌ إِلا زِيَارَتِي ، كَانَ حَقًّا عَلَيَّ أَنْ أَكُونَ لَهُ شَفِيعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ
مسلمة متروك ، ومن دلائل الكذب أن قتيبة بن سعيد لم يكن من عادته أصلاً أنه يرسل الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إرسالاً بل دائماً يروي الخبر بسنده

8_ حدثني محمد بن الحسن بن احمد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن عبد الله بن هلال، عن عقبة، عن ابي عبد الله (عليه السلام) في حديث له طويل، قال: ثم مررت بقبر حمزة بن عبد المطلب فسلمت عليه، ثم مررت بقبور الشهدأ، فقمت عندهم فقلت: السلام عليكم يا اهل الديار، انتم لنا فرط وانا بكم لاحقون. ثم تأتي المسجد الذي في المكان الواسع الى جنب الجبل عن يمينك، حتى تدخل احد، فتصلي فيه، فعنده خرج النبي (صلى الله عليه وآله) الى احد حيث لقي المشركين فلم يبرحوا حتى حضرت الصلاة فصلى فيه، ثم مر ايضا حتى ترجع فتصلي عند قبور الشهدأ ما كتب الله لك، ثم امض على وجهك حتى تأتي مسجد الاحزاب، فتصلي فيه، فان رسول الله (صلى الله عليه وآله) دعا فيه يوم الاحزاب وقال: يا صريخ المكروبين، ويا مجيب دعوة المضطرين، ويا غياث الملهوفين (1)، اكشف همي وكربي وغمي، فقد تري حالي وحال اصحابي (2). الباب (6) فضل اتيان المشاهد بالمدينة وثواب ذلك [ 49 ] 1 - حدثني محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار، عن ابيه، عن جده علي بن مهزيار، عن الحسين (3) بن سعيد، عن صفوان بن يحيى وابن ابي عمير وفضالة بن ايوب جميعا، عن معاوية بن عمار، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): لا تدع اتيان المشاهد كلها، مسجد قباء.

أقول : هذه الرواية لا وجود لها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتب أهل السنة في دعائه يوم الأحزاب ولا يوجد مانع من نقلها عندهم وهم أحرص ما يكون على أخبار النبي صلى الله عليه وسلم

وقال ابن بشكوال في المستغيثين 8 - قال: وثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن وهب، قال: ثنا عبد العزيز، عن حسين بن زيد بن علي بن حسين، عن جعفر بن محمد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا يوم أحد بهذا الدعاء: «يا صريخ المكروبين، ومجيب المضطرين، ويا كاشف الكرب العظيم، اكشف كربي وهمي وغمي، فإنك تر حالي وحال أصحابي» .

فجعله يوم أحد وليس يوم الأحزاب وحسين بن زيد غير موثق عند الرافضة ومعظم أهل السنة على تضعيفه

9_ - حدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن عمرو بن عثمان، عمن حدثه، عن هارون بن خارجة، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): أتصلي الصلاة كلها في مسجد الكوفة، قلت: لا، قال: اما لو كنت بحضرته لرجوت ان لا تفوتني فيه صلاة، قال: وتدري ما فضله، قلت: لا، قال: ما من عبد صالح ولا نبي الا وقد صلى في مسجد كوفان، حتى ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما اسري به قال له جبرئيل (عليه السلام): اتدري اين انت مقابل مسجد كوفان، فقال: استأذن ربك حتى اهبط فاصلي فيه، فاستأذن، فاذن له، فهبط، فصلى فيه ركعتين. وان الصلاة المكتوبة فيه تعدل بالف صلاة، وان النافلة فيه تعدل بخمسمائة صلاة، وان مقدمه لروضة من رياض الجنة، وان ميمنته روضة من رياض الجنة، وان ميسرته (2) روضة من رياض الجنة، وان مؤخره (1) روضة من رياض الجنة، وان الجلوس فيه بغير صلاة ولا ذكر لعبادة، ولو علم الناس ما فيه لاتوه ولو حبوا

هذا الخبر عليه أمارات الوضع والكوفيون في كتب أهل الحديث لم يرو أحد منهم هذا الخبر والكوفة بناها الصحابة أصالة فكيف يكون الصلاة في مسجدها تحقق لكل الأنبياء !

10_ حدثني ابي ومحمد بن عبد الله جميعا، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن ابراهيم بن مهزيار، عن اخيه علي، عن الحسن بن سعيد، عن علي بن الحكم، عن فضيل الاعور، عن ليث بن ابي سليم، قال: استقبلته وقد صلى الناس العصر، فقال: اني لم اصل الظهر بعد فلا تحبسني وامض راشدا، قال: قلت له: لم اخرتها الى الساعة، قال: كانت لي حاجة في السوق فأخرت الصلاة حتى اصلي في المسجد للفضل الذي بلغني فيه، قال: فرجعت فقلت: اي شئ رويت فيه، قال: أخبرني فلان عن فلان عن عائشة، قالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: عرج بي الى السمأ، واني هبطت الى الارض فاهبطت الى مسجد ابي نوح (عليه السلام) وابي ابراهيم وهو مسجد الكوفة، فصليت فيه ركعتين، قال: ثم قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ان الصلاة المفروضة فيه تعدل حجة مبرورة، والنافلة تعدل عمرة مبرورة.

هذا الخبر من براهين الكذب إذ لا وجود له في كتب أهل السنة وهم أكثر الناس رواية عن عائشة وحتى الليث بن أبي سليم وهو من العامة عندكم روايته هذه لا وجود لها في الكتب

11_ حدثني محمد بن احمد بن ابراهيم، عن الحسين بن علي الزيدي، عن ابيه، عن علي بن عباس وعبد السلام بن حرب جميعا، قال: حدثنا من سمع بكر بن عبد الله المزني، عن عمران بن الحصين، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لي: يا عمران ان لكل شئ موقعا من القلب وما وقع موقع هذين الغلامين من قلبي شئ قط، فقلت: كل هذا يا رسول الله، قال: يا عمران وما خفي عليك اكثر، ان الله أمرني بحبهما.

بكر بن عبد الله المزني من علماء أهل السنة وعمران من أفاضل الصحابة ولا وجود لهذا الخبر بهذا اللفظ في كتب أهل السنة مع روايتهم لفضائل الحسن والحسين بلا حرج

12_ وحدثني محمد بن جعفر الرزاز، قال: حدثني محمد بن الحسين بن ابي الخطاب، عن محمد بن عمرو بن سعيد الزيات، قال: حدثني رجل من أصحابنا، عن ابي عبد الله (عليه السلام): ان جبرئيل (عليه السلام) نزل على محمد (صلى الله عليه وآله) فقال: يا محمد ان الله يقرأ عليك السلام ويبشرك بمولود يولد من فاطمة (عليهما السلام) تقتله امتك من بعدك، فقال: يا جبرئيل وعلى ربي السلام لا حاجة لي في مولود تقتله امتي من  بعدي، قال: فعرج جبرئيل (عليه السلام) الى السماء، ثم هبط فقال له مثل ذلك، فقال: يا جبرئيل وعلى ربي السلام لا حاجة لي في مولود تقتله امتي من بعدي. فعرج جبرئيل الى السماء ثم هبط فقال له: يا محمد ان ربك يقرؤك السلام ويبشرك انه جاعل في ذريته الامامة والولاية والوصية، فقال: قد رضيت. ثم ارسل الى فاطمة (عليهما السلام) ان الله يبشرني بمولود يولد منك تقتله امتي من بعدي، فارسلت إليه ان لا حاجة لي في مولود يولد مني تقتله امتك من بعدك، فارسل إليها ان الله جاعل في ذريته الامامة والولاية والوصية، فارسلت إليه اني قد رضيت، (فحملته كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا حتى إذا بلغ اشده وبلغ اربعين سنة، قال رب اوزعني ان اشكر نعمتك التي انعمت علي وعلى والدي وان اعمل صالحا ترضاه واصلح لي في ذريتي) (1)، فلو انه قال: اصلح لي ذريتي، لكانت ذريته كلهم ائمة. ولم يرضع الحسين من فاطمة ولا من انثى لكنه كان يؤتى به النبي (صلى الله عليه وآله) فيضع ابهامه (2) في فيه فيمص منها ما يكفيه اليومين والثلاثة، فنبت لحم الحسين (عليه السلام) من لحم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ودمه من دمه، ولم يولد مولود لستة اشهر الا عيسى بن مريم والحسين بن علي (عليهما السلام).

رواية خرافية عجيبة وإذا كان الحسين ستقتله الأمة وجعلت الإمامة في ذريته لهذه العلة إذن الحسن لم يمت مسموماً لأن السم قتل فلا فرق بينه وبين أخيه إلا في طريقة القتل

وفي نفس الكتاب حدثني ابي رحمه الله تعالى، قال: حدثني سعد بن عبد الله بن ابي خلف، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن هارون بن خارجة، عن ابي بصير، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: ان جبرئيل (عليه السلام) أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، والحسين (عليه السلام) يلعب بين يديه، فأخبره ان امته ستقتله، قال: فجزع رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال: ألا اريك التربة التي يقتل فيها، قال: فخسف ما بين مجلس رسول الله (صلى الله عليه وآله) الى المكان الذي قتل فيه الحسين (عليه السلام) حتى التقت القطعتان، فأخذ منها، ودحيت في اسرع من طرفة عين، فخرج وهو يقول: طوبى لك من تربة وطوبى لمن يقتل حولك. قال: وكذلك صنع صاحب سليمان، تكلم باسم الله الاعظم فخسف ما بين سرير سليمان وبين العرش من سهولة الارض وحزونتها، حتى التقت القطعتان فاجتر العرش، قال سليمان: يخيل الي انه خرج من تحت سريري، قال: ودحيت في اسرع من طرفة العين

وهذا يناقض الرواية السابقة لأن هذه فيه أن النبي ما علم بالأمر إلا بعد ولادته

13_ - حدثني ابي، عن الحسين بن علي الزعفراني، قال: حدثني محمد بن عمرو الاسلمي، قال: حدثني عمرو بن عبد الله بن عنبسة، عن محمد بن عبد الله بن عمرو، عن ابيه، عن ابن عباس، قال: الملك الذي جاء الى محمد (صلى الله عليه وآله) يخبره بقتل الحسين (عليه السلام) كان جبرئيل (عليه السلام) الروح الامين، منشور الاجنحة باكيا صارخا، قد حمل من تربة الحسين (عليه السلام) وهي تفوح كالمسك، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): وتفلح امتي تقتل فرخي أو قال: فرخ ابنتي. فقال جبرئيل: يضربها الله بالاختلاف فتختلف قلوبهم

أقول : محمد بن عبد الله بن عمرو هو ابن عثمان بن عفان

وأمه كانت فاطمة بنت الحسين وهذا يدلك على الأنساب بين الأمويين والهاشميين فقد كانوا أبناء عمومة ولا يخفى أنه من العامة وكذا ابن عباس

ولا أصل لهذه الرواية في كتب السنة عن ابن عباس وهم أحرص الناس على رواياتهم ابن عباس وحفيد عثمان وابنه

والرواية في متنها نكارة فإن اختلاف الأمة وقع قبل الحسين في صفين والجمل وما حصل من الخلاف بعد قتل الحسين من جنس هذا وربما أقل منه في كثير من أحيانه بل معلوم أن الأمر لما انضبط لعبد الملك بقي صلباً بيده ويد أبنائه مدة طويلة

وإذا كانت فاطمة نفسها ستقتل وكذا ابنها المحسن فما وجه الخصوصية للحسين هنا ؟


14_ حدثني الحسين بن علي الزعفراني بالري، قال: حدثنا محمد بن عمر النصيبي، عن هشام بن سعد، قال: أخبرني المشيخة ان الملك الذي جاء الى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأخبره بقتل الحسين بن علي (عليهما السلام) كان ملك البحار، وذلك ان ملكا من ملائكة الفردوس نزل على البحر فنشر أجنحته عليها، ثم صاح صيحة وقال: يا اهل البحار البسوا اثواب الحزن فان فرخ رسول الله (صلى الله عليه وآله) مذبوح، ثم حمل من تربته في اجنحته الى السماوات، فلم يبق ملك (3) فيها الا شمها وصار عنده لها اثر ولعن قتلته وأشياعهم وأتباعهم

15_ حدثني ابي رحمه الله ومحمد بن الحسن بن الوليد، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن صفوان بن يحيى وجعفر بن عيسى بن عبيد الله، قالا: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن ابي غندر، عمن حدثه، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: كان الحسين بن علي (عليهما السلام) ذات يوم في حجر النبي (صلى الله عليه وآله) يلاعبه ويضاحكه، فقالت عائشة: يا رسول الله ما أشد اعجابك بهذا الصبي، فقال لها: ويلك وكيف لا أحبه ولا أعجب به، وهو ثمرة فؤادي وقرة عيني، اما ان امتي ستقتله، فمن زاره بعد وفاته كتب الله له حجة من حججي، قالت: يا رسول الله حجة من حججك، قال: نعم حجتين من حججي، قالت: يا رسول الله حجتين من حججك، قال: نعم واربعة، قال: فلم تزل تزاده ويزيد ويضعف حتى بلغ تسعين حجة من حجج رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأعمارها

وهذا الخبر واضعه كافر إذ كيف يجعل عمل الشخص بمنزلة عمل النبي ؟


16_ حدثني ابي رحمه الله وعلي بن الحسين وجماعة مشايخي رحمهم الله، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد ومحمد بن الحسين، عن محمد بن اسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن زيد الشحام، قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): ما لمن زار قبر الحسين (عليه السلام)، قال: كان كمن زار الله في عرشه، قال: قلت: ما لمن زار احدا منكم، قال: كمن زار رسول الله (صلى الله عليه وآله)

والرافضة اليوم عامتهم جهمية ويعيبون على أهل السنة ما يسمونه تجسيماً فما عسى أن يقال في هذه الرواية

وقال أيضاً وحدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن اسماعيل بن بزيع، عن الخيبري، عن الحسين بن محمد القمي (3)، قال: قال لي الرضا (عليه السلام): من زار قبر ابي ببغداد كان كمن زار رسول الله (صلى الله عليه وآله) وامير المؤمنين، الا ان لرسول الله وامير المؤمنين (عليهما السلام) فضلهما، قال: ثم قال لي: من زار قبر ابي عبد الله بشط الفرات كان كمن زار الله فوق كرسيه

17_ وبهذا الاسناد، عن عبد الله الاصم، عن عبد الله بن بكير الارجاني، قال: صحبت ابا عبد الله (عليه السلام) في طريق مكة من المدينة، فنزلنا منزلا يقال له: عسفان (3)، ثم مررنا بجبل اسود عن يسار الطريق موحش، فقلت له: يا ابن رسول الله ما اوحش هذا الجبل ما رأيت في الطريق مثل هذا، فقال لي: يابن بكير أتدري اي جبل هذا، قلت: لا، قال: هذا جبل يقال له الكمد، وهو على واد من اودية جهنم، وفيه قتلة ابي الحسين (عليه السلام)، استودعهم فيه، تجري من تحتهم مياه جهنم من الغسلين والصديد والحميم، وما يخرج من جب الجوى (1)، وما يخرج من الفلق (2)، وما يخرج من اثام (3)، وما يخرج من طينة الخبال (4)، وما يخرج من جهنم، وما يخرج من لظي ومن الحطمة، وما يخرج من سقر، وما يخرج من الحميم، وما يخرج من الهاوية، وما يخرج من السعير، وما مررت بهذا الجبل في سفري فوقفت به الا رأيتهما يستغيثان الي، واني لانظر الى قتلة ابي واقول لهما: هؤلا فعلوا ما أسستما، لم ترحمونا إذ وليتم، وقتلتمونا وحرمتمونا، ووثبتم على حقنا، واستبددتم بالامر دوننا، فلا رحم الله من يرحمكما، ذوقا وبال ما قدمتما، وما الله بظلام للعبيد، واشدهما تضرعا واستكانة الثاني، فربما وقفت عليهما ليتسلى عني بعض ما في قلبي، وربما طويت الجبل الذي هما فيه، وهو جبل الكمد. قال: قلت له: جعلت فداك فإذا طويت الجبل فما تسمع، قال: اسمع أصواتهما يناديان: عرج علينا نكلمك فانا نتوب، واسمع من الجبل صارخا يصرخ بي: اجبهما، وقل لهما: اخسؤوا فيها ولا تكلمون. قال: قلت له: جعلت فداك ومن معهم، قال: كل فرعون عتى على الله وحكى الله عنه فعاله وكل من علم العباد الكفر.
فقلت: من هم، قال: نحو بولس الذي علم اليهود ان يد الله مغلولة، ونحو نسطور الذي علم النصاري ان المسيح ابن الله، وقال لهم: هم ثلاثة، ونحو فرعون موسى الذي قال: انا ربكم الاعلى، ونحو نمرود الذي قال: قهرت اهل الارض وقتلت من في السمأ، وقاتل امير المؤمنين (عليه السلام)، وقاتل فاطمة ومحسن، وقاتل الحسن والحسين (عليهما السلام)، فاما معاوية وعمرو (1) فما يطمعان في الخلاص، ومعهم كل من نصب لنا العداوة، واعان علينا بلسانه ويده وماله. قلت له: جعلت فداك فأنت تسمع ذا كله ولا تفزع، قال: يابن بكير ان قلوبنا غير قلوب الناس، انا مطيعون مصفون مصطفون، نرى ما لا يرى الناس ونسمع ما لا يسمعون، وان الملائكة تنزل علينا في رحالنا وتتقلب في فرشنا، وتشهد طعامنا، وتحضر موتانا، وتأتينا باخبار ما يحدث قبل ان يكون، وتصلي معنا وتدعو لنا، وتلقي علينا اجنحتها، وتتقلب على اجنحتها صبياننا، وتمنع الدواب ان تصل الينا، وتأتينا مما في الارضين من كل نبات في زمانه، وتسقينا من مأ كل ارض نجد ذلك في آنيتنا. وما من يوم ولا ساعة ولا وقت صلاة الا وهي نبهنا (2) لها، وما من ليلة تأتي علينا الا واخبار كل ارض عندنا وما يحدث فيها، واخبار الجن واخبار اهل الهوى من الملائكة، وما من ملك يموت في الارض ويقوم غيره الا اتانا خبره، وكيف سيرته في الذين قبله، وما من ارض من ستة ارضين الى السابعة الا ونحن نؤتي بخبرهم. فقلت: جعلت فداك فأين منتهى هذا الجبل، قال: الى الارض السادسة (1)، وفيها جهنم، على واد من اوديته، عليه حفظة اكثر من نجوم السمأ وقطر المطر وعدد ما في البحار وعدد الثرى، قد وكل كل ملك منهم بشئ وهو مقيم عليه لا يفارقه. قلت: جعلت فداك اليكم جميعا يلقون الاخبار، قال: لا، انما يلقى ذلك الى صاحب الامر، وانا لنحمل ما لا يقدر العباد على الحكومة فيه فنحكم فيه، فمن لم يقبل حكومتنا جبرته الملائكة على قولنا، وامرت الذين يحفظون ناحيته ان يقسروه على قولنا، وان كان من الجن من اهل الخلاف والكفر اوثقته وعذبته حتى يصير الى ما حكمنا به. قلت: جعلت فداك فهل يرى الامام ما بين المشرق والمغرب، فقال: يابن بكير فكيف يكون حجة الله على ما بين قطريها وهو لا يراهم ولا يحكم فيهم، وكيف يكون حجة على قوم غيب لا يقدر عليهم ولا يقدرون عليه، وكيف يكون مؤديا عن الله وشاهدا على الخلق وهو لا يراهم، وكيف يكون حجة عليهم وهو محجوب عنهم، وقد حيل بينهم وبينه ان يقوم بامر ربه فيهم، والله يقول: (وما ارسلناك الا كافة
للناس) (1)، يعني به من على الارض والحجة من بعد النبي (صلى الله عليه وآله) يقوم مقام النبي (صلى الله عليه وآله). وهو الدليل على ما تشاجرت فيه الامة والاخذ بحقوق الناس والقيام بامر الله والمنصف لبعضهم من بعض، فإذا لم يكن معهم من ينفذ قوله، وهو يقول: (سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم) (2)، فاي آية في الافاق غيرنا أراها الله اهل الافاق، وقال: (ما نريهم من اية الا هي اكبر من اختها) (3)، فاي آية اكبر منا. والله ان بني هاشم وقريشا لتعرف ما اعطانا الله، ولكن الحسد اهلكهم كما اهلك ابليس، وانهم ليأتوننا إذا اضطروا وخافوا على انفسهم، فيسألونا فنوضح لهم فيقولون: نشهد انكم اهل العلم، ثم يخرجون فيقولون: ما رأينا اضل ممن اتبع هؤلاء ويقبل مقالتهم. قلت: جعلت فداك اخبرني عن الحسين (عليه السلام) لو نبش كانوا يجدون في قبره شيئا، قال: يابن بكير ما أعظم مسائلك الحسين (عليه السلام) مع أبيه وامه واخيه الحسن في منزل رسول الله (صلى الله عليه وآله)، يحبون كما يحبي ويرزقون كما يرزق، فلو نبش في ايامه لوجد (4)، واما اليوم فهو حي عند ربه ينظر الى معسكره، وينظر الى العرش متى يؤمر ان يحمله، وانه لعلى يمين العرش متعلق، يقول: يا رب انجز لي ما وعدتني. وانه لينظر الى زواره وهو اعرف بهم وبأسمأ آبائهم وبدرجاتهم وبمنزلتهم عند الله من احدكم بولده وما في رحله، وانه ليرى من يبكيه فيستغفر له رحمة له ويسأل اباه الاستغفار له، ويقول: لو تعلم ايها الباكي ما اعد لك لفرحت اكثر مما جزعت، فيستغفر له كل من سمع بكائه من الملائكة في السمأ وفي الحائر، وينقلب وما عليه من ذنب.

أقول : هذه الرواية اللعينة فاشية بين الرافضة اليوم ويكفرون الصحابة بسببها وتلاحظ ما فيها من التعريض بالشيخين والتعريض بأن عمر قتل المحسن وفاطمة

والرواية انفرد بها كذاب عندنا وعندهم !

فعبد الله الأصم كذاب باتفاقهم !

بل ابن الغضائري استدل على خبثه بهذه الرواية !

قال النجاشي: " عبد الله بن عبد الرحمان الأصم المسمعي بصري، ضعيف
غال ليس بشئ، روى عن مسمع كردين وغيره، له كتاب المزار، سمعت ممن
رآه، فقال لي: هو تخليط. وله كتاب الناسخ والمنسوخ. أخبرنا غير واحد، عن
أحمد بن محمد بن يحيى، عن سعد، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عنه ".
وقال ابن الغضائري: " عبد الله بن عبد الرحمان الأصم المسمعي. أبو محمد،
ضعيف مرتفع القول، وله كتاب في الزيارات ما يدل على خبث عظيم ومذهب
متهافت، وكان من كذابة أهل البصرة ".

وهذه الرواية معتمدة عند الإمامية اليوم مما يدل على خبثهم هم أيضاً

ثم هو يروي عبد الله بن كثير وهو من الفطحية والعجيب أنهم يقبلون روايته مع أنه كفر بالمعصوم موسى الكاظم وقال بإمامة أخيه عبد الله الأفطح

وقال الشيخ المفيد في اوائل المقالات

واتفقت الإمامية على أن من أنكر إمامة أحد الأئمة وجحد ما أوجبه الله تعالى من فرض الطاعة فهو كافر ضال مستحق للخلود في النار

فكيف ترفض روايات أمهات المؤمنين والمهاجرين والأنصار وتقبل رواية الفطحية !

فإن قيل أنه في كتاب ثواب الأعمال للقمي ورد بإسناد آخر

فيقال : إنما وقع سقط فالإسناد محمد بن أحمد بن محمد عن أبيه عن عبد الله الأصم

فذكر ذكر الأب والأصم فجاء السند هكذا محمد بن أحمد بن محمد الأصم وهذا غلط واضح
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي