مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: بيع الوهم : كوكب قد توجد فيه حياة ...

بيع الوهم : كوكب قد توجد فيه حياة ...



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
                                                       أما بعد :
فقد شرحت في مقالي طاغوت الصدفة في الديانة العلموية انحياز الثقافة العلموية الحديثة للفعل الصدفوي في تفسير بدايات الأشياء وبينت نقد ذلك بأن كل فعل صدفوي خلاق يمكن تفسيره على أنه فعل حكيم فالانحياز لتفسير الصدفة ترجيح بغير مرجح ثم إذا تراكمت الأفعال الخلاقة كان احتمال الصدفة أبعد ما يكون وحتى لو كان لحصوله نسبة ضئيلة فإن ترجيحها كما يفعل العلمويون محض هوى ثم إن الصدفة التي لا فاعل لها هذه من خيالاتهم الخاصة فاحتمال وجودها لا شيء

هذه المقدمة كان لا بد منها للنظر في الملف الذي بين أيدينا وهو دعوى وكالة ناسا أنها وجدت كوكباً قد يوجد فيه حياة

والسؤال هنا : كيف استطاعوا تحديد أنه يمكن أن يوجد فيه حياة وهذا بحث بيولوجي ؟

استطاعوا هذا عن طريق القياس على بداية الحياة في الأرض والتي يفسرونها تفسيراً صدفوياً محضاً عن طريق وجود مواد الحياة الأولية

وذلك اعتماداً على تجربة يوري وميلر التي حاولا فيها تقليد المناخ الأولي للأرض وافتراض أن برقاً ضرب مجموعة من المواد غير الحية فأنتج أحماضاً أمينية وهي تشكل المادة الأولية للحياة

وفي الواقع نحن نحتاج إلى عشرين حمض أميني مرتب بالطريقة الصحيحة وهؤلاء حصلوا على أربعة فقط ولكن ليس هذا محل البحث

يشرح آر آل وايونج مشكلة النشأة التلقائية للحياة التي اقترحها ميلر وزميله :" لو كان الأكسجين موجوداً في المناخ البدائي ، فلا يمكن أن تكون الحياة قد ظهرت لأن المؤشرات الكيميائية للحياة ستكون مدمرة بسبب التأكسد ، ولو كان الأكسجين غير موجود في المناخ البدائي ولم يكن هناك طبقة أوزون لحماية المؤشرات الكيميائية للحياة من الضوء فوق البنفسجي لكان من المستحيل أن تظهر الحياة "

وللخروج من هذا المازق افترضوا أن الحياة نشأة تحت الماء

يقول التطوري هيتشنيغ :" تحت سطح الماء لا يوجد هنالك طاقة كافية لبدء المزيد من التفاعلات الكيميائية والماء بشكل عام يمنع من تشكل يمنع تشكل المزيد من الجزيئات المعقدة " ( نقلاً عن خرافة التطور لجورج غاليغي )

وقد تكلم جونثان ويلز بتوسع عن هذا الموضوع في كتابه أيقونات التطور وتألم لكون خرافة ميلر وزميله بقيت تدرس مع كل ما يواجها من معضلات

ثم إن ميلر استخدم حيلة فظيعة حيث قام بعزل الأحماض الأمينية التي تكونت لكي لا تظهر وهي تتدمر تلقائياً

قال الكيميائي ريتشارد بليس :" استخدم ميلر المصيدة الباردة _ وهي الجزء الأساسي من تجربته _ لعزل المنتجات المتكونة بفعل التفاعلات الكيميائية ، ولولا هذه المصيدة في الواقع لدمرت المنتجات الكيميائية بفعل مصدر الطاقة "

قال ماكمولين :" إن آخر وأعظم خطأ لتجربة ميلر هو ميلر نفسه فقد صمم التجربة على أمل الحصول على أحماض أمينية لكن أول مرة لم يحصل على شيء فعاد إلى السبورة وغير بعض محددات التجربة بالذات فخرجت النتائج المطلوبة ثاني مرة ومن بين نقاط القوة المقترحة للتجربة أنها تفسير طبيعي لأصل الحياة فالميثان والأمونيا والماء والهيدروجين رغم نقاوتها الصناعية تقابل مكونات المناخ البدائي للأرض والشرارة الكهربائية تقابل البرق والماء السائل يقابل المحيطات إن كان الأمر كذلك فما الذي يقابل ميلر الذي صمم وعدل التجربة الإجابة أنه لا بد من وجود قوة أو مصمم أو إله إذا أردت تسميته ليبتديء الحياة " ( نقلا عن كتاب التطور نظرية أم أيدلوجيا )

وقال التطوري لورن إيزله في كتابه السفرة الرابعة :" لقد أدت الجهود الكبيرة التي بذلت للتأكيد على أن المتحول أميب هو أيضاً مصنع كيماوي معقد يعمل بوسائله الخاصة وأن كل ما يقال أن قطرة بسيطة من البروتوبلازما ( الأجسام الحية ) وأنه متى عرف تركيبه أمكن خلق كائنات حية فقد ثبت الآن أنه قول هراء ليس له أدنى نصيب من الصحة 

وإن فشل الجهود الكثيرة التي بذلت في هذا المجال جعلت الكثير من العلماء في وضع مضطرب ويلحون في تقديم نظريات بشأن أصل الحياة من غير أن يقدروا على إثبات نظرياتهم وبعد أن اتهم العلماء رجال الدين بأنهم يعتمدون في أقوالهم على الأساطير والخوارق عادوا مضطرين واخترعوا لأنفسهم أساطير جديدة هي أن ما لا يستطيع العلم أن يوجده اليوم قد استطاع ايجاده قبل خلق العلم !" 

هذا يقرر ما ذكرناه سابقاً من كون الصدفة الخلاقة مجرد وهم

فإذا كان وجود الحياة وظهورها على الأرض لغز عظيم إلى الآن لم يعرف والتجارب المذكورة ملأى بالعيوب فكيف يمكننا اعتبار أصل الحياة على الأرض أصلاً مقيساً عليه

نقيس عليه الكواكب الأخرى فنقول هذا قد توجد عليه حياة !

إن هذا إلا بيع الوهم على الناس واستغلال جهلهم والتدجيل باسم العلم لكسب المزيد من الدعم المادي لإيهام الناس أن تلك المليارات التي تدفع لهذه المنظمات لم تذهب هباءاً
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي