مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: التنبيه على أثر عائشة ( لا تؤذوا رسول الله ) لمن دق مسماراً في المدينة

التنبيه على أثر عائشة ( لا تؤذوا رسول الله ) لمن دق مسماراً في المدينة



أما بعد :
 
فقد انتشر بمناسبة الأحداث الأخيرة هذا الأثر  أن عائشة رضي الله عنها كانت تسمع الوتد أو المسمار يضرب في بعض الدور المطيفة بالمسجد فترسل إليهم: لا تؤذوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

نشر هذا الأثر في صفحته الرسمية كل من محمد الحسن ولد الددو ومحمد بن عبد الرحمن العريفي

وهذا الأثر على حسن متنه انفرد به راو كذاب ، فهو مكذوب

قال عبد الصمد ابن عساكر في إتحاف الزائر وأخبرني محمد بن محمود النجار رحمه الله بخطه، عن أبي القاسم ذاكر، و [يحيى بن] أسعد، عن الحسن بن أحمد، عن أبي نعيم الحافظ، عن جعفر بن محمد، أخبرنا أبو يزيد المخزومي، أخبرنا الزبير بن بكار، أخبرنا محمد بن الحسن، قال: حدثني غير واحد منهم عبد العزيز بن أبي حازم، ونوفل بن عمارة قالوا: إن كانت عائشة رضي الله عنها تسمع صوت الوتد أو المسمار يضرب في بعض الدور المطيفة بمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فترسل إليهم:
((لا تؤذوا رسول الله)) صلى الله عليه وسلم

محمد بن الحسن هنا هو ابن زبالة كذاب اتهمه بالكذب ابن معين وأبو داود وغيرهم

لذا قال ابن حجر في التقريب :" كذبوه "

قال معاوية بن صالح : قال لى يحيى بن معين : محمد بن الحسن الزبالى والله ما هو
بثقة ، حدث عدو الله عن مالك ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، عن النبى صلى الله عليه وسلم : فتحت المدينة بالقرآن و فتحت سائر البلاد بالسيف .
و قال هاشم بن مرثد الطبرانى ، عن يحيى بن معين : ابن زبالة كذاب خبيث لم يكن بثقة و لا مأمون يسرق .
و قال البخارى : عنده مناكير .
قال ابن معين : كان يسرق الحديث .
و قال أحمد بن صالح المصرى : كتبت عنه مئة ألف حديث ثم تبين لى أنه كان يضع الحديث فتركت حديثه
و قال الساجى : وضع حديثا على مالك ، و وضع كتاب " مثالب الأنساب " فجفاه أهل المدينة .
و قال الدارقطنى : متروك.

وقال ابن تيمية في الرد البكري :" وأما ما ذكره من أن أهل المدينة شكوا إلى عائشة فأمرتهم أن يعملوا من قبره كوة إلى السقف حتى لا يكون بينه وبين السماء حائل ففعلوا فمطروا حتى نبت العشب وسمنت الإبل وتفتقت شحما فسمي عام الفتيق فقد ذكر هذا فيما أظن محمد بن الحسن بن زبالة فيما صنفه في أخبار المدينة  وجوابه من وجهين
 أحدهما أن هذا محمد بن زبالة ضعيف لا يحتج به والثابت عن الصحابة باتفاق أهل العلم أنهم كانوا إذا استسقوا دعوا الله إما في المسجد وإما في الصحراء وهذا الاستسقاء المشروع باتفاق أهل العلم فإنهم اتفقوا على دعاء الله واستغفاره"

وهذا أحسن من كلامه في الاقتضاء والرجل كذاب لا يوثق بأي شيء يرويه مرفوعاً أو موقوفاً وثبت عليه الوضع في الأنساب وفي غير المرفوع وطعن ابن تيمية هنا بخبر مروي عن عائشة كالذي معنا

وقال ابن حزم في المحلى معلقاً على رواية :" وَمِنْهَا: الْمَدِينَةُ خَيْرٌ مِنْ مَكَّةَ - هَكَذَا تَصْرِيحٌ رُوِّينَا مِنْ طُرُقٍ.
أَحَدُهَا:
مِنْ رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ زُبَالَةَ صَاحِبِ هَذِهِ الْفَضَائِحِ كُلِّهَا الْمُنْفَرِدِ بِوَضْعِهَا"

ابن حزم ليس معتمداً عندي ولسنا بحاجة لذكره ولكنني أردت بيان أن اتهام هذا الرجل بالكذب أمر مشتهر

وسمى شيخين في هذه الرواية نوفل بن عمارة وما له ترجمة وعبد العزيز بن أبي حازم ولم يدرك عائشة

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي